ألترا صوت - فريق التحرير
أفادت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت أكثر من 8 مليارات دولار أمريكي على مدار 15 عامًا على الجهود المبذولة لحرمان طالبان من أرباحها من تجارة الأفيون ومشتقاته، خاصة الهيرويين، في أفغانستان. وقامت الولايات المتحدة بشن هجمات جوية على المعامل المشتبه بها بصناعة المخدرات المستخرجة من نبتة الخشخاش وهي نبتة مخدرة كانت تستخدم منذ القدم في العلاجات لما تحتويه على نسبة عالية من المورفين. ويقدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بأن إنتاج أفغانستان من هذه المادة يساوي أكثر من 80% من إمدادات الأفيون والهيروين في السوق العالمية.
تعد حركة طالبان من أكبر منتجي مشتقات الأفيون في العالم، وتشكل المخدرات واحدة من مصادر الدخل الكثيرة والمتنوعة للحركة التي يتوقع أن تزدهر بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان
وفي الوقت الذي تنهي فيه واشنطن واحدة من أطول حروبها، بعد 20 عامًا في البلد الأسيوي البالغة مساحته 652230 كيلومترًا مربعًا بينما يصل تعداد سكانه إلى حوالي 39 مليون نسمة، أفاد مسؤولون وخبراء حاليون وسابقون من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، بأن أفغانستان تظل أكبر مورد للمواد الأفيونية بطريقة غير شرعية في العالم، ويبدو أنها ستظل كذلك بعد أن سيطرت الحركة على العاصمة كابول واستلمت مقاليد الحكم والسلطة هذا الأسبوع، بحسب تقرير وكالة رويترز.
اقرأ/ي أيضًا: تحليل إخباري: طالبان بقوة دفع الواقع.. جسر برؤوس كثيرة
كما أدى الدمار واسع النطاق خلال الحرب، وتهجير الملايين من ديارهم، وخفض المساعدات الخارجية، وتراجع الإنفاق من قبل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة إلى تأجيج أزمة اقتصادية وإنسانية من المرجح أن تترك العديد من الأفغان المعوزين يعتمدون على تجارة المخدرات من أجل البقاء. ويهدد هذا الاعتماد بإحداث المزيد من عدم الاستقرار حيث تتنافس حركة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى وأمراء الحرب الإثنيون/القبليون والمسؤولون العامون الفاسدون على أرباح المخدرات الخيالية، بحسب ما نقل موقع شبكة يو أس نيوز.
ولذلك يشعر بعض مسؤولي الأمم المتحدة والولايات المتحدة بالقلق من أن انزلاق أفغانستان إلى الفوضى سيخلق ظروفًا مؤاتية لزيادة إنتاج الأفيون غير المشروع، وهو نعمة وثروة محتملة لحركة طالبان أولًا، إضافة إلى تهديده العديد من الدول حول العالم في حال دخلت إليها البضائع المخدرة غير الشرعية. وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في كابول UNODC، سيزار غوديس، وفق ما نقله موقع ناشيونال بوست أن "طالبان تعتمد على تجارة الأفيون الأفغاني كأحد مصادر دخلها الرئيسية"، وأضاف "المزيد من إنتاج المخدرات يعني انخفاض الأسعار وبالتالي سهولة الوصول إليها على نطاق أوسع"، وتابع غوديس قائلًا "هذا الوقت هو الأفضل لهكذا جماعات كي تعيد التموضع والتمركز بغية توسيع نشاطها التجاري في مجال الممنوعات".
في حين يذكر أن الحركة كانت قد حظرت زراعة الخشخاش في عام 2000 سعيًا وراء الحصول على الاعتراف الدولي ونيل الشرعية، لكنها واجهت ردة فعل شعبية عنيفة وغيرت موقفها في وقت لاحق. وعلى الرغم من التهديدات التي تشكلها تجارة المخدرات غير المشروعة في أفغانستان، أشار الخبراء إلى أن الولايات المتحدة ودول أخرى نادرًا ما تذكر علنًا الحاجة إلى معالجة هذه التجارة. وقال مسؤول أمريكي مطلع على ملف تجارة المخدرات في أفغانستان "لقد وقفنا مكتوفي الأيدي، ولسوء الحظ، سمحنا لطالبان بأن تصبح على الأرجح أكبر منظمة إرهابية ممولة في العالم"، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن "الولايات المتحدة والشركاء الدوليين واصلوا الانسحاب ولم يعالجوا مسألة زراعة الخشخاش"، وتابع بالقول "ما سوف يظهر مستقبلًا أن هذه الصناعة ستزدهر"، بحسب ما نقل موقع إنفو ماغازين.
ويذكر أن السنوات الأربع الماضية شهدت بعضًا من أعلى مستويات إنتاج الأفيون في أفغانستان بالرغم من دعم واشنطن للصناعات البديلة دون أن تحقق نجاحًا ملموسًا في ذلك، وتمثلت الدلالة على الفشل في مواجهة تجارة أفيون طالبان في توسعة المساحة المزروعة بنبات الخشخاش بأكثر من 4 أضعاف بين عامي 2001 و2018 وتزايد اقتصاد المخدرات بالنمو. وحتى مع تفشي فيروس كورونا ارتفعت زراعة الخشخاش بنسبة 37% في عام 2020. وتجدر الإشارة إلى أن كمية الإنتاج في عام 2017 قدرت بحوالي 9900 طن بقيمة 1.4 مليار دولار، أي ما يقرب من 7% من الناتج المحلي للبلاد بحسب ما نقل موقع إنترناشيونال أفيرز. ويضاف إلى هذا الإنتاج الهائل من الأفيون، صناعة أخرى مستجدة ازدهرت وتمثل تحديًا كبيرًا للدول المتقدمة ومنها صناعة مخدر الأمفيتامين، بحسب تقرير لموقع شبكة TRTWORLD التركية.
اقرأ/ي أيضًا: