29-أكتوبر-2024
استقبلت مدينة طرابلس آلاف النازحين من جنوب وشرقي لبنان (منصة إكس)

استقبلت مدينة طرابلس آلاف النازحين من جنوب وشرقي لبنان (منصة إكس)

تستقبل مدينة طرابلس شمالي لبنان آلاف النازحين من قرى جنوبي وشرقي لبنان، وضاحية بيروت الجنوبية، نتيجة العدوان الإسرائيلي الشامل الذي يشهده لبنان منذ أكثر من شهر. وقد سجلت مراكز الإيواء أكثر من 10 آلاف نازح، فيما استأجرت عائلات بيوتًا أو لجأت إلى أصدقاء أو أقارب.

ولمتابعة تأمين الحاجيات الأساسية للنازحين، ظهرت في طرابلس عدة مبادرات، منها من يعمل على تجهيز مراكز الإيواء ودعمها، ومن يوفر الأغذية والمستلزمات الصحية، إضافة إلى مبادرات للدعم النفسي، وأخرى للأنشطة الترفيهية والتعليمية للأطفال بهدف تخفيف آثار الحرب والنزوح عليهم.

لمتابعة تأمين الحاجيات الأساسية للنازحين، ظهرت في طرابلس عدة مبادرات، منها من يعمل على تجهيز مراكز الإيواء ودعمها، ومن يوفر الأغذية والمستلزمات الصحية

المعهد الفندقي في طرابلس يستقبل أكثر من 37 عائلة نازحة، تتقاسم نحو 27 غرفة، ويتم تأمين العديد من المساعدات لهؤلاء النازحين، منها ملابس ومياه وأطعمة ومواد النظافة الشخصية، وغيرها من اللوازم الأساسية. وتقوم جمعية "شيفت" الأهلية بدور أساسي، إذ تسلمت إدارة المكان لوجستيًا وخدميًا منذ اليوم الأول لوصول النازحين.

يتحدث المدير التنفيذي لجمعية "شيفت"، غيث بيطار، لصحيفة "العربي الجديد" موضحًا أن العمل يتركز بدايةً على التنظيم وتوزيع الحاجيات الأساسية، ثم على بدء الأنشطة لفائدة الأطفال والعائلات، مع تقديم دعم نفسي واجتماعي بالتنسيق مع شركاء من مختلف الجمعيات ومع بلدية الميناء.

وأشار بيطار إلى أن جمعيته أصبحت مستودعًا مركزيًا للمساعدات الواردة، والتي توزع بحسب الحاجة، وأحيانًا توزع على مراكز أخرى إذا وُجد فائض. كما أن النقص في بعض أصناف المساعدات يتم تأمينه بالتنسيق مع مختلف المنظمات الدولية والجهات المانحة.

ويعرب بيطار عن أمله ألا تطول الحرب، فالمدارس والمعاهد مجهزة حاليًا لاستقبال الناس، لكن المنظمات المحلية لا تملك القدرة على الاستمرار على المدى الطويل. ويقول: "نبذل كل الجهود المتاحة، ونعمل مع شبكة كبيرة من المتطوعين إلى جانب الموظفين الثابتين. ويتركز الجهد على تقديم المواد الغذائية والوجبات الساخنة للعائلات، وكذلك مواد التنظيف ووسائل النظافة الشخصية، بالإضافة إلى بعض الأدوية".

بدوره، يستقبل فندق "كواليتي إن" نحو 660 نازحًا، وكان العدد أعلى في بداية موجة النزوح. يقول مدير مركز الإيواء في الفندق، وسيم ياغي، لصحيفة "العربي الجديد": "عملنا تدريجيًا على تخفيف الضغط لتكون الإقامة ملائمة من النواحي الصحية والاجتماعية. المركز خاص بصفته فندقًا، ونحرص على التعامل وفق هذا الأساس، وتقديم ما يلزم للمقيمين كي يشعروا بالراحة، ويتوفر لهم الغذاء والرعاية الصحية، وكذلك الأنشطة الترفيهية، خصوصًا للأطفال الذين يحظون بمتابعة اجتماعية ونفسية".

يعدد ياغي المشاكل التي تواجههم، مثل نقص المواد الاستراتيجية المرتبطة بالكهرباء وتوفير المازوت للمولدات، وكذلك مياه الشرب، وبعض أدوية الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى عدم انتظام توفير الوجبات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي. لكنه يوضح أن المشكلة تم تجاوزها بفضل وجود مطبخ قادر على تلبية احتياجات المقيمين، وأيضًا تلبية احتياجات بعض النازحين في مراكز إيواء أخرى، عبر توفير أكثر من 7 آلاف وجبة.

يلفت ياغي إلى أن العمل مستمر على تأمين برامج تعليمية، وإجراء إحصاء حول المراحل الدراسية للأطفال، بالإضافة إلى فتح قاعات للأنشطة الترفيهية، وتقديم برامج تعليمية تعويضية في ظل انقطاع الأطفال عن مدارسهم.

في المقابل، يشير ياغي إلى أن عدد المقيمين في الفندق يتجاوز القدرة الاستيعابية؛ فالفندق يضم 120 غرفة، وكل غرفة تتسع لشخصين. ورغم تدبير الأمور الحالية، لا يمكنهم استقبال المزيد من النازحين، وهم الآن يعملون على تجهيزات لفصل الشتاء، خصوصًا في حال طال أمد الحرب، لذا يحاولون استباق الوقت لتأمين ما يلزم.

من جهته، يتحدث عضو مجموعة "موف فور ديفيلوبمنت"، مصباح الساكت، لصحيفة "العربي الجديد" عن النشاط الذي تقوم به الجمعية في الجانب الاجتماعي والإغاثي. ولأنهم مجموعة من المهندسين، يتركز عملهم على تجهيز البنية التحتية لمراكز الإيواء، التي هي غالبًا مدارس، ويسعون لتوفير مستلزمات النظافة الشخصية للنازحين قدر الإمكان لحمايتهم من الأمراض.

أما عضو جمعية "العزم والسعادة"، بارعة حمد، فتقول: "نعمل بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف على تلبية احتياجات النازحين الصحية والاجتماعية، عبر فريق عمل ثابت يخدم أربعة مراكز إيواء، ومن خلال عيادات متنقلة قادرة على تقديم الرعاية خارج مراكز الإيواء، وهناك طبيب صحة عامة، وطبيب أطفال، وقابلة قانونية، وفريق من الممرضين والأخصائيين الاجتماعيين".