تتجه الأنظار إلى العاصمة الألمانية برلين مساء اليوم السبت، والتي تحتضن مواجهة تجمع هولندا وتركيا، في آخر مباريات ربع نهائي يورو 2024.
المنتخب التركي دخل بطولة يورو 2024 لمحو خيبة النسخة الماضية، حينما ودع المسابقة من مرحلة المجموعات بعد خسارته لكل مبارياته، وفيما لو سارت أموره على خير، فسيكون أقصى أحلامه معادلة إنجازه التاريخي في يورو 2008، حينما بلغ مربع الكبار، وقتها ودع البطولة من الدور نصف النهائي أمام ألمانيا.
تركيا ستدخل اللقاء بغياب صخرة دفاعها ميريح ديميرال بسبب الإيقاف، في وقت استعادت به هولندا هيبتها إثر فوز كبير على رومانيا
من جهته سعى منتخب هولندا في يورو 2024 إلى استعادة بعضًا من بريقه الذي فقده في الأعوام الماضية، فهولندا هي وصيفة كأس العالم في 3 مناسبات، وهي بطلة أوروبا عام 1988، في نسخة استضافتها ألمانيا نفسها، ما يعني أن هولندا تستبشر خيرًا بالأراضي الألمانية.
في هذه البطولة نجحت تركيا في تحقيق إنجاز لم يكن متوقعًا لأكثر المتابعين، فبلغت الدور ثمن النهائي بعد نيلها المركز الثاني في مجموعتها، بعد خسارة مع البرتغال وفوزين على جورجيا والتشيك، لكن الإنجاز الأبرز كان بتخطيها النمسا في ثمن النهائي، خصوصًا أن المنتخب النمساوي كان أحد أفضل منتخبات البطولة، لتسلب منه تركيا لقب الحصان الأسود للبطولة، وتبلغ ربع النهائي.
على الجانب الآخر، قدمت هولندا أداءً مخيّبًا في مرحلة المجموعات، فوصلت إلى ثمن النهائي كأحد أفضل الثوالث، بعدما حلت ثالثة في مجموعتها إثر خسارة مع النمسا وتعادل مع فرنسا وفوز على بولندا، لكن الطواحين الهولندية دارت بقوة في دور الـ16، بعدما هزمت رومانيا بثلاثة أهداف دون رد، لتكشف كتيبة رونالد كومان عن عودة المارد الهولندي لبث الرعب في قلوب المنافسين.
تأهّل تركيا إلى ربع نهائي يورو 2024 شابه بعض المنغصات، وتمثل ذلك بإيقاف المدافع ميريح ديميرال بسبب إشارات وصفها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بغير المقبولة، لما تحويه من معان قومية يصفها البعض بالعنصرية، وتلا ذلك تبعات إشكالية كاستدعاء السفراء في تركيا وألمانيا، وما يلي ذلك من جدل سياسي، لكنّ صافرة بداية المباراة سترمي كلّ ذلك جانبًا، وسيركز الفريقان على الوصول لنصف النهائي من أجل مقابلة المنتصر من لقاء إنجلترا وسويسرا.
عن هذه المباراة تحدث مدرب هولندا رونالد كومان، وتكلم عن تطور أداء فريقه من مباراة لأخرى: "في بعض الأحيان يكون من الصعب تفسير سبب الأداء السيئ في مباراة ما، وسبب الوصول إلى مستوى عالٍ في مباراة أخرى، كانت البداية صعبة ضد رومانيا، كننا في النهاية وجدنا أسلوبنا وتسببنا لهم في مشاكل، ربما كانت إحدى النقاط الحاسمة هي أن الأمر استغرق وقتًا طويلاً لتسجيل الهدف الثاني. النتيجة النهائية هي دائمًا أهم شيء. ومع ذلك، نحن هولنديون، وعلينا أن نلعب بشكل جيد أمام تركيا، كان الأداء بأكمله رائعًا أمام رومانيا".
من جانبه أبدى الإيطالي فينتشينزو مونتيلا احترامه للهولنديين، مدرب منتخب تركيا قال: "هولندا فريق موهوب للغاية مثلنا، لذا ستكون مباراة صعبة، نحن أحد الفرق الأقل خبرة في البطولة، لذا نحن جميعًا سعداء بالوصول إلى هذه المرحلة، أنا لا أؤمن بالتشكيلات، لكنني أؤمن بالتكتيكات، نحاول التغيير من مباراة إلى أخرى وفقًا لمنافسينا".