22-سبتمبر-2024
لبنان

آثار القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية

مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم 352، وزيادة تصعيده في جبهة لبنان من خلال سلسلة الاعتداءات في الأيام القليلة الماضية، بدأت إدارة بايدن باتخاذ موقف المشاهد للأحداث دون مواصلة دورها المعلن كأحد الأطراف المساهمة بنجاح مفاوضات التصعيد، في وقت لا تتوقف خلاله عن إمداد الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من الأسلحة، والتي بها يواصل الاحتلال ارتكابه لمجازر الإبادة الجماعية في غزة.

ففي مقال نشرته وكالة أسوشيتد برس مساء السبت، أكدت الوكالة أن إدارة بايدن بدأت تتخذ نهجًا "أكثر حرصًا" بعد أسبوع مما وصفته بالتصعيد الدرامي بين الاحتلال وحزب الله في لبنان، حيث يحجم كبار المسؤولين الأمريكيين عن أداء مهامهم الدبلوماسية في الحد من الأزمة، خوفًا من جعل الأمور أسوأ وفق الوكالة.

أحد المحللين البارزين لأسوشيتد برس يلخص دور أميركا الحالي في مفاوضات وقف إطلاق النار: "الولايات المتحدة تبدو الآن وكأنها غزال أمام المصابيح الأمامية للسيارة"

الوكالة أشارت أن هناك انطباع يوحي بأن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة تولي اهتمامًا أقل لجهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية، على الرغم من اعتمادها عليها في الحصول على الأسلحة والدعم العسكري. ونقلت الوكالة عما وصفته بالزميل البارز في السياسة الخارجية الأميركية بريان كاتوليس وصفًا دقيقًا لدور الإدارة الأميركية في الوقت الحالي: "إن الولايات المتحدة تبدو الآن وكأنها غزال أمام المصابيح الأمامية للسيارة"، وزاد كاتوليس في تصريحه للوكالة: "من حيث الكلمات والأفعال والعمل، الولايات المتحدة لم تعد تقود الأحداث، بل تتفاعل معها".

وأوضحت الوكالة إلى عدم تواجد أي اتصال أميركي معلن مع نتنياهو، منذ زيارة المسؤول الكبير في البيت الأبيض آموس هوكشتاين إلى "إسرائيل" يوم الاثنين الماضي للتحذير من التصعيد، ونقلت الأسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى نقطة حساسة، لدرجة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن لم يزر "إسرائيل" خلال رحلته للمنطقة، خشية من أن يدفع بلينكين نتنياهو إلى "قول شيء من شأنه أن يقوض الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة".

وعززت الوكالة حجّتها من خلال أقوال بايدن في المؤتمر الصحفي مساء الجمعة، حينما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال لديها أمل في التوصل إلى اتفاق في غزة، وقتها ردّ بايدن بأنه "لديه أمل وأن فريقه يضغط من أجله"، لكنه استدرك بعد ذلك: "إذا قلت ذات يوم إن المفاوضات غير واقعية، فقد نغادر أيضًا" في إشارة واضحة إلى عدم فرض الضغوطات على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ويكمل بايدن: "الكثير من الأشياء لا تبدو واقعية حتى ننجزها، علينا أن نستمر في ذلك".

وزير الخارجية أنتوني بلينكن لم يزر "إسرائيل" خلال رحلته للمنطقة، خشية من دفع نتنياهو إلى "قول شيء من شأنه أن يقوض الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة".

وأشارت الوكالة أن هناك ثمة فرصة لاتصال رفيع المستوى بين الولايات المتحدة ونتنياهو، حينما يسافر الأخير إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل لزعماء العالم، لكن مسؤولين أميركيين "مطلعين" اعترفوا للوكالة أن الوضع أصبح محفوفًا بالمخاطر، لدرجة أن اتخاذ موقف علني إما بدعم أو انتقاد إسرائيل من المحتمل أن يسبب ضررًا أكثر من النفع حسب وصفهم، وبكل الأحوال نشرت شبكة سي إن إن بعد تقرير الوكالة بساعات، خبرًا مفاده إرجاء نتنياهو لحضوره جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بسبب تصاعد التوتر مع حزب الله اللبناني.

الدور الأميركي المتراجع في مفاوضات وقف إطلاق النار، جعل المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يرفض الإجابة على سؤال أحد الصحفيين، حينما وصف وزير الخارجية الأميركية والمسؤولين الأخرين يبدون وكأنهم "قطع أثاث" في العواصم الإقليمية، بعد زيارات إدارة بايدن إلى الشرق الأوسط دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وقتها نسب ميلر الفضل للولايات المتحدة في " منع التحول إلى حرب إقليمية شاملة"

الانتقادات تنهال نحو الإدارة الأميركية، وتتهمها بالفشل مرارًا وتكرارًا في كسب تأييد الأطراف المتحاربة وتجاوزها نمو "الصراع"

وذكرت الأسوشيتد برس أن الانتقادات تنهال نحو الإدارة الأميركية، وتتهمها بالفشل مرارًا وتكرارًا في كسب تأييد الأطراف المتحاربة وتجاوزها نمو الصراع، ونقلت عن "الزميل البارز في السياسة الخارجية الأميركية" بريان كاتوليس أن الإدارة يمكن أن تفعل المزيد على المستوى الدبلوماسي، بما في ذلك العمل بجدية أكبر لحشد دول الشرق الأوسط لتكثيف الضغوط على إسرائيل وإيران لوقف القتال.