تخطط نائبة الرئيس، كامالا هاريس، للنأي بنفسها عن السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي، جو بايدن، والتركيز بدلًا من ذلك على مخاوف وويلات الطبقة المتوسطة، وفقًا لما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي.
ويقول "أكسيوس" إن هاريس بدءًا من خطابها السياسي في ولاية كارولينا الشمالية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ووصولًا إلى المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو الأسبوع المقبل، ستخبر المرشحة الديمقراطية الناخبين الأميركيين لأول مرة "من هي وكيف ستحكم".
تريد انفصالًا واضحًا عن رؤية بايدن
لكن هاريس لن تقول ذلك بصراحة في العلن، بحسب "أكسيوس"، نظرًا لأن مستشاريها يفعلون ذلك بشكل خاص، ويقولون "إنها تريد الانفصال عن بايدن بشأن القضايا التي لا يحظى بشعبية فيها، وأولها: ارتفاع الأسعار"، وهو "جزء من جهد منظم للغاية لتعريف نفسها، وفي بعض الحالات، إعادة تعريف نفسها كـ"نوع مختلف من الديمقراطيين".
تريد هاريس الانفصال عن بايدن بشأن القضايا التي لا يحظى بشعبية فيها، وأولها: ارتفاع الأسعار
وستعلن هاريس خلال حدث انتخابي في مدينة "رالي" بكارولينا الشمالية، الجمعة المقبل، عن خططها لخفض تكاليف الرعاية الصحية والإسكان والغذاء للمستهلكين من الطبقة المتوسطة، بالإضافة إلى خططها في مواجهة "الاحتكار في الأسعار من قبل الشركات".
وكانت هاريس قد أثارت الحماس بعد استطلاع للرأي أجرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، بالاشتراك مع كلية "روس" لإدارة الأعمال بجامعة ميشيغان الأميركية، وأظهر أنها أكثر ثقة من الرئيس السابق المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، فيما يتعلق بالاقتصاد.
وتُعد هاريس، وفقًا لاستطلاع الصحيفة البريطانية، أول مرشح ديمقراطي يتقدم في النتائج على ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد، وفيما أكد 41 بالمئة من الأميركيين ثقتهم بترامب، فإن الاستطلاع وجد أن 42 بالمئة من الناخبين يعتقدون أن هاريس ستكون أفضل في التعامل مع الاقتصاد، بزيادة 7 نقاط مئوية مقارنة بأرقام بايدن الشهر الماضي.
ويقول "أكسيوس" إن هاريس تريد الآن أن تكون مختلفة عن بايدن فيما يتعلق بالتضخم، والذي يمكن القول إنه أكبر موضوع محلي في هذه الحملة، من خلال اقتراح حلول أكثر وضوحًا وإلحاحًا.
ووفقًا للموقع الأميركي فإن هاريس لا تريد أن يتم تعريفها تمامًا بسجل بايدن-هاريس، كما يقول المستشارون، وهي بحاجة إلى بعض المسافة التي تفصلها عن بايدن، ويقول 80 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة في استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة غالوب إنهم غير راضين عن اتجاه البلاد.
كما تريد هاريس انفصالًا واضحًا عن رؤية بايدن التي غالبًا ما تنظر إلى الوراء فيما يتعلق بالديمقراطية وغيرها من القضايا، كما تسعى هاريس، وهي من مواليد كاليفورنيا، إلى وضع أجندة ابتكارية خاصة بها، وستصفها بلمسة عامة واستشرافية شعارها: "الفوز بالمستقبل".
وستظهر هاريس مع بايدن في مقاطعة برينس جورج بولاية ماريلاند، غدًا الخميس، في حدث حول خفض التكاليف للأميركيين، وهي أول رحلة مشتركة لهما منذ انسحاب بايدن من السباق الانتخابي قبل 24 يومًا.
حملة #ترامب أشارت عليه بالتحرك سريعًا من أجل احتواء زخم الديمقراطيين بخطف الأضواء من هاريس وحملتها.
اقرأ أكثر: https://t.co/6KROwINtU0 pic.twitter.com/bpUTn7ZDEV— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) August 11, 2024
ويوضح "أكسيوس" أن جزءًا كبيرًا من خطة هاريس في تغيير بعض مواقفها الأكثر ليبرالية دون اعتذار، والزعم بأن تجربتها في البيت الأبيض ساعدت في تغيير رأيها، فقد كانت عندما ترشحت للرئاسة في عام 2019، ضد إلغاء تجريم عبور الحدود غير القانوني، ومع الرعاية الصحية للجميع، لكن لم يعد الأمر كذلك فقد تراجعت عن بعض الأفكار.
إذ إنها لا تمانع في تبني أفكار ترامب الشعبية، ولا سيما "عدم فرض ضريبة على الإكراميات" للعاملين في مجال الخدمات والضيافة، وهي من الأفكار التي تحظى بشعبية في نيفادا، إحدى أكبر الولايات المتأرجحة.لكن السؤال الأهم ما الذي تؤمن به هاريس حقًا؟
ويرى "أكسيوس" أن أيًا كان ما تقوله هاريس في إطار حملتها الانتخابية القصيرة التي تستمر ثلاثة أشهر، فإنه سيبقى راسخًا في الأذهان، نظرًا لإدراكها أن أغلب الناس لا يعرفون عنها إلا القليل، لذا فهي تستطيع إعادة تعريف نفسها، حتى ولو كان ذلك يشمل التقلبات والشراكات المختلفة.
وتقول رئيسة اللجنة الوطنية الديمقراطية السابقة، دونا برازيل، والتي تعرف هاريس منذ كانت نائبة للرئيس، ومدعية عامة واعدة في سان فرانسيسكو: "إنها لا تستطيع أن تكسر السقف الزجاجي بأساس ضعيف. هي تعلم أنها لابد أن تكون قوية".
ويشير "أكسيوس" إلى أن هاريس تريد أن يُنظر إليها باعتبارها عامل التغيير في السباق، بالإضافة إلى تأكيدها سجلها كمدعية عامة، بما في ذلك التسويات التي فازت بها في قضايا تحديد الأسعار عندما كانت المدعية العامة لولاية كاليفورنيا.
كما أن هاريس في جزء لاحق من أجندتها الاقتصادية، ستقدم خططًا لمساعدة رواد الأعمال والشركات الصغيرة، وخفض تكاليف الاحتياجات المنزلية.
وقالت المرشحة الديمقراطية في التجمعات إن مكافحة التضخم ستكون أولوية في اليوم الأول، وأن تعزيز الطبقة المتوسطة سيكون هدفًا محددًا لرئاستها.
ستقدم هاريس خططًا لمساعدة رواد الأعمال والشركات الصغيرة، وخفض تكاليف الاحتياجات المنزلية
وكان البيت الأبيض قد كشف خلال هذه الأسبوع عن خطط "لخفض التكاليف للأسر ومكافحة عمليات الاحتيال من قبل الشركات".
وأكدت هاريس في إعلاناتها الانتخابية على جذورها من الطبقة المتوسطة، باعتبارها ابنة أم عاملة لم تكن تمتلك منزلًا، حتى التحقت هاريس بالمدرسة الثانوية.
ويختم "أكسيوس" تقريره بالقول إن شخصية هاريس الجديدة، وتحولاتها السياسية تشير إلى إعادة تموضعها في مركز الحزب الديمقراطي، ويضيف بأنها في الأساس، وهي ديمقراطية مؤيدة لبايدن، حتى لو كانت تريد أن تنأى بنفسها عنه في بعض القضايا.