أكدت وزارة الصحة البريطانية إصابة عدد من الأشخاص بمرض جدري القرود، والذي يعرف بالإنجليزية باسم monkeypox. وبحسب وكالة الأمن الصحي البريطانية، فإن إصابتين على الأقل اكتشفنا في لندن، لشخصين يعيشان في مكان واحد. كما أوضحت الوكالة أن الإصابتين غير مرتبطتين بإصابات سابقة تم تسجيلها قبل أسبوع واحد، في أيار/مايو الماضي. وما تزال السلطات تحقق في كيفية تعرض هذين الشخصين في لندن للإصابة بعدوى هذا المرض.
ما هو مرض جدري القرود؟
جدري القرود، بحسب تعريف وزارة الصحة البريطانية، هو مرض فيروسي معدٍ نادر، وله عدة أعراض وخصائص تجعله يختلف عن الأنواع الأخرى من مرض الجدري، يختصرها العلماء على النحو الآتي:
- جدري القرود لا ينتشر بسهولة بين البشر
- أعراضه طفيفة سهلة الاحتواء
- معظم الإصابات تشفى منه في غضون أسبوعين أو ثلاثة
- يمكن أن يتفاهم مرض الجدري عند بعض المرضى
هل يمكن أن يتحول جدري القرود إلى وباء؟
في حين أن العدوى قد تنتقل من المصاب بعدوى جدري القرود إلى شخص آخر سليم عند التواصل القريب معه، إلا أن تحوّل المرض إلى جائحة تؤثر على عموم الناس أمر مستبعد تمامًا بحسب تقدير السلطات.
أعراض جدري القرود
الأعراض الأولية لمرض جدري القرود تشتمل على ما يلي:
- الحمى
- الصداع
- آلام العضلات
- آلام في الظهر
- انتفاخات في العقد اللمفاوية
- رعشات برد
- إعياء عام
كما قد تؤدي الإصابة بعدوى جدري القرود إلى طفح على الوجه ينتشر بعدها إلى أجزاء أخرى من الجسد، وخاصة اليدين والقدمين. ويتطور الطفح عبر عدة مراحل، قبل أن يتحول إلى جزء قشري ويتلاشى عن سطح الجلد.
متى تظهر أعراض جدري القرود بعد العدوى؟
تتراوح الفترة بين التعرض للعدوى وظهور أول الأعراض في حدود 10 أيام، وتستمر الأعراض بين أسبوعين إلى 4 أسابيع على الأكثر. وقد يصاب الإنسان بعدوى جدري القرود في حال التعامل مع لحوم الأدغال (Bushmeat)، وهي لحوم الحيوانات البريّة غير المهجّنة، أو التعرض لعضّة من أحد الحيوانات الناقلة للعدوى، أو التواصل القريب مع شخص مصاب بالعدوى.
هل يحمي مطعوم الجدري العادي من جدري القرود؟
بحسب هيئة مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، فإن مطعوم الجدري العادي يحمي من الإصابة بأعراض جدري القرود. وقد تأكد ذلك في العام 2003، بعد تسجيل عدد من حالات جدري القرود في عدد من الولايات الأمريكية بين أشخاص قادمين من الخارج. وقد أكدت الهيئة في تقريرها أن حالات جدري القرود لا تحصل بشكل طبيعي داخل حدود الولايات المتحدة، وأن طريقة انتقال العدوى تتمثل في نقلها من الخارج أو في التواصل مع حيوانات ناقلة للمرض قادمة من الخارجة. وكانت تلك المرة الأولى التي تم تسجيل حالات بعدوى جدري القرود بين أشخاص خارج القارة الأفريقية، وقد حصل ذلك بعد شحن حيوانات ثديية بريّة من غانا. أما عن سبل مكافحتها، فتتمثل في احتواء الحالات المصابة وحجرها، إضافة إلى استخدام لقاح الجدري العادي، وبعض أنواع العلاج.
كيف يمكن الوقاية من جدري القرود؟
يعتقد الأطباء أن مطعوم الجدري قادر على توفير الحماية ضد إصابة البشر بعدوى جدري القرود، وذلك بسبب التشابه الكبير بين الفيروسين، كما قد تبينت فعالية مطعوم الجدري على الحيوانات التي تم تعريضها لفيروس جدري القرود في ظروف مخبرية. إلا أن المزيد من التجارب ما يزال ضروريًا من أجل تأكيد فعالية المطعوم للوقاية من هذا المرض بين البشر. إلا أن دراسات أخرى أجريت في أفريقيا قد أكدت على أن مطعوم الجدري العادي قد ساعد على الحدّ من شدّة الأعراض بين الأشخاص المصابين بجدري القرود.
هل يوجد علاج لجدري القرود؟
لا يعرف حاليًا وجود أي علاج فعال أو آمن لمرض جدري القرود، إلا أن ثمة خطوات بسيطة يمكن للشخص اتباعها كمحاولة لوقف انتشار المرض، مثل المطاعيم العادي ضد الجدري، إضافة إلى الغلوبولين المناعي ومضاد سيدوفوفير.
تاريخ مرض جدري القرود
اكتشف مرض جدري القرود أول مرة عام 1958، وذلك بحسب موقع CDC الأمريكي، حين انتشر المرض الشبيه بالجدري في مستعمرة للقرود المخبرية، وهذا هو السبب وراء التسمية. أما الحالة الأولى من جدري القرود بين البشر فتعود إلى العام 1970، وذلك في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وحدث ذلك أثناء جهود حثيثة للسيطرة على تفشي مرض الجدري العادي فيها. وقد سجلت بعد ذلك العديد من حالات الإصابة بالمرض في دول أخرى في وسط وغرب أفريقيا.