بينما تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في مختلف مناطق قطاع غزة، شهد الشهر الجاري ارتفاعًا كبيرًا في عدد النازحين الفلسطينيين، جراء أوامر الإخلاء التي يصدرها جيش الاحتلال.
فقد كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن إسرائيل أجبرت ربع مليون فلسطيني في قطاع غزة على النزوح قسرًا منذ بداية شهر أب/أغسطس الجاري، وذلك عبر 12 أمر إخلاء.
وحذرت الوكالة الأممية من أن "الفلسطينيين في قطاع غزة عالقون في دوامة النزوح القسري المتكرر، وتُهجر العائلات مرارًا وتكرارًا وسط العمليات العسكرية وحر الصيف، حاملة ما في وسعها".
إسرائيل أجبرت ربع مليون فلسطيني في قطاع غزة على النزوح قسرًا منذ بداية شهر أب/أغسطس الجاري
وبحسب الأرقام التي كشفت عنها بيانات "أونروا"، فإن 1.9 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون من سكان القطاع أجبروا على النزوح القسري منذ الأيام الأولى للعدوان، بعد إصدار الاحتلال أوامر إخلاء جماعية، فيضطر هؤلاء إلى حمل ما تيسّر لهم حمله.
So far in August, the Israeli authorities issued 12 evacuation orders affecting around 250,000 people in #Gaza.
Families are repeatedly displaced, carrying what they can amid military operations and summer heat. There is no escape from this exhausting cycle in the #GazaStrip. pic.twitter.com/0OmPe7pTfT
— UNRWA (@UNRWA) August 22, 2024
ويضطر النازحون إلى السير نحو وجهات غير محددة، لعدم توافر وسائل نقل كافية بسبب انقطاع المحروقات، وكثيرًا ما يلجأ هؤلاء إلى عربات تُجرّ يدويًا أو بواسطة بغال، في غياب للبدائل، وفي ظل ظروف صعبة وقاسية، كذلك تجد العائلات النازحة صعوبة كبيرة في نقل مرضاها وكبار السن من أفرادها.
كما ترغم الكثير من العائلات على النزوح أكثر من مرة، بعد صدور أوامر إخلاء جديدة، فيضطرون إلى خوض رحلة نزوح جديدة، والكثير منهم لا يجد مكان فينصب لعائلته خيمة في الشارع، وهناك من يستطيع أن يتدبر مكان في مراكز إيواء مختلفة من مخيمات أو مدارس تابعة للوكالة الأممية، التي تحولت إلى ملاجئ.
من جهته، سلط مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الضوء على معاناة تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، وبيّن منشور لمنسّق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، أن "عمليات الإجلاء الجماعية في قطاع غزة تخنق صمود الناس وتقيّد بشدة عمليات الإغاثة".
وأرفق هادي منشوره على منصة "إكس"، بتسجيل مصور يُظهر ما يعانيه الفلسطينيون، وسط النزوح القسري المتواصل من مكان إلى أخر في قطاع غزة.
"Mass evacuations in #Gaza choke survival and severely constrain aid operations" - statement by Muhannad Hadi, Humanitarian Coordinator for the Occupied Palestinian Territory.
🔊 Watch the video.
Click to read the full statement. 👇
— OCHA oPt (Palestine) (@ochaopt) August 22, 2024
ويدعي الاحتلال الإسرائيلي أن أوامر الإخلاء الجماعية التي يصدرها تعمد إلى توجيه الفلسطينيين إلى ما يطلق عليها "مناطق إنسانية آمنة"، لكن واقع الحال يؤكد أن ما من مناطق آمنة في كل قطاع غزة، ولا سيما أن عددًا كبيرًا من تلك المناطق المزعومة تعرضت لهجمات إسرائيلية قاتلة.
يذكر أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، كشفت في بيان سابق، أن الجيش الإسرائيلي وضع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نحو 84 بالمئة من مساحة قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء.
وقالت الوكالة الأممية، إن النزوح في غزة لا ينتهي، فقد تم وضع ما يعادل 305 كلم مربع من مساحة القطاع البالغة 365 كلم مربع، تحت أوامر الإخلاء الصادرة عن جيش الاحتلال.