ألترا صوت – فريق التحرير
عقد "معهد الدوحة للدراسات العليا" بالتعاون مع "المتحف العربي للفن الحديث"، في الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر من العام الفائت، فعاليات النسخة الثالثة من مؤتمر الدراسات الفنية السنوية 2020 – 2021، تحت عنوان "مستقبل المتاحف في مدينة المستقبل"، وذلك بمشاركة عددٍ من الباحثين والفنانين والفاعلين في هذا المجال.
يحاول مؤتمر الدراسات الفنية السنوية في نسخته الثالثة الإجابة على مجموعة من الأسئلة التي أفرزتها الجائحة حول واقع المتاحف ومستقبلها
وناقشت ورشة العمل الأولى من المؤتمر، عددًا من المسائل المتعلقة بمستقبل المتاحف، في ظل التطورات الراهنة التي أفرزتها تداعيات تفشي وباء كوفيد – 19، إلى جانب الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهته، والتي تسببت بشل مختلف قطاعات الحياة، بما في ذلك القطاع الثقافي الذي تكبد خسائر فادحة، أُعيد على ضوئها النظر في واقع المتاحف ومستقبلها وعلاقتها بالمدينة وتحولاتها المختلفة.
اقرأ/ي أيضًا: مؤتمر الدراسات الفنية في نسخته الثالثة.. سيناريوهات مستقبل المتاحف
تنطلق مساء اليوم، الأحد 25 نيسان/ أبريل الجاري، أعمال الورشة الثانية من المؤتمر، على أن تستمر حتى الـ 27 من الشهر نفسه، بمشاركة مجموعة واسعة من الفنانين والباحثين والعاملين في المتاحف وقيمي المعارض الذين سيناقشون، افتراضيًا، تداعيات الجائحة على مستقبل المتاحف والمدن، حيث سيعرض كل واحدٍ منهم، وبحسب بيان المنظمين: "سيناريو مستقبلي، أو أكثر، مفتوح على إمكانيات متعددة، ساعيًا لتحفيز التفكير النقدي بما سيأتي في أعقاب الجائحة".
ويسعى القائمون على المؤتمر إلى تقديم معالجاتٍ فنية لهذه الجائحة وتبعاتها على حياة البشر، وهي معالجة يرى إسماعيل ناشف، الأستاذ المشارك في معهد الدوحة، أنها تتميز بكونها: "تبحث بين عدة سيناريوهات للمستقبل، وفي سياق جائحة كورونا، تحديدًا، تجري المعالجة في نقطة الالتقاء بين البيئة المادية الاجتماعية والمتحف والمدينة، وإمكانيات إعادة جمعهم من جديد". بينما يرى عبد الله كروم، مدير "المتحف العربي للفن الحديث"، أن المؤتمر بمثابة: "فرصة عظيمة لمناقشة العمل الثقافي في أوقات الأزمات، وربط معرفة العلماء بخبرات المتاحف الفنية المتخصصة".
تتوزع أعمال الورشة الثانية من مؤتمر الدراسات الفنية السنوية على خمس جلسات، تتمحور مواضيعها حول العلاقة بين المتحف والمدينة الحديثة التي قامت ببنائه ليكون مرآةً لذاتها، وراويًا لقصتها وتحولاتها من خلال وسائل مختلفة، بصرية وعمرانية وزمنية. ولكن المتحف سرعان ما تجاوز المسار الذي رُسم له ووضِعَ فيه، حيث أعاد بعد مدة قصيرة صياغة المدينة وقاطنيها وعلاقاتهما المركبة.
بعد الجائحة، أخذت هذه العلاقة بين المدينة والمتحف منحىً مختلفًا، نتيجة تأثرهما بشكلٍ عميق وشمولي بالأزمة الراهنة التي اختبرا فيها تحولات جذرية، أحد محاورها الرئيسية هو أن: "المدينة والمتحف يسردان تحولاتهما في لحظة حدوثها، وهو ما يميز اللحظة المأساوية الراهنة بامتياز. بهذا، فالمتحف والمدينة يساهمان بطريقة فعالة في تشكيل مستقبل النظام الوجودي الإنساني القادم"، وفقًا لما جاء في الإطار المفاهيمي للمؤتمر.
وانطلاقًا من هذه العلاقة وتحولاتها وانعكاسات تداعيات الجائحة على طرفيها، تسعى الأوراق البحثية والمداخلات التي ستقدَّم في جلسات المؤتمر، إلى الإجابة على مجموعة من الأسئلة التي أفرزتها الجائحة، ومنها: ما هي طبيعة الأنظمة الاجتماعية/ السياسية القادمة؟ هل سيكون المجال البيولوجي – السياسي هو العامل الفصل في نهاية المطاف؟ ما هو شكل المدينة المستقبلية التي ستعتمد على هذا المجال؟ وما شكل المتحف المستقبلي؟ هل تتضمن هذه السيناريوهات المستقبلية طرق سرد بصرية/ بصرنة عمليات التحول؟ هل من الممكن مقاومة هذه التحولات؟ وكيف؟
خُصصت الجلسة الأولى التي ستعقد عند الساعة 8:15 من مساء اليوم، لتقديم "قراءة نقدية للقوى العمرانية الفاعلة في تشكيل حاضر ومستقبل المدينة الموبوءة"، بمشاركة أدهم سليم، محمد وسيط، وعلي عبد الرؤوف. فيما تحاول سارة بابكر، وفاطمة فنكاش، وعبد اللطيف خالقي، في الجلسة الثانية التي ستنطلق في الساعة 9:45، ويُختتم بها اليوم الأول من المؤتمر، إجراء "مراجعة نقدية لتاريخ المتحف الحديث على ضوء التحولات الراهنة".
يسعى القائمون على المؤتمر إلى تقديم معالجاتٍ فنية للجائحة وتبعاتها على حياة البشر، وهي معالجات تبحث بين عدة سيناريوهات للمستقبل
وتتناول الجلسة الثالثة، يوم غد الإثنين 26 من الجاري، مسألة "استشراف العلاقات الممكنة بين المدينة والمتحف انطلاقًا من اللحظة الراهنة"، وذلك بمشاركة فائزة الذماري، روح الله خوداباندلو، نانسي سالم، ومها العذبة. ويبحث كلٌ من فايزة قلال، حليمة عسلي، مها العيسى، أرسطوطاليس ساكيلاريو، وجورجيوس بابايوآنيو، خلال الجلسة الرابعة، في "إمكانيات تطوير النظام السياسي – البيولوجي الجديد وأشكال مقاومته".
اقرأ/ي أيضًا: "الملتقى القطري للمؤلفين" في نسخته الرابعة.. الكتابة والخطابة والهوية
أما الجلسة الخامسة والأخيرة "موقع الناظر/ة: المشهد الجنوبي الآن وحمولته التفكيكية"، التي ستُعقد يوم الثلاثاء 27 من الجاري، فيناقش فيها رينان لارو – آن، وجعفر إبراهيم، وصوفي كازان، وعيسى ديبي، مواضيع مختلفة منها واقع متحف آغا خان للفن الإسلامي في مدينة مراوي، ومستقبل المتحف في مدينة المستقبل، وإعادة تحديد ملامح متلقي الفن العالمي، بالإضافة إلى واقع مدارس الفن وأزماتها.
اقرأ/ي أيضًا:
مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية في نسخته الثامنة.. إشكاليات الدولة العربية
مكتبة قطر الوطنية.. الدورة الأولى لـ"منتدى التطبيقات العلمية في التراث الثقافي