ألترا صوت - فريق التحرير
قال المتحدث باسم وكالة تنظيم وسائل الإعلام في باكستان كرم مهران، إن بلاده قامت بحظر عدد من مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 4 ساعات، من بينها فيسبوك وتويتر، بناءً على أوامر من وزارة الداخلية، بدون أن يعطي تفاصيل إضافية، بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتيد برس.
بالتزامن مع حظر وسائل التواصل الاجتماعي المؤقت في باكستان كانت فرنسا قد نصحت رعاياها بمغادرة البلاد
وتأتي هذه الإجراءات، بعد التظاهرات المتواصلة والمتنقّلة المناهضة لفرنسا، التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة، على خلفية الرسوم الكاريكاتورية التي تنشرها مجلة تشارلي إيبدو، والتي اعتبرها المتظاهرون إهانة لمعتقداتهم الدينية.
اقرأ/ي أيضًا: نسخة جديدة "غير مجانية" من موقع وكالة رويترز
كما تزامن الإجراء مع استعدادات الحكومة في باكستان لفض تظاهرة كبيرة في لاهور في شرق البلاد، والتي شارك فيها سعد رضوي زعيم الحزب الإسلامي المحظور "تحريك لبيك" قبل أن تلقي السلطات القبض عليه. وقد سقط عدد من القتلى في صفوف المتظاهرين بسبب الاشتباكات مع الشرطة، في الوقت الذي نصحت فيه فرنسا رعاياها بمغادرة البلاد.
فيما أشارت إذاعة صوت ألمانيا، إلى أن باكستان تحاول من خلال وضعها القيود على منصات التواصل الاجتماعي، منع الناشطين المنتمين إلى جماعة "تحريك لبيك" الإسلامية، من الوصول إلى هذه التكنولوجيا لدعوة أنصارهم وتأجيج تظاهراتهم واحتجاجاتهم العنيفة التي هزّت البلاد، والضغط من أجل الإفراج عن سعد رضوي. كما تحدث تقرير الدويتشه فيله عن مقتل 6 أشخاص بينهم ضابطي شرطة، بالإضافة إلى سقوط 600 جريح. وقال التقرير إن حكومة باكستان كافحت في السنوات الأخيرة للسيطرة على احتجاجات حركة "تحريك لبيك"، لكنها أعلنت هذا الأسبوع حظرًا تامًا على كل أنشطة الجماعة، في الوقت الذي كان فيه المتظاهرون المؤيدون للجماعة، يغلقون الطرقات والشوارع الرئيسية، مطالبين الحكومة بالوفاء بوعدها السابق بطرد السفير الفرنسي من البلاد بحلول 20 نيسان/أبريل 2021.
كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن وزير الداخلية الباكستاني شيخ راشد أحمد قوله إن بلاده تؤيد "حماية شرف النبي" والدفاع عنه، لكنها تخشى من أن ممارسات حزب "تحريك لبيك" يُمكن لها أن تُصور باكستان كدولة متطرّفة في جميع أنحاء العالم. وأشار تقرير بي بي سي إلى أن المشكلة بدأت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إثر دفاع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حق مجلة شارلي إيبدو في التعبير عن رأيها، الأمر الذي استفزّ مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وأدّى إلى تظاهرات مناهضة لفرنسا في العديد من البلدان، رفقة دعوات لمقاطعة منتجاتها.
وفي سياق التعليقات على التظاهرات في باكستان، والخطوات التي قد تتخذها الحكومة الباكستانية في المدى المنظور، تصدّرت أخبار حظر منصات التواصل الاجتماعي في البلاد، وتوجيه فرنسا النصح لرعاياها بالمغادرة، اهتمامات العديد من الناشطين والصحفيين. على سبيل المثال، رحّب الصحفي والناشط التركي علي كيسكين باستدعاء الخارجية الباكستانية للسفير الفرنسي، على خلفية ما أسماه تهجّم الرئيس ماكرون على الإسلام، وطالب بأن تحذو الدول الإسلامية حذو باكستان. بينما تحدّثت الناشطة الحقوقية والسياسية سونام ماهاجام، عن ازدياد حالة الفرنكو-فوبيا في باكستان (رهاب الفرنسيين)، وانتقدت رئيس الحكومة عمران خان، الذي يقود خطابًا تحريضيًا ضد الفرنسيين. وفي موقف وسطي بين الموقفين، قال الناشط سعد هاشمي من باكستان، إنه لا يدافع عن فرنسا، لكنها تمتلك حق النقض في مجلس الأمن، وبالتالي لا مصلحة لبلاده في تصعيد الموقف معها، لأن ذلك سيؤذيهم في القضايا الحساسة، كقضية كشمير، ومشاريع التنمية الاقتصادية.
اقرأ/ي أيضًا:
قضية "البدون".. نقاش كويتي متجدد
صندوق الأمم المتحدة للسكان: مئات الملايين من النساء يعشن حياة "يحكمها الآخرون"