باتت أندية إيطاليا على بعد خطوة واحدة من كتابة تاريخ جديد في كرة القدم، فمن ميلانو شمالاً إلى روما غرباً مروراً بمدينة الفن والجمال فلورنسا، ستلعب أندية إنتر ميلان وروما وفيورنتينا المباريات النهائية لجميع المسابقات الأوروبية.
يوفنتوس يضيع الفرصة التاريخية مرة أخرى
وصل نادي إنتر ميلانو إلى نهائي بطولة دوري الأبطال، بعد فوزه على ابن مدينته الميلان في نصف النهائي، ليضرب موعداً مع مانشستر سيتي الذي أزاح البطل ريال مدريد. النيراتزوري سيلعب النهائي بعد 13 عامًا من الانتظار، وتحديداً عندما توّج باللقب موسم 2009/2010 أمام بايرن ميونيخ، بل سيكون الوصول الأول للكرة الإيطالية بعد نهائي 2017 الذي خسر فيه يوفنتوس من ريال مدريد.
أما في بطولة الدوري الأوروبي فقد أضاع يوفنتوس فرصة تاريخية للعب نهائي إيطالي-إيطالي، بعد هزيمته الصعبة أمام إشبيلية الإسباني، هذا الأخير سيضرب موعداً مع روما الذي تجاوز ليفركوزن الألماني بهدف مقابل لا شيء في مجموع المباراتين.
وخطف فيورنتينا بطاقة العبور لنهائي دوري المؤتمرات، بفوزه الدرامي على بازل السويسري في الأنفاس الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، وبواقع 4_3 في مجموع المباراتين ليذهب لمواجهة ويستهام في المباراة النهائية.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تتواجد فيها الأندية الإيطالية في المربع الذهبي لجميع البطولات، حيث كان موسم 1998/1999 تاريخياً لجنة كرة القدم، عندما تواجدت أندية يوفنتوس ولاتسيو وبارما وبولونيا في نصف نهائي جميع البطولات الأوروبية آنذاك.
ثلاثة أندية إيطالية ستتواجد في ثلاثة نهائيات أوروبية، هل استحقّت الحضور في النهائيات أم هي ضربة حظ؟
خسر اليوفي نصف النهائي أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في بطولة كأس الأبطال (دوري أبطال أوروبا حالياً)، لكن لاتسيو عوّض خيبة السيدة العجوز وتوّج ببطولة كأس الكؤوس الأوروبية (لم تعد موجودة)، عندما هزم مايوركا الإسباني في المباراة النهائية. وعاد بارما لمدينته حاملاً كأس الاتحاد الأوروبي ( بطولة اليوروباليغ حالياً)، بثلاثية نظيفة في مرمى مارسيليا الفرنسي، الذي تجاوز بولونيا في نصف النهائي.
صدفة، أم نتيجة عمل جاد؟
ذهب الكثيرون من عشاق كرة القدم للتقليل من الإنجاز الذي حققته أندية إيطالية، فمنهم من أوعز ذلك للقرعة التي وقفت إلى جانب ميلان والإنتر في دوري الأبطال، وآخرين تحدثوا عن الحظ الذي رافق روما خصوصاً في مباراة نصف النهائي ضد ليفركوزن.
ومنهم من تحدث عن صدفة أوصلتهم للأدوار النهائية، والدليل هو تراجع المنتخب الإيطالي الذي فشل في التأهل لمونديال كأس العالم قطر 2022، هؤلاء يبدو أن شدة الحماس والمنافسة في الدوري الإنجليزي، والقوة الإعلامية التي ترافق الدوري الإسباني، قد منعتهم من مشاهدة متعة الدوري الإيطالي في السنوات الثلاث الأخيرة ، حيث توّج باللقب ثلاثة أبطال مختلفين هم إنتر والميلان ثم نابولي أنهت سطوة يوفنتوس على البطولة المحلية، بل لا زالت المنافسة على أشدها في المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية، والتي لن تحسم حتى الثواني الأخيرة من عمر الدوري.
أمّا متابع الكرة الإيطالية فإنه يعرف أن هذا الوصول المشرف كان مستحقاً، كيف لا وهو يشاهد نجاح مشروع نابولي والميلان؟ كما يشهد على التفاهم الكبير بين اللاعبين وثبات الجهازين الفني والإداري في إنتر ميلان، وتطبيق الفكر الإيطالي على طريقة مورينيو في روما، وشجاعة لاعبي يوفنتوس الذين لا يريدون رمي الراية مع كل المشاكل التي يواجهها النادي الأبيض والأسود.
رغم صعوبة مهمة الإنتر في نهائي الأبطال، إلا أن جماهير الكرة الإيطالية تحلم بثلاثية تاريخية تعيد لهم الهيبة الكروية، بل تسجل لهم سابقة لم تحدث في كتاب كرة القدم.