09-نوفمبر-2024
غزة

مجاعة وشيكة شمالي غزة (الأمم المتحدة)

حذر خبراء الأمن الغذائي من احتمال حدوث مجاعة وشيكة في مناطق شمال قطاع غزة، حيث أكدت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل (IPC) يوم الجمعة أن الوضع الإنساني في القطاع حرج للغاية ويتفاقم بسرعة.

يأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه المخاوف من تدهور الوضع الغذائي في القطاع، وسط نقص حاد في الإمدادات الغذائية وارتفاع الأسعار، بالتزامن مع حملة إبادة جماعية يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر لليوم الـ400 على التوالي.

التحذير من كارثة وشيكة

أوضحت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل (IPC) أن "التحرك الفوري، خلال أيام وليس أسابيع، مطلوب من جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الصراع أو التي لها تأثير عليه، لتجنب وتخفيف هذا الوضع الكارثي". وبدورها، وصفت رئيسة برنامج الغذاء العالمي، سيندي ماكين، الوضع بأنه "غير مقبول"، ودعت إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بتدفق آمن ودون عوائق للإمدادات الإنسانية والتجارية لمنع وقوع كارثة إنسانية شاملة.

وأرجع جان مارتن باور، مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية في برنامج الأغذية العالمي، هذا الوضع إلى عدة عوامل، من بينها نزوح السكان على نطاق واسع، وتقلص تدفق المساعدات التجارية والإنسانية إلى القطاع، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمرافق الصحية، نتيجة للعدوان الإسرائيلي. وبيّن باور أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة قد انخفض بشكل كبير، ففي أواخر تشرين الأول/أكتوبر، تراجع إلى 58 شاحنة يوميًا مقارنة بنحو 200 شاحنة خلال فصل الصيف، وغالبيتها تحمل مساعدات إنسانية فقط.

الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية

نتيجة لهذا الانخفاض في تدفق المواد الغذائية، ارتفعت أسعار المواد بشكل حاد، حيث أصبحت الأسعار الآن أعلى بنحو 10 مرات مما كانت عليه قبل بداية العدوان الإسرائيلي. وأشار باور إلى أن هذه الزيادة تعكس الحاجة الماسة إلى تدخل فوري، مضيفًا: "هذا التنبيه هو تذكير بأن عيون العالم يجب أن تكون على غزة، وأن الوقت للعمل هو الآن".

وحثت اللجنة الأطراف الفاعلة في الصراع، أو التي تملك تأثيرًا، على السماح فورًا بدخول المواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة. وقالت في بيانها: "إن الفشل في الاستجابة لهذه الدعوات في غضون الأيام القليلة المقبلة سيؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع الإنساني، ووفيات مدنية إضافية يمكن تجنبها".

وأضافت: "إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء فعال من قبل أصحاب المصلحة ذوي النفوذ، فمن المرجح أن يكون حجم هذه الكارثة الوشيكة أكبر من أي شيء رأيناه حتى الآن في قطاع غزة".