21-أكتوبر-2024
فتح الله غولن

فتح الله غولن (رويترز)

توفي رجل الدين التركي، فتح الله غولن، اليوم الإثنين، في منفاه بالولايات المتحدة، والذي اتهمته السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/يوليو 2016.

ونقلت وكالة "رويترز" عن موقع "هركول" الذي نشر خطب غولن، خبر وفاته اليوم، وقال إنه توفي، أمس الأحد، عن عمر يناهز 83 عامًا، في المستشفى الأميركي حيث كان يتلقى العلاج.

وأشارت الوكالة إلى أن غولن كان حليفًا للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لكن سرعان ما تصاعد الخلاف بينهما، ووصل إلى أوجه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/يوليو 2016، حيث حمله الرئيس التركي مسؤولية الانقلاب الذي نجم عنه مقتل نحو 250 شخصًا في محاولة للاستيلاء على السلطة، فيما نفى غولن الذي يعيش في منفى طوعي بالولايات المتحدة منذ عام 1999 هذه الاتهامات.

اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016 

وُلد غولن في قرية بمقاطعة أرضروم شرقي تركيا عام 1941، وكان ابنًا لواعظ إسلامي، ودرس القرآن منذ طفولته. وفي عام 1959، عُيِّن إمامًا لمسجد في مدينة أدرنة، وبدأ يكتسب شهرة كواعظ في الستينيات في مقاطعة إزمير، حيث أنشأ مساكن للطلاب، وكان يلقي المواعظ في المقاهي.

وبحسب رويترز، فقد كانت مساكن الطلاب بمثابة بداية لشبكة غير رسمية، انتشرت على مدى العقود التالية من خلال التعليم والأعمال التجارية والإعلام والمؤسسات الحكومية، مما أعطى مؤيديه نفوذًا واسع النطاق. كما انتشر هذا النفوذ خارج حدود تركيا إلى الجمهوريات التركية في آسيا الوسطى والبلقان وأفريقيا والغرب، من خلال شبكة من المدارس.

ومنذ الانقلاب الفاشل، تم تفكيك "حركة غولن" بشكل منهجي في تركيا، فتراجع نفوذها على المستويين المحلي والدولي، إذ بعد فترة وجيزة من انقلاب عام 2016، وصف أردوغان شبكة غولن بالخونة و"مثل السرطان"، وتعهد باستئصالهم أينما كانوا، حيثُ تم إغلاق مئات المدارس والشركات والمنافذ الإعلامية والجمعيات المرتبطة به، ومصادرة الأصول.

كما تم اعتقال ما لا يقل عن 77 ألف شخص، وتعليق عمل 150 ألف موظف حكومي، بما في ذلك المعلمون والقضاة والجنود بموجب قانون الطوارئ، وصادرت الدولة شركات ومنافذ إعلامية اعتبرت مرتبطة بغولن أو أغلقتها، وأصبح غولن شخصية معزولة داخل تركيا، حيث ينتقده أنصار أردوغان ويتجنبه المعارضون، الذين رأوا أن شبكته تآمرت على مدى عقود لتقويض الأسس العلمانية للجمهورية.

وأدان غولن محاولة الانقلاب "بأشد العبارات"، وقال في بيان "بصفتي شخصًا عانى من الانقلابات العسكرية المتعددة خلال العقود الخمسة الماضية، فمن المهين بشكل خاص أن يُتهم بارتباطه بمثل هذه المحاولة"، فيما طالبت أنقرة لفترة طويلة تسليمه من الولايات المتحدة، حيث أشارت "رويترز" إلى مقابلة سابقة أجرتها معه عام 2017، وأكد فيها أنه لا يخطط للهروب من أميركا تجنبًا لتسليمه، ونوهت الوكالة إلى أنه بدا ضعيفًا في ذاك الوقت، و"كان يمشي بخطى ثقيلة".