ألترا صوت – فريق التحرير
انطلقت اليوم، الإثنين 25 كانون الثاني/ يناير الجاري في العاصمة القطرية الدوحة، الدورة الأولى من "منتدى التطبيقات العلمية في التراث الثقافي"، الذي تستضيفه "مكتبة قطر الوطنية" حتى الـ 30 من الشهر نفسه. ويشتمل برنامج المنتدى على مجموعة واسعة ومتنوعة من المحاضرات وورش العمل، التي يقدمها عدد من الخبراء والعلماء المتخصصين في مجال الأصباغ والألوان في المخطوطات والمواد التراثية.
تسلط محاضرات "منتدى التطبيقات العلمية في التراث الثقافي" الضوء على الأصباغ العربية والفارسية وطريقة صناعتها
وفي تصريح صحفي حول إقامة المنتدى والغاية منه، قال ستيفان إيبييغ، مدير شؤون المجموعات المميزة في مكتبة قطر الوطنية: "لقد أسهمت الابتكارات والتطورات الأخيرة التي شهدتها الأجهزة والأساليب العلمية، لا سيما أساليب الفحص اللالمسية غير المُدمِرة للمواد الأثرية والتاريخية القديمة، في تقدم الأساليب والأبحاث حول المواد التراثية".
اقرأ/ي أيضًا: انطلاق أعمال النسخة الثانية من برنامج "المدرسة الشتوية".. الدولة وتحولاتها
وأضاف: "أدى ذلك بالتالي لإثراء فهمنا لعناصر هذه المواد ومكوناتها وأساليب صنعها وشكلها الخارجي، الأمر الذي له أهمية بالغة ليس فقط في فهمنا لأعمال الفنانين بل الأهم لعلميات الترميم والتجديد والصيانة، كما أن معرفة صفات الأصباغ وسماتها تساعدنا في نسبة المخطوطات وتحديد عصرها الزمني"، بحسب ما جاء في بيان المكتبة.
واعتبرت حمدة السليطي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أنه من الضروري توفر فهم واضح ومتكامل لحالة وآليات التدهور في المواد المستخدمة في المواد التراثية، نتيجة لتقادمها أو تعرضها للعوامل البيئية.
ولفتت في تصريحها إلى استخدام: "العلماء في عصرنا الحالي عددًا كبيرًا من الأدوات التحليلية في فحص المواد الأثرية والآثار التاريخية والمواد التراثية. والمنافع التي تترتب على ذلك لا تُحصى، خاصةً عند اتخاذ القرار فيما يتعلق بإجراء عمليات الترميم أو الصيانة. وتتمثل أهمية أدوات التحليل الحديثة في كونها تساعد في عملية الفحص باستخدام تقنيات آمنة وغير مدمرة".
يسعى القائمون على المنتدى، عبر ورشه العملية التي ستُقام خلال الفترة الممتدة بين 25 و30 يناير الجاري، إلى مناقشة أهم التقنيات الطيفية المعتمدة حول العالم، لإجراء التحليلات العلمية التي تُعتبر غير مُدمِرة للمواد التراثية. ويُعتبر هذا الموضوع أحد أكثر المواضيع أهمية في هذا المجال لأسبابٍ مختلفة، منها تأثير التقنيات الطيفية على المعرفة الأساسية والفحص من جهة، وعمليات حفظ المواد التراثية وصيانتها من جهةٍ أخرى.
وتسلط محاضرات "منتدى التطبيقات العلمية في التراث الثقافي" الضوء على الأصباغ العربية والفارسية وطريقة صناعتها، حيث تُقدّم أميلي كوفرات ديسيفرجن، الباحثة المتخصصة في الورق وأخصائية الحفظ، ثلاث محاضرات متعلقة بهذه المسألة، إذ تتناول الأولى "الأصباغ وعمليات صنعها: العضوية وغير العضوية والمعالجة"، فيما تناقش الثانية "مشكلات الحفظ والصيانة وعمليات التدهور التي تحدث للأصباغ الموجودة في المخطوطات الإسلامية"، وتُقدّم الأخيرة "نبذة عن الأساليب التحليلية لتحديد نوع الأصباغ والألوان المستخدمة".
يشتمل برنامج المنتدى على مجموعة واسعة ومتنوعة من المحاضرات وورش العمل، التي يقدمها عدد من الخبراء والعلماء المتخصصين في مجال الأصباغ والألوان في المخطوطات والمواد التراثية
ضمن هذا السياق أيضًا، تُقدّم ماندانا باركشلي، العالمة في مجالات الحفظ والصيانة، محاضرة بعنوان "الأصباغ والألوان الفارسية: تاريخها وتكنولوجيا موادها ومصادرها الأولية"، إلى جانب محاضرة تتناول "مواد الفنانين التقليدية المستخدمة كمواد حافظة في المخطوطات الفارسية: التحليل التاريخي والعلمي"، وأخرى تناقش "خصائص أدوات تحديد الأحجام المستخدمة في المخطوطات الفارسية: التحليل التاريخي والعلمي".
اقرأ/ي أيضًا: افتتاح شارع ابن الريب الثقافي.. حديقة للكتب في الدوحة
وتشتمل فعاليات المنتدى أيضًا، على أمثلة عملية في مجالات استخدام تقنيات التحليل غير المدمرة، ترافقها محاضرات تبحث في الموضوع نفسه، إذ يُقدّم أنتونيو كوسينتينو، عالم التراث الثقافي، مجموعة من المحاضرات المخصصة لشرح وتوضيح هذه التقنيات، منها محاضرة بعنوان "مطيافية ضوء الانعكاس: مجالات الاستخدام، والتطبيقات العملية"، وأخرى تضيء على "مطيافية رامان: الأمثلة ومجالات الاستخدام والتطبيقات العملية ودراسات الحالة"، بالإضافة إلى محاضرتين تبحث الأولى في "مطيافية استضواء الأشعة السينية: الأمثلة ومجالات الاستخدام"، وتناقش الثانية "تقنية فورييه لتحويل طيف الأشعة تحت الحمراء".
اقرأ/ي أيضًا:
جائزة الشيخ حمد للترجمة في دورتها السادسة.. احتفاء باللغات المحلية
مؤتمر الدراسات الفنية في نسخته الثالثة.. سيناريوهات مستقبل المتاحف