حُسمت صفقة انتقال إيرلينك هالاند مهاجم بوروسيا دورتموند إلى مانشستر سيتي قبل أسابيع، في خطوة متوقّعة لخروج النجم النرويجي حتى منذ بداية انتقاله إلى النادي الألماني قبل عامين قادمًا من ريد بول سالزبروغ النمساوي.
هالاند ليس المغادر الوحيد
ورغم أن هالاند يُعد النجم الأهم والأبرز في الفريق الذي سيغادر قلعة "سيغنال إيدونا بارك" إلا أنه ليس الوحيد الذي سينهي رحلته مع "أسود الفيستيفال" هذا العام، فنجم خط الوسط أكسيل فيتسل صاحب الـ 33 عامًا سيغادر أيضًا بعد انتهاء عقده في حزيران/يونيو، دون الإفصاح عن وجهته المقبلة حتى الآن.
إضافة لهالاند وفيتسيل سيغادر الحارس ماروين هيتز بعد رحلة دامت 4 سنوات مع الفريق عائدًا إلى موطنه سويسرا للعب مع بازل، كذلك الأمر توصّل دورتموند ووكيل أعمال المدافع دان زاغادو إلى اتفاق بعدم تمديد عقد اللاعب الفرنسي، بحسب صحيفة "كيكر" الألمانية، التي أكّدت أيضًا اقتراب رحيل المدافع الآخر في الفريق السويسري مانويل أكانجي رافضًا تمديد عقده الذي ينتهي في صيف 2023.
ومن اللاعبين الذين يجري الحديث عن احتمالية مغادرتهم، المهاجم اليافع الألماني-الكاميروني يوسوفا موكوكو صاحب الـ 17 عامًا، فقد ذكرت صحيفة "آس" الإسبانية أن ريال مدريد مهتم بالتعاقد معه، علمًا أنه متبقٍ عام واحد على انتهاء عقده، في المقابل يعتزم دورتموند تعويض الراحلين عنه، بالتعاقد مع آخرين يجري الحديث عن اقتراب مجيئهم لقلعة "سيغنال اديونا بارك" هذا الصيف هم التركي لاعب وسط كولن صالح أوزكان، والثلاثي نيكلاس سولي، نيكو شلوتيربيك وكريم أديمي.
سياسة صناعة النجوم وبيعهم
تبدو الانتدابات الجديدة وحتى انتقالات لاعبي دورتموند طبيعية كسياسة تجديد في دماء الفريق، اعتاد عليها حتى مع رحيل لاعبه الأبرز هالاند، فالمتألق النرويجي لم يكن النجم الأول الذي يستقدمه دورتموند بسعر زهيد، لبيعه بعشرات الملايين لاحقًا إلى كبرى الأندية الأوروبية.
جادون سانشو المهاجم الإنجليزي سبق إيرلينك الموسم الماضي برحيله إلى مانشستر يونايتد، بعد أربعة مواسم لعب فيها بصفوف دورتموند قادمًا من من أكاديمية مانشستر سيتي عام 2017 مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني، ليبيعه بروسيا لليونايتد مقابل 73 مليون جنيه.
عثمان ديمبيلي، أوباميانغ، غوندوغان، بوليسيتش، ماتس هوميلز، ماريو غوتزه، ومختاريان، جميعهم استثمر فيهم بوروسيا جيدًا، استقدمهم صغارًا وصقل موهبتهم ليصنع منهم نجومًا لامعين، ويتحصّل من وراء صفقاتهم على مئات الملايين.
سنوات عديدة اتّبع فيها نادي " أسود الفيستيفال" هذه السياسة، حتى باتت وكأنها اتفاقًا غير مُعلن بين اللاعب والنادي، يمر اللاعب الموهوب بمحطة بوروسيا، يكتسب خلالها النضج اللازم وينتقل بعدها لأحد الأندية الأوروبية الكبرى، ويستفيد فيها دورتموند من عشرات الملايين التي يضيفها إلى خزينته.
هذه السياسة ليست جديدة على النادي، فقد بدأت مطلع الألفية الجديدة عندما وصلت ديون دورتموند إلى نحو 100 مليون جنيه إسترليني، ليشكل ذلك منعطفًا هامًا في سياسته هذه، التي بدأها مع هانز يواكيم عام 2005 بتعيين نجم الفريق السابق مايكل زورك كمدير رياضي للفريق الأول، والذي نجح بدوره بالمهمة على أكمل وجه خلال مسيرته التي أنهاها هذا الموسم مع نهاية الدوري.
موسم صفري لدورتموند بعد حلوله ثانيًا خلف البايرن، وخروجه مبكرًا من دوري أبطال أوروبا وإقصائه من الدوري الأوروي وكأس ألمانيا، دفع لإقالة مدرب الفريق ماركو روزه بعد عام واحد على تعيينه فقط، فمتى يكتفي نادي "أسود الفيستيفال" بالأرباح الطائلة التي جمعها خلال هذه السنوات، ويبدأ بتغيير سياسته لمزاحمة ميونخ على عرش الكرة الألمانية؟
