أصدرت "دار أدب" في الرياض، حديثًا، كتاب "ما أتحدث عنه حين أتحدث عن الجري"، وهو ترجمة بثينة الإبراهيم لكتاب الروائي الياباني هاروكي موراكامي "What I Talk About When I Talk About Running"، الذي نُشر منتصف تشرين الأول/ أكتوبر عام 2007.
يكشف موراكامي في كتابه تأثير رياضة الجري على حياته وكتاباته التي يؤكد أنها كانت ستأخذ منحىً مختلفًا لو لم يمارسها
يضم الكتاب الذي أنجزه موراكامي بين صيف عام 2005 وخريف عام 2006، مجمل أفكاره حول رياضة الجري وتأثيرها على حياته وكتاباته. كما يتضمن أيضًا تأملاته وآرائه حول الأدب وصنعة الكتابة من منظور الصحة الجسدية واللياقة البدنية التي يقول إنها من شروط الكتابة الإبداعية بالنسبة إليه.
ويشير الأديب الياباني إلى أن علاقته بالجري بدأت حين أدرك، بعد تفرغه للكتابة، أن عليه في البداية حل معضلة الحفاظ على لياقته البدنية التي عرف أنه سيفقدها لا محالة بفعل الوزن الزائد، الذي سيكتسبه خلال الجلوس للكتابة لساعات طويلة يوميًا.
وجد صاحب "كافكا على الشاطئ" الحل في الجري الذي لا يحتاج إلى معدات خاصة، أو يتطلب وجود مكان خاص لممارسته التي لا تحتاج أكثر من حذاء رياضي وطريق جيدة بحسب موراكامي، الذي شعر بوجوده الحقيقي ككاتب في اليوم الذي شرع فيه بالجري الذي منحه الالتزام بممارسته يوميًا، وعلى مدار سنوات طويلة، اليقين بأنه قادر على مواصلة أي عمل حتى نهايته.
يكشف الكتاب إذًا تأثير الجري على حياة موراكامي وكتاباته التي يؤكد أنها كانت ستأخذ منحىً مختلفًا عما هي عليه الآن لو أنه لم يمارس يجري لمسافات طويلة تبلورت فيها بعض أفكاره حول كتابة الروايات، إذ يقول إن معظم ما يعرفه حول هذه الصنعة، تعلّمه خلال الجري الذي هيّأ جسمه للكتابة.
يضم الكتاب مجمل أفكار موراكامي حول رياضة الجري، وتأملاته وآرائه حول الأدب وصنعة الكتابة من منظور الصحة الجسدية واللياقة البدنية
يقول حول هذا الكتاب: "لقد مرت عشر سنوات منذ أن خطرت لي فكرة كتاب حول الجري، لكن السنوات مضت وأنا أحاول بطريقة تلو الأخرى، دون أن أستقر فعليًا لكتابته. فالجري موضوع غامض، ووجدت صعوبة في تحديد ما أود قوله عنه".
ويضيف: "ولكني عزمت في لحظة ما على أن أكتب بصدق أفكاري ومشاعري حيال الجري وأن ألزم أسلوبي الخاص، ووجدت أن هذه هي الوسيلة الوحيدة للمضي قدمًا، وبدأت الكتابة شيئًا فشيئًا في صيف عام 2005، وأنهيته خريف عام 2006. باستثناء المواضيع التي اقتبست فيها من كتاباتي السابقة، فإن متن هذا الكتاب هو تدوين لأفكاري ومشاعري من دون إبطاء. وقد لاحظت أن الكتابة بصدق عن الجري والكتابة بصدق عن نفسي كانتا الأمر نفسه تقريبًا. لذا فإني أفترض أنه لا بأس بقراءة هذا".