ألترا صوت - فريق التحرير
يعد الحاسوب الفائق أو العملاق أو "السوبر كومبيوتر" (Supercomputer)، من الأجهزة الحاسوبية ذات القدرات الضخمة القادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات الحاسوبية وتخزينها والاستفادة منها.
السوبر كومبيوتر ليس حاسوبًا عاديًا، وإنما هو جهاز ضخم مخصص للأغراض البحثية والأمنية على مستوى الدول والشركات العظمى
وهو ليس حاسوبًا بالمعنى المعروف الذي يتبادر للذهن عند الحديث عن "الكمبيوتر"، إذ إن الحاسوب الفائق غير مخصص للاستخدام العادي اليومي، وإنما يكون مخصصًا لأغراض بحثية وأمنية كبرى على مستوى الدول والشركات العظمى.
اقرأ/ي أيضًا: أفضل 6 حواسيب محمولة للعام 2018
ولهذه الحواسيب دور بالغ الأهمية في مجال علم الكمبيوتر، وتستخدم في مجالات مهمة عديدة، مثل ميكانيكا الكم، والأرصاد الجوية، والأبحاث الخاصة بالمناخ والطقس، والتنقيب عن النفط والغاز وغيرها من الأنشطة المعقدة بالغة الأهمية.
وتعد الولايات المتحدة من الدول الرائدة في مجال الحواسيب الفائقة، حيث إنها المسيطرة بشكل تقليدي على هذا المجال منذ حاسوبها الفائق الأول في ستينات القرن العشرين، وذلك عبر الجهود التي قادها المهندس الأمريكي سيمور كراي وشركات الكمبيوتر الكبرى في الولايات المتحدة، ثم دخلت اليابان على الساحة وتوصلت إلى اختراقات هامة في المجال في الثمانينات والتسعينات، إلى أن دخلت الصين في المنافسة وتصدرت بحاسوبها فائق السرعة الأضخم في العالم عام 2016.
لكن يبدو أن الدول ما تزال تتنافس تنافسًا محمومًا فيما بينها لامتلاك أسرع سوبر كومبيوتر في العالم، فبعد عقد من سيطرة الصين على هذا المضمار، أضحت الولايات المتحدة مجددًا في القمة، وذلك عبر الحاسوب المعروف باسم "القمّة" أو"الذروة" (Summit)، والذي قطع الطريق على أي منافسة مع تصدر الولايات المتحدة للقمة. وفي هذه المادة المترجمة بتصرف عن موقع "Futurism" نتحدث عن تفاصيل هذا الحاسوب.
حاسوب "Summit" فائق السرعة، يعد من دون شك إنجازًا هندسيًا غير مسبوق ومثيرًا للإعجاب، بل والانبهار. ويوجد هذا الحاسوب في مختبر أوك ريدج الوطني (Oak Ridge National Laboratory) بولاية تينيسي الأمريكية. وقد حطم رقمًا قياسيًا عالميًا بقدرته على إجراء 200 كوادريليون (مليون مليار) عملية حسابية في الثانية- أي أكثر بـ100 مليون ضعف قدرة الحواسيب العادية.
ويعد حاسوب "Summit" الآن أسرع سوبر كومبيوتر في العالم. وهذا يعني أن البيانات في هذا الحاسوب تمر بدورات معالجة أكثر في الثانية الواحدة (وتقاس بمقياس النقطة العائمة في الثانية أو FLOPS)، مما يتيح له أن يقوم بالعمليات الحوسبية بسرعة أكبر من أي جهاز موجود في العالم.
لقد كان حاسوب "Sunway Taihulight" الصيني هو الحامل السابق للقب أسرع سوبر كومبيوتر في العالم قبل حاسوب "Summit"، والذي كان يعمل بسرعة 125 بيتا فلوب، بينما يعمل حاسوب "Summit" بسرعة مذهلة تصل إلى 200 بيتا فلوب.
لكن ماذا يعني فعلًا امتلاك سوبر كومبيوتر مثل "Summit"؟
وفقًا لما ورد في صحيفة "وول ستريت جورنال" فإن الباحثين سيعتمدون على حاسوب "Summit" من أجل محاولة التوصل لحلول لبعض القضايا المعقدة في مجال الطب مثلًا، مثل التوصل لعلاجات جديدة لمرض ألزهايمر أو التوصل لحلول لمشاكل الإدمان.
وأشار تقرير في مجلة "MIT تكنولوجي ريفيو"، إلى أن حاسوب "Summit"، سيكون قادرًا على التعامل بشكل أفضل مع التطورات الحاصلة في مجال الذكاء الصناعي.
وهذا يعني أن حاسوب "Summit" إلى جانب قوته الحوسبية الخارقية، سيكون قادرًا على المساعدة في التوصل إلى إجابات وحلول لمسائل لم يكن الخبراء يتوقعون أن يتم برمجتها في جهاز حاسوب. فعلى سبيل المثال، قد تتمكن قدرات الذكاء الاصطناعي في حاسوب "Summit" من معالجة بيانات طبية هائلة بشكل يمكّن لأول مرة من اكتشاف مسببات بعض الأمراض أو الكشف عن مؤشرات لبعض الأمراض الخطيرة الأخرى.
هذا ويأمل الباحثون الذين قاموا ببناء "Summit" السوبر كومبيوتر فائق السرعة، في استخدامه ليكون نموذجًا لحواسيب المستقبل فائقة السرعة. وفي حال نجاح "Summit" في أداء المهام التي يأمل المهندسون أن يقوم بها، ونجحت العمليات الجديدة التي استخدمت في بنائه (مثل التركيز على الذكاء الاصطناعي)، فإن هذا الحاسوب سيلهم الحواسيب القادرة على الحوسبة "الإكساسكيلية" الخارقة، أي تلك الحواسيب القادرة على إجراء كوينتيليون عملية في الثانية (أي تقريبًا مليار مليار عملية في الثانية)، وفقًا لمجلة "MIT تكنولوجي ريفيو". وجدير بالذكر هنا أن حاسوب "Summit" قادر على أداء خمس القوة الحاسوبية في الحاسوب "الإكساسكيلي" الخارق.
سيكون حاسوب "Summit" قادرًا على حل مشاكل معقدة مثل التوصل لعلاج للأزهايمر أو التوصل لحلول لمشاكل الإدمان
وقد يكون من المبكر ربما الحكم على إمكانات نجاح هذه المخططات المستقبلية الواعدة، ولكن ما لا شك فيه هو أن امتلاك حاسوب "Summit" فائق السرعة الأضخم في العالم، سيضمن تصدر الولايات المتحدة في عالم التكنولوجيا والحاسوب وسيزيد من حدة المنافسة من جديد للتوصل إلى رقم قياسي آخر في عالم الحوسبة.
اقرأ/ي أيضًا:
بفضل التطور التكنولوجي.. 3 أشياء لن يضطر إليها مواليد 2018 في المستقبل