وافقت وزارة التربية التعليم المصرية على تدريس منهاج جديد يضم ما أسمته القيم المشتركة بين الديانات الإبراهيمية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية. ويتناول المنهج الجديد اقتباسات دينية تحمل نفس المعنى في الديانات الإبراهيمية الثلاث في خطوة ستسمح للطلاب المصريين بدراسة أجزاء من الديانة اليهودية للمرة الأولى. وستضاف هذه المادة الجديدة مع المجموع العام للطلاب بالرغم من أن مادة الدين لا تدخل ولا تحتسب ضمن معدل الطلاب.
ترى بعض الانتقادات في خطوة إدخال اليهودية إلى المدارس المصرية أنها دعاية سياسية تحت عنوان محاربة التطرف، وأن محاربة التطرف والتشدد لا يمكن أن تثمر في ظل استخدام أساليب قمعية معاكسة في وجه كل معارض ومختلف في الرأي
وكانت وزارة التربية والتعليم المصرية قد وافقت على مقترح لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب المصري في 14 شباط/فبراير 2021، بتدريس مادة تضم القيم المشتركة في الأديان الإبراهيمية الثلاث في كتاب واحد. وقال كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب في 26 شباط/فبراير "إن موافقة وزارة التربية والتعليم على موضوع القيم الدينية المشتركة بين الديانات السماوية يعبر عن حرص الدولة على نشر القيم من التسامح والأخوة"، وأضاف بأن الديانات الثلاث "تتضمن قيمًا مشتركة يجب على الطلاب دراستها ليتمكنوا من مواجهة الأفكار المتطرفة والتكفيرية التي تعمل الجماعات المتخلفة على نشرها في المجتمع".
اقرأ/ي أيضًا: مقطع مصور لجريمة تحرش بطفلة يستفز رواد مواقع التواصل في مصر
وفي السياق نفسه، قال الصحفي كمال زاخر لـموقع المونيتور "لا يمكن لقرار تدريس مادة القيم المشتركة وحده مواجهة التطرف". وأضاف بالقول "إن المجتمع المتطرف المحيط بالطلاب له تأثير ضار أكبر من مجرد مادة دراسية". وأشار إلى "ضرورة اختيار المعلمين المناسبين لموضوع القيم المشتركة لأن مهمة تدريس المواد الدينية في معظم الأحيان يتم تعيينها لمعلمين غير مؤهلين للقيام بذلك".
وكان عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، النائب فريدي البياضي، قد اقترح أن يكون تدريس مادة الدين في حصص مشتركة. وأشار إلى وجود خطورة كبيرة في قضية وضع نصوص دينية في مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا، وقال بأن ذلك يعطي مجالًا لمدرسين غير مؤهلين أن يفسروا تلك النصوص تفسيرات متطرفة وهدامة، وأن هناك العديد من الدراسات المتخصصة التي استنتجت تأثير هذا الأمر على نشر الأفكار المتطرفة، دون إشارة واضحة منه لتفاصيل تلك الدراسات.
وكانت قد سرت أخبار حول حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من المقررات الدراسية بذريعة أنها تعمل على نشر الأفكار المتطرفة، واقتصار تعليم النصوص الدينية على مادة الدين، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في مصر. وكانت وزارة التربية والتعليم قد شكلت لجنة لمراجعة المواد التعليمية الدينية والتي تعرض وتقدم مواد عنف وتطرف وتعصب إلى وزارة الأوقاف والأزهر.
لكن، وبعد استعراض الكيفية التي قدمت بها السلطة الأمر على أنه ضمن إطار مكافحة التطرف، ترى انتقادات كثيرة لهذا النهج أن هذه التشريعات والتعديلات التربوية إنما تأتي في سياق سياسي، يهدف في جانب منه إلى تضييق المجال السياسي أكثر، كما يهدف إلى ظهور النظام بمظهر الانفتاح والاعتدال في نظر الحكومات الغربية وتقديم ورقة سياسية في العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كما ترتكز انتقادات أخرى على قاعدة أن محاربة التطرف والتشدد لا يمكن أن تثمر في ظل استخدام أساليب قمعية معاكسة في وجه كل معارض ومختلف في الرأي، كما حصل منذ الانقلاب العسكري. إضافة إلى أن الأساليب التربوية ونشر القيم المشتركة من الصعوبة أن تظهر نتيجة إيجابية في ظل سطوة دكتاتورية وحكم مستبد وأنظمة أمنية بوليسية. الأمر الآخر الذي يسترعي الانتباه هو مسألة العلاقة بإسرائيل، وإمكانية اعتبار مثل هذه الخطوة ضمن إطار تعزيز التطبيع.
اقرأ/ي أيضًا:
الفعل البشري يدمر أو يتسبب بتدهور ثلثي الغابات الاستوائية في العالم
ادعاءات بانتهاكات جنسية بحق العاملات تطال معمل توريد لـ"H&M" في الهند