ألترا صوت - فريق التحرير
تحت عنوان "هل حان الوقت لتوديع العملات الورقية؟" نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، تقريرًا مفصّلًا للصحفية ريبيكا غودمان المتخصّصة في الشؤون الاقتصادية، فنّدت من خلاله واقع سوق العملات الورقية في بريطانيا اليوم، والمشاكل القائمة فيه، والنزعة الجديدة للجوء نحو العملات الإلكترونية. وبحسب تقرير الإندبندت، فإن الحكومة البريطانية كانت قد وعدت قبل عام بحماية النقد الورقي، وبالتالي حماية ملايين الأشخاص الذين يستخدمونه، لكن الأشهر الـ12 الأخيرة شهدت إلغاء عمل آلاف أجهزة الصرف الآلي، وإغلاق مئات فروع المصارف، ما يؤشر على تقلّص الحاجة للأموال النقدية "الكاش". كما توجّه القسم الأكبر من المستهلكين لخدمات الدفع الإلكتروني من خلال البطاقات المصرفية.
يشجع استعمال العملات الرقمية وخدمات الدفع الإلكتروني المستهلك على صرف مبالغ أكبر من المال، وشراء أكثر من حاجته ومن قدرته المالية الحقيقية
وتشير كاتبة التقرير إلى أن الوضع الحالي سيتسبب بمشاكل كبيرة لملايين الأشخاص الذين يعتمدون على العملات الورقية، في ظل صعوبة الوصول إلى الكتل النقدية اليوم، وتحوّل كثير من الشركات إلى الدفع عبر التحويلات المصرفية والشيكات. كما ينقل التقرير عن الخبيرة الاقتصادية والمديرة التنفيذية السابقة لخدمة محقق الشكاوى المالية ناتالي سيني، قولها إن البطاقات المصرفية، وخدمات التسوّق عبر الإنترنت، والدفع عبر بطاقات الفيزا كارد، تتيح لملايين الأشخاص العيش بدون نقود ورقية، لكنها في نفس الوقت تسبّب مشاكل كبيرة لملايين آخرين لا يزالون يعتمدون على الصرّاف الآلي، وفروع المصارف، ويتداولون النقد بالعملات الورقية. وأشارت سيني إلى أن الانتقال المالي إلى التكنولوجيا الرقمية بشكل كامل، كما سيسعد البعض سيكون له تبعات سلبية على قطاع آخر.
اقرأ/ي أيضًا: بيتكوين تخسر خمس قيمتها في 3 أيام.. هل هي بداية النهاية؟
وكان موقع انفيستدوبيديا المتخصص نشر دراسة تحت عنوان "هل عليك أن تدفع نقدًا؟"، أشارت إلى عيوب وسلبيات الدفع من خلال البطاقات الائتمانية. فهذه البطاقات تشجّع المستهلك على صرف مبالغ أكبر من المال، وشراء أكثر من حاجته ومن قدرته، لأنها تتيح له دفع الأموال لاحقًا. الرابح الأكبر هنا هي المتاجر التي تبيع منتجات أكثر من خلال هذه الطريقة، والمصارف التي ستحصل لاحقًا على الأموال مع فوائد مرتفعة. وتشير الدراسة إلى أن المستهلك قادر على التحكم أكثر بكمية الأموال التي يصرفها خلال التسوق في حال دفع نقدًا من محفظته لأسباب نفسية، حيث أن المستهلك يتردّد ويفكّر أكثر من مرة قبل أن يقرر اتخاذ القرار وسحب النقود من محفظته ودفعها، وهو أمر لايحصل في حالتي التسوق الإلكتروني، والدفع عبر البطاقة الائتمانية.
أكد المنتدى الاقتصادي العالمي أن 86% من المصارف المركزية حول العالم، تستكشف اليوم سلبيات وإيجابيات استخدام العملات الرقمية، وتدرس إدراجها ضمن آليات عملها
لعلّ أبرز الدلالات التي توضح ازدهار التسوق الإلكتروني على حساب استخدام العملات الورقية والدفع نقدًا، هي الطفرة الكبيرة التي حققتها العملة الإلكترونية الأشهر عالميًا بيتكوين، حيث تخطت قيمة الواحدة منها الـ50 ألف دولار، وهو رقم قياسي. وقد حققت شركة تيسلا، عملاق صناعة السيارات الكهربائية، والتي يملكها إيلون ماسك، أرباحًا نقدية من عملات بيتكوين بعد استثمارها بقيمة 1.5 مليار دولار في هذه العملة الرقمية. وبحسب ما نقل موقع شبكة CNBC عن المحلل المالي دانييل إيفز فإن شركة تيسلا في طريقها لتحقيق أرباح من خلال ارتفاع قيمة هذه العملات، أكثر من الأرباح التي حققتها من بيع السيارات في 2020. مع الإشارة إلى أن شركة تيسلا كانت قد أعلنت قبل فترة أنها ستسمح لزبائنها بالدفع من خلال البيتكوين للحصول على منتجاتها، الأمر الذي سيشكل ثورة كبيرة في مجال العملات الرقمية، وسيسدد ضربات إضافية إلى العملات النقدية الورقية.
تحت عنوان "مستقبل العملات الرقمية"، ذكر موقع نازداك المتخصص أن العملات الرقمية باتت مهيئة بالتأكيد للتأثير على الأنظمة المالية الحديثة. ونقل الموقع عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تأكيده أن 86% من المصارف المركزية حول العالم، تستكشف اليوم سلبيات وإيجابيات استخدام هذه العملات، وتدرس إدراجها ضمن آليات عملها. وأشار اتحاد حوكمة العملات الرقمية، إلى أنه يتم النظر في الغالب إلى العملات الرقمية على أنها تمثل حلًا للأزمات طويلة الأمد داخل نظام العملات والمدفوعات. ومع ذلك، لا تزال القضايا العالقة المرتبطة باستخدام هذه العملات بدون أية حلول، وفي مقدمتها الأمور المتعلقة بحماية المستهلك، واحترام الخصوصية والتأمين الاستثماري.
اقرأ/ي أيضًا:
العملات الرقمية.. فقاعة اقتصاديّة أم مستقبل للتداول المالي عالميًا؟