30-أكتوبر-2024
الانتخابات الأميركية

اليوم التالي للانتخابات الأميركية يقلق قطاعًا كبيرًا من الأميركيين خوفًا من الفوضى (غيتي)

طغى الحديث عن اليوم التالي لنتائج الانتخابات الأميركية على النقاشات الإعلامية والسياسية، في ظل مخاوف من أن يلجأ ترامب مرةً أخرى إلى عدم الاعتراف بالهزيمة حال خسارته.

لكن خارج استوديوهات البرامج وغرف التحليل يجوب المرشحان، ترامب وهاريس، الولايات المتأرجحة لجذب أصوات ناخبيها، فبينما ولّت المرشحة الديمقراطية وجهها صوب ولاية ميشيغان والعاصمة واشنطن، توجه المرشح الجمهوري إلى جورجيا وبنسلفانيا، وكتل الولايتين المتأرجحتين تعدّ أصواتها حاسمةً في يوم الاقتراع، الذي لم يعد يفصلنا عنه إلا أسبوع واحد.

القلق من  اليوم التالي:

تتسبب نتائج استطلاعات الرأي المتقاربة جدًا بإثارة المخاوف وزيادة منسوب القلق، ليس من هاريس وإنما من ترامب، في حال خسر الأخير السباق الرئاسي ورفض الاعتراف بهزيمته المحتملة، كما حدث بالفعل في العام 2020، وما انجرّ عن ذلك الرفض من موجة عنف طبعت خطاب ترامب نفسه حتى بعد 4 سنوات من خسارته أمام بايدن، فاليوم يتوعّد بايدن من سرقوا منه الانتخابات بإنزال أشدّ العقوبات. وبالتالي فاليوم التالي مقلق في الاتجاهين: خسارة ترامب أو فوزه.

30% فقط من الأميركيين يعتقدون أن ترامب سيقبل بنتائج الانتحابات عند خسارته

ففي حالة خسارته يُهدد أنصاره بالنزول إلى الشارع واستخدام العنف، وفي حالة فوزه بولاية ثانية يلوّح منذ اليوم الأول لرئاسته بفتح السجون ومعاقبة خصومه فيما يشبه التبشير بـ"ديكتاتورية" تقوّض "الديمقراطية الأميركية". وليس خصوم ترامب هم المتوجّسون لوحدهم، فهناك المهاجرون الذين يتوجسون من خطط ترامب ترحيل أعداد ضخمة منهم، وهناك أيضًا الدوائر المالية والاقتصادية التي تتخوف من أن يقلب ترامب النظام المالي العالمي رأسًا على عقب، بفرضه لرسوم جمركية عالية على واردات جميع الدول.

يكشف استطلاع رأي أجرته شبكة "سي أن أن" مستوى القلق الذي يُخيّم على الأميركيين بشأن اليوم التالي للانتخابات، فنسبة 30% فقط من الأميركيين يرون أنّ ترامب سيعترف بالخسارة، في حين توقع 73% منهم أن تعترف هاريس بالهزيمة في حال خسارتها.

وفي استراتيجيتها الجديدة تركّز هاريس كثيرًا على هذا البعد، ليس فقط لجذب أصوات المترددين، وإنما لجذب أصوات الجمهوريين المعتدلين، ففي مقابلتها الأخيرة مع "سي بي أس نيوز"، وصفت هاريس ترامب بأنه "غير مستقر ويفتقر للاتزان بشكل متزايد". ودعته إلى "الخضوع لاختبار القدرات المعرفية" مؤكدةً أنها هي  أيضًا "ستخضع للاختبار نفسه".

وكرّرت هاريس الشيء نفسه في ميشيغان عندما قالت أمام داعميها إنّ "ثمة أشياء كثيرة على المحك في هذه الانتخابات، نحن لسنا في 2016 أو 2020، يمكننا جميعًا أن نرى أن ترامب أكثر اضطرابًا وفقدانا للاستقرار، وهو الآن يريد سلطة غير خاضعة للرقابة، وهذه المرة لن يكون هناك من يوقِفه".

نتائج الاستطلاعات في الولايات المتأرجحة:

أشارت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم هاريس في 4 ولايات متأرجحة هي  نيفادا وويسكونسين وبنسلفانيا وميشيغين، لكن بفارق ضئيل يتراوح بين نقطة ونقطتين. أما ترامب، فيتقدم على منافسته في كارولينا الشمالية وجورجيا وأريزونا بهامش ضئيل أيضًا.

 يُذكر أنّ الفارق في استطلاعات الرأي، في مثل هذا الوقت من انتخابات عام 2020 بين ترامب وبايدن، في الولايات المتأرجحة كان أكبر بشكلٍ ملحوظ، إذ كان بايدن متقدما على ترامب في نيفادا، بخمس نقاط.

المرافعة الختامية:

اختارت هاريس لمرافعتها الختامية أمس الثلاثاء حديقة "إليبس" خارج البيت الأبيض، ويعدّ هذا الاختيار دالّا من الناحية السياسية، فمن ذلك المكان ألقى ترامب في العام 2020 خطابه التحريضي، الذي أكد فيه أنه الفائز في الانتخابات، معطيًا الإشارة الخضراء لمناصريه باقتحام مبنى الكابيتول وتعطيل إجراءات التصديق على فوز جو بايدن، الأمر الذي أدى سقوط 5 أشخاص على الأقل وإصابة 140 شرطيًا حينها.

أرادت هاريس من اختيار المكان أن توجه رسالة طمأنه إلى الأميركيين بأنّ صفحة ترامب "قد طويت"، وأنه لا مجال للتفريط في الديمقراطية الأميركية والانتكاسة نحو الوراء مجددًا.

وفي حين جمعت هاريس 20 ألف من أنصارها قرب البيت الأبيض، توجه ترامب إلى بنسلفانيا التي يعتبرها البعض أهم الولايات السبع المتأرجحة التي يتوقع أن تحسم نتيجة الاقتراع.

وكان ترامب قد اختار لمرافعته الختامية ساحة ماديسون سكوير غاردن في نيويورك، حيث مارس عادته في التهجم على هاريس بوصفها ضعيفة وعاجزة.