الشعور بمرارة الفم أمر طبيعي إذا حدث بعد تناول القهوة المرة أو الهندباء أو غيرها من الأطعمة التي قد تترك طعمًا مرًا لفترة مؤقتة في الفم، ولكن في بعض الحالات تكون المرارة ملحوظة في الفم، وتستمر لفترة زمنية طويلة. وفي هذه الحالات ينبغي استشارة الطبيب لمعرفة العامل المُسبب لهذه الحالة، إذ إنّ أسباب مرارة الفم كثيرة ومتعددة. وفي هذا المقال سنذكر هذه الأسباب، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن علاج معظم أسباب مرارة الفم بعد تشخيص السبب.
يحدث جفاف الفم نتيجة قلة إفراز اللعاب، إذ بذلك ترتفع نسبة البكتيريا في الفم وبالتالي يشعر الشخص بمرارة في الفم
على ماذا تدل مرارة الفم؟
العديد من أسباب الطعم المر في الفم ليست خطيرة. وفيما يأتي ذكر لهذه الأسباب:
-
جفاف الفم
يحدث جفاف الفم نتيجة قلة إفراز اللعاب، إذ بذلك ترتفع نسبة البكتيريا في الفم وبالتالي يشعر الشخص بمرارة في الفم. وهنالك بعد العوامل التي قد تُسبب جفافًا في الفم مثل:
- تناول بعض الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب، ومدرات البول، ومرخيات العضلات، ومضادات الهيستامين.
- الإصابة بالسكري.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
- الإصابة بالذئبة.
- الإصابة بمشاكل الغدة الدرقية.
- التعرض للعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
- التنفس من الفم.
-
مشاكل الأسنان
إن التعرض لمشاكل في الأسنان أو إهمال تنظيفها قد يُسبب بمرارة في الفم، ومن أبرز مشاكل الأسنان المُسببة للمرارة ما يأتي:
- تسوس الأسنان.
- سرطان الفم.
لذلك يوصى دائمًا بتجنب المشاكل المرتبطة بالأسنان واللثة عن طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام واستخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا. مع الحرص على أيضًا إجراء فحوصات منتظمة عند طبيب الأسنان.
-
القُلاع الفموي
هو نوع من أنواع عدوى الخمائر، هذه الخمائر تتكاثر في الأماكن الرطبة والدافئة مثل: الفم. ويمكن لأي شخص أن يصاب بمرض القلاع الفموي، ولكن الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي هم الأكثر عرضةً للإصابة به. ويُسبب القلاع جفافًا في الفم ومرارةً فيه، إلى جانب بعض الأعراض الأخرى مثل:
- البثور البيضاء.
- الاحمرار، أو الحرقان والألم في اللثة.
- صعوبة في البلع.
ومن الجدير بالذكر أن تنظيف الفم بالخيط وبالفرشاة والمضمضة بانتظام تساعد في الوقاية من مرض القلاع الفموي. كما يوصى بتقليل تناول السكر إلى الحد الأدنى؛ إذ إن الخمائر تتغذى عليه وهذا قد يُسبب تفاقم المشكلة.
عندما ترتفع نسبة الالتهاب في الجسم، فإنّه يُرسل بروتينات التهابية ضد الخلايا المُسببة للمرض فيه تؤثر على اللسان وبراعم التذوق فيشعر المصاب بالمرارة.
-
الإصابة بالأمراض والالتهابات
يشعر المريض عادةً بمرارةٍ في الفم، ويُعزى ذلك إلى أنه عندما ترتفع نسبة الالتهاب في الجسم، فإنّه يُرسل بروتينات التهابية ضد الخلايا الضارة المُسببة للمرض فيه. هذه البروتينات تؤثر على اللسان وبراعم التذوق فيشعر المصاب بالمرارة.
-
الإصابة بالارتجاع الحمضيّ
من المحتمل أن يكون هذا السبب الأكثر شيوعًا لحدوث مرارة الفم. ويحدث الارتجاع الحمضي، المعروف أيضًا باسم ارتجاع المريء، عندما تضعف العضلة العاصرة للمريء السفلية وتسمح للطعام وحمض المعدة بالانتقال من المعدة إلى الأعلى؛ أي إلى المريء والفم. والعضلة العاصرة السفلية للمريء هي عضلة موجودة في الجزء السفلي من المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. نظرًا لأن هذا الطعام يحتوي على حمض وإنزيمات هضمية، فقد يؤدي إلى الشعور بمرارةٍ في الفم. ويصاحب مرارةً الفم في هذه الحالة أعراض أخرى مثل:
- سعال جاف مزمن
- الشعور بحرقانٍ في الصدر بعد ساعات قليلة من تناول الوجبة.
- حدوث مشاكل في البلع.
-
الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي
عندما تهاجم البكتيريا الجهاز التنفسي وتُسبب أمراضًا مثل: نزلات البرد، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الأنف، والتهاب اللوزتين، يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض منها مرارة الفم.
-
الإصابة بمشاكل في الكبد
يقوم الكبد في وضعه الطبيعي بتحويل الأمونيا إلى اليوريا، التي يتم التخلص منها عبر البول. وعندما تحدث مشاكل في الكبد فإن هذه العملية تتعرقل، مما يُسبب تراكم الأمونيا والسموم في الجسم، وبالتالي يشعر المصاب بمرارةٍ في الفم.
-
الإصابة بمتلازمة الصنوبر (Pine nut syndrome)
متلازمة الصنوبر هي حالة تُصيب بعض الأشخاص بعد تناول الصنوبر ولا يُشترط وجود حساسية تجاه الصنوبر في مثل هذه الحالة. حيث يشعر المصاب بطعمٍ مرٍ في الفم يظهر عادةً بعد يوم إلى ثلاثة أيام من تناول الصنوبر، ويمكن أن يستمر لعدة أسابيع.
تتعرض الحامل في الأشهر الثلاث الأولى لتغيراتٍ هرمونية، تُؤثر في حاسة التذوق فتشعر الحامل بمرارةٍ أقرب إلى الطعم المعدني
-
الحمل
تتعرض الحامل في الأشهر الثلاث الأولى لتغيراتٍ هرمونية، هذه التغيرات تُؤثر في حاسة التذوق فتشعر الحامل بمرارةٍ أقرب إلى الطعم المعدني في الفم. لكنها تختفي دون تدخل طبي خلال أيام قليلة.
-
الإصابة باضطراباتٍ عصبية
ترتبط براعم التذوق لدى الإنسان بالأعصاب الموجودة في الدماغ، لذلك فإن أي شيء يؤثر على هذه الأعصاب يمكن أن يسبب طعمًا غير مرغوبًا في الفم. وتشمل الحالات العصبية ما يأتي:
- أورام الدماغ.
- الخَرَف.
- الصرع.
- التعرض لصدمة في الرأس.
إضافةً إلى تناول بعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الحالات حيث يمكن أن تُسبب أيضًا مرارةً في الفم.
-
استخدام المكملات الغذائية
يُسبب استخدام المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن خاصةً عند تناولها بكمياتٍ كبيرة، طعمًا مُرًا في الفم، ومن أبرز هذه المكملات ما يأتي:
- الزنك.
- الحديد.
- الكالسيوم.
- الكروم.
- النحاس.
- فيتامين د.
- الفيتامينات المتعددة أو فيتامينات ما قبل الولادة التي تحتوي على معادن ثقيلة.
-
الإصابة بمتلازمة الفم الحارق (Burning mouth syndrome)
وهي حالة طبية يشعر بها المصاب بشعورٍ مستمرٍ أو متكرر بحرقةٍ في الفم دون سببٍ واضح. وعادةً ما تحدث بدون سبب إلا أن هنالك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة مثل: التوتر، الحساسية من بعض الأطعمة، والقلق والاكتئاب وغيرها من العوامل. وهذه المتلازمة تُسبب تغيُّرًا في حاسة التذوق فيشعر المصاب بطعمٍ مرٍ أو معدنيّ في الفم.
-
انقطاع الطمث
تعاني النساء بعد انقطاع الطمث أو اللواتي يوشكن على دخول هذه المرحلة من الشعور بمرارةٍ في الفم، وعادةً ما يحدث هذا بسبب جفاف الفم، وهو أحد الأعراض الشائعة لانقطاع الطمث. وسبب آخر محتمل للطعم المر في الفم أثناء انقطاع الطمث هو متلازمة الفم الحارق التي سبق ذكرها، وتُصاب بها النساء في هذه الفترة نتيجة انخفاض مستويات هرمون الاستروجين.
-
التدخين
يؤثر التدخين بشكل كبير على حاسة التذوق، ويُعتبر من الأسباب المؤدية لمرارة الفم.
-
التوتر والقلق
يمكن لمستويات التوتر والقلق العالية في الجسم أن تُسبب اضطراباتٍ منها جفاف الفم وبالتالي الشعور بمرارةٍ فيه.
من علاجات مرارة الفم المنزليةلتنظيف الأسنان، واللسان، وسقف الفم، واللثة مرتين على الأقل يوميًا.
علاجات منزلية لمرارة الفم
في حال عانى المصاب من استمرار الشعور بمرارة الفم لفترةٍ زمنيةٍ طويلة هنا ينبغى استشارة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، إلا أنه في معظم الحالات البسيطة يمكن التخلص من مرارة الفم باتباع النصائح الآتية:
- الالتزام بنظام غذائي يحتوي على وجبات صحية خفيفة.
- تجنُّب الأطعمة والمشروبات ذات المذاق القوي والحادّ.
- الغرغرة بالماء والملح.
- مضغ العلكة الخالية من السكريات.
- الحرص على شرب كميات كافية من السوائل خلال اليوم.
- تنظيف الأسنان، واللسان، وسقف الفم، واللثة مرتين على الأقل يوميًا.
- استخدام غسولات الفم بنكهة النعناع و بخاخات الفم.
- تجنُّب التدخين.
مرارة الفم هي عارض لمشكلة صحية مزعجة، فرغم كونها بسيطة وغير خطيرة، إلا أنه من المستحسن معرفة السبب للتخلص منها في أقرب فرصة. لذلك يوصى بعدم تجاهل المشكلة والحرص على استشارة المختصين وعمل فحوصات دورية صحية للجسم، والمتابعة مع الطبيب في حال الشعور بالمشكلة للتأكد من أن السبب غير خطير.
