الكوليسترول هو مادة دهنية توجد في جميع خلايا جسمنا، ونحتاج إليه لبناء الجدر الخلوية وإنتاج الهرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون، ولإنتاج الفيتامين د، وإنتاج الأحماض الصفراوية التي تساعد الجسم في هضم الدهون.
وارتفاع الكوليسترول يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات القلبية، ولا توجد أي أعراض لارتفاعه في الجسم قبل فوات الأوان (قاتل صامت)، فقد يكتشف بعد حصول جلطة أو سكتة دماغية، حيث يتجمع في جدران الشرايين، ويؤدي إلى انسدادها.
السبب الأساسي لارتفاع مستوى الكوليسترول هو نمط حياة الشخص، مع العلم بوجود عوامل جينية وحالات مرضية تؤدي دورًا في ذلك
كيف يرتفع مستوى الكوليسترول؟
السبب الأساسي لارتفاع مستوى الكوليسترول هو نمط حياة الشخص، مع العلم بوجود عوامل جينية وحالات مرضية تؤدي دورًا في ذلك. لذلك فإن تغيير نمط حياتك أفضل علاج لارتفاع الكوليسترول يمكن البدء به، كما أنه يحسن من فعالية الأدوية الخافضة للكوليسترول، لذلك على المصاب محاولة تغيير نمط حياته بجديّة، وإن لم يفلح في ذلك عليه استخدام الأدوية الخافضة للكوليسترول مع الاهتمام بتحسين نمط الحياة وعدم إهماله.
كيف يُفحص الكوليسترول؟
يُفحص الكوليسترول بأخذ عينة من الدم وتحليلها ضمن فحص الدهنيات، سيطلب منك الطبيب الصوم عن الطعام لمدة 12 ساعة قبل الفحص. وتحتوي نتائج فحص الدهنيات على عدة أرقام، سأركز على ثلاث منها:
- الكوليسترول الضار، ويظهر في فحص الدهون باسمه العلمي Low-density lipoprotein أو LDL اختصارًا، الذي يزيد خطر الإصابة بانسدادات الشرايين.
- الكوليسترول النافع، ويظهر في فحص الدهون باسمه العلمي High-density lipoprotein أو HDL اختصارًا، الذي ينقل الكوليسترول الزائد عن الحاجة إلى الكبد بعيدًا عن الدم للتخلص منه.
- الكوليسترول الكلي، وهو مجموعهما، بالإضافة إلى 20% من مستوى الدهون الثلاثية.
ما هي مستويات الكوليسترول الطبيعية؟
إليك كيفية تفسير نتائج الفحص، بوحدة الـ مغ/دل، مع العلم أن النطاق يختلف باختلاف العمر، وباختلاف الجنس، واختلاف الحالة الصحية، وهذه الأرقام تنطبق على أغلب الناس، ولكن عليك باستشارة الطبيب لتفسير نتائجك.
|
طبيعي |
مرتفع |
خطير |
الكوليسترول الكلي |
أقل من 200 |
200 – 239 |
أعلى من 240 |
الكوليسترول الضار |
أقل من 100 |
100 – 159 |
أعلى من 160 |
الكوليسترول النافع |
أعلى من 60 |
للذكور (40-59) وللإناث (50-59) |
أقل من 40 للذكور وأقل من 50 للإناث |
ما هي التغييرات في نمط الحياة الخافضة للكوليسترول؟
سنتطرق لأهم التغييرات التي تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وتزيد مستويات الكوليسترول النافع.
-
تناول الأغذية الصحية
هذه التغييرات الغذائية تقلل الكوليسترول، وتزيد صحة القلب:
- تقليل الدهون المشبعة، وتبقى هذه الدهون صلبة في درجة حرارة الغرفة، وتوجد بشكل رئيسي في اللحوم الحمراء والمنتجات البقرية كاملة الدسم، وتقليل استهلاك هذه الدهون يقلل من الكوليسترول الضار.
- التوقف عن استهلاك الدهون المتحولة، وتكتب أحيانًا باسم (الزيوت النباتية المهدرجة جزئيًا) في مكونات الأغذية، وهي تزيد مستويات الكوليسترول الكلية، وقد حُظِر استخدامها في كثير من الدول.
- زيادة استهلاك الألياف القابلة للذوبان، فهي تقلل من امتصاص الكوليسترول من الجهاز الهضمي إلى الدم، وتوجد في أغذية مثل دقيق الشوفان، والبقوليات كالفاصوليا، والخضار، والفواكه مثل التفاح، والكمثرى.
- استهلاك الحليب، حيث أظهرت الدراسات أن بروتين الحليب يقلل الكوليسترول الضار، ويزيد الكوليسترول النافع.
- زيادة استهلاك الدهون غير المشبعة، وتوجد في المكسرات والبذور والزيوت النباتية.
يوجد ارتباط بين قلة النوم أو قلة جودته مع مستويات كوليسترول أعلى، مع العلم أن السبب ما يزال مجهولًا.
-
التمرين المنتظم
التمرين الرياضي المنتظم يفيد صحة الإنسان في العديد من الوجوه، ومنها تقليل الكوليسترول الضار ورفع مستويات الكوليسترول النافع. وهذا ما أظهرته هذه الدراسة، حيث شارك فيها 425 بالغًا، أدّوا تمارين رياضية خفضت ضغط الدم ومستويات السكر، وزادت مستوى الكوليسترول النافع. ويُنصح بأداء 150-300 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعيًا على الأقل، موزعة على أيام الأسبوع. ويستحسن استشارة الطبيب في حالة وجود أمراض تعيق الرياضة مثل آلام المفاصل وفشل القلب، قبل البدء بأداء أي نشاط رياضي جديد.
-
اتباع عادات النوم الصحية
الحصول على قدر كافٍ من النوم الجيد مهم لصحة الإنسان، وتشير الدراسات إلى أن البالغ يحتاج إلى 7 ساعات أو أكثر من النوم كل ليلة، ويتغير هذا الرقم بتغير العمر. وتشير دراسة أخرى إلى وجود ارتباط بين قلة النوم أو قلة جودته مع مستويات كوليسترول أعلى، مع العلم أن السبب ما يزال مجهولًا.
-
التوقف عن التدخين
التدخين يزيد مستويات الكوليسترول في الدم حيث يقلل مستوى الكوليسترول النافع. إضافة إلى أن المواد الموجودة في الدخان تزيد لزوجة الدم وتسبب التخثر، كما أنها تضر بالأوعية الدموية مما يزيد احتمالية انسدادها.
بالتوقف عن التدخين، يمكنك تقليل مستويات الكوليسترول الضار ورفع مستويات الكوليسترول النافع، مما يبطئ عملية تكون التراكمات الدهنية في الشرايين، وإيقاف التدخين له فوائد كثيرة.
-
شرب الماء
شرب الماء ضروري لأغلب وظائف الجسم، ومنها وظائف الكبد، والكبد يؤدي دورًا أساسيًا في تنظيم مستويات الكوليسترول في الجسم، لذلك أي ضرر في عمل الكبد قد يسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول، في هذه الدراسة من عام 2021 التي بحثت في دور المحافظة على مستوى رطوبة مناسب في جسد ووظائف الجسم الأيضية وجد الباحثون أن شرب كميات كافية من الماء ارتبط بمستويات كوليسترول نافع أعلى.
ما هي العلاجات الطبية الخافضة للكوليسترول؟
قد يقترح عليك الطبيب استخدام واحدة أو أكثر من هذه الأدوية، وهذا عرض عام لمزايا وعيوب علاجات الكوليسترول المتاحة التي قد يصفها الطبيب حسب الحالة، ويجب الانتباه أن بعض هذه الأدوية ممنوع على الحوامل.
العائلة |
أمثلة |
المزايا |
الأعراض الجانبية الممكنة |
الستاتين Statins |
Atorvastatin (Lipitor) |
|
|
مثبطات امتصاص الكوليسترول Cholesterol absorption inhibitors |
Ezetimibe (Zetia) |
|
ألم المعدة، الإسهال، التعب العام، آلام العضلات. |
مثبطات PCSK9 PCSK9 inhibitors |
Alirocumab (Praluent) |
تخفض الكوليسترول الضار. عادةً تستخدم للأفراد المصابين بحالات جينية تسبب مستويات كوليسترول ضار عالية جدًا، وكذلك للأفراد المصابين بأمراض القلب الذين لا يتحملون العلاج بالستاتين والأدوية الأخرى. |
حكة، انتفاخ، كدمة أو ألم في مكان الحقن. |
مثبطات سينثاز سترات الأدينوسين ثلاثي الفوسفات Citrate lyase inhibitors |
Bempedoic acid (Nexletol) |
تخفض الكوليسترول الضار. |
تشنجات عضلية، وآلام مفاصل، وقد تسبب النقرس. |
منحيات حامض الصفراء Bile acid sequestrants |
Cholestyramine (Prevalite) |
|
إمساك، انتفاخ، غثيان، غازات، حرقة معدة. |
النياسين (فيتامين ب 3) Niacin |
Prescription niacin (Niacor, Niaspan) |
يخفض الكوليسترول الضار والدهنيات الثلاثية، يرفع الكوليسترول النافع. |
يسبب احمرار الوجه والرقبة، والحكة، واضطراب المعدة، ويزيد سكر الدم. |
ما هي أحدث أدوية الكوليسترول؟
في نوفمبر 2023 كشفت تجربتان سريريتان مبشرتان لأدوية تستهدف الكوليسترول على المستوى الجيني، وذلك في المؤتمر السنوي لجمعية القلب الأمريكية، كلا الدوائين صُمما لخفض مستويات الكوليسترول على نحو آمن وفعّال، كما قال الصانعون، ولكن ما يزالان بحاجة إلى تجارب طويلة وسنوات من البحث حتى يطلقان رسميًا، وهما:
- علاج للكوليسترول اسمه الحالي VERVE-101، يستهدف الجين PCSK9 يقوم بعمل تعديل طفيف يحد من قدرته على رفع مستوى الكوليسترول، ونظريًا فهو يعطى لمرة واحدة فقط، ويبقى تأثيره مدى الحياة.
- دواء يمنع إنتاج البروتينات الناقلة للكوليسترول الضار اسمه Lepodisiran.
ما أفضل دواء للكوليسترول؟
معظم أدوية الكوليسترول تخفض الكوليسترول بأضرار جانبية قليلة، لكن فعالية الدواء تختلف من شخص لآخر، وعليك أن تتعاون مع طبيبك للوصول إلى المزيج العلاجي الملائم بين تغيير نمط الحياة واستخدام العلاجات الطبية للتحكم بمستويات الكوليسترول في جسمك.