هل سمعت يومًا عن "جنود السعادة"؟، إنهم مجموعة من الشباب المغاربة من مختلف الأعمار، غير منتظمين في منظمة أو أي إطار محدد، قرروا خوض "معركة" من نوع خاص، أسلحتهم تتنوع ما بين الحب والامتنان، هدفهم الوحيد يكمن في نشر السعادة ومحاربة كل أشكال الحزن، متواجدون في كل مكان، يحاولون إقناع الآخر بدرء المشاعر السلبية وأن مرادف الحياة هي السعادة ولا شيء غيرها. وقد أطلق هؤلاء الشباب حملة إلكترونية، تهدف إلى توفير مليون "عمل سعيد"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسعادة والذي يتزامن مع تاريخ 20 آذار/مارس من كل سنة.
أطلق جنود السعادة في المغرب حملة إلكترونية، تهدف إلى توفير مليون "عمل سعيد"، بمناسبة اليوم العالمي للسعادة
تقول عائشة آيت حجاج، وهي عضوة من أعضاء "جنود السعادة"، لـ"ألترا صوت": إن "الحملة الإلكترونية تهدف إلى الحصول على مليون توقيع، بالموازاة مع القيام بعمل نبيل". وأوضحت عائشة: "إسعاد الناس يمر عبر عمل بسيط جدًا، يمكن أن يكون إهداء وردة لزوجتك، أو غسل الأواني لوالدتك، أو مسامحة شخص أو إماطة الأذى".
اقرأ/ي أيضًا: الفينج شوي.. فن جلب السعادة إلى المنزل
ودعا جنود السعادة، ضمن الحملة، إلى توثيق عمل خير عبر صورة أو فيديو، ومشاركته مع هاشتاج #جنود_السعادة، في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تحدي 5 أشخاص للقيام بنفس الشيء، "لا للرياء وإنما لنشر قيم جميلة وتشجيع الغير على القيام بنفس الشيء"، وفقًا لتعبيرهم.
وتقول عائشة آيت حجاج، في ذات السياق: "إن جنود السعادة يستوعبون أن رقم المليون الذي يطمحون إليه ليس صغيرًا ولا سهلًا، لكننا مؤمنون أنه من الممكن أن نصل إلى هذا العدد، إذا ما بذلنا ما في وسعنا، وإن لم نصل إليه قبل 20 آذار/مارس فسنستمر بعده". وأضافت المتحدثة ذاتها: "نشعر أن الحملة تلقى تجاوبًا جميلًا وانتشارًا، ليس فقط من المغاربة بل من أصدقاء خارج المغرب أيضًا".
وتمنت عائشة أن تنتشر الحملة على نطاق واسع، مؤكدة: "جنود السعادة يتحالفون مع جهات كثيرة لأجل تحقيق الهدف، وسائل إعلام محلية كثيرة نشرت الموضوع، ورافقت الجنود في نماذج لأعمال سعيدة".
لقيت هذه الحملة ترحابًا من طرف عدد من النشطاء المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم شابة تدعى "انعكاس نورسين"، اشترت هدية صغيرة لطفلة بهدف إسعادها، ووثقت ذلك بنشر صورة لطفلة صغيرة بابتسامتها البريئة، وتحدت نورسين أصدقاءها لفعل الأمر نفسه، أي السعي لإسعاد الآخرين بعمل لو كان بسيطًا.
انطلقت فكرة "جنود السعادة" بالمغرب في صيف 2015، لمحاربة فكرة اليأس التي تسيطر على الشباب
وبدوره، اشترى أنس الهادي حلوى ووزعها على أطفال صغار، وكتب تدوينة على "فيسبوك"، قائلا: "في إطار مليون عمل سعيد قمت بتوزيع رفقة أصدقائي حلوى لأطفال الصغار، وأتحدى خمسة أشخاص لفعل عمل سعيد آخر". نور السعيد سعدي اختارت من جانبها أن تهدي والدتها جلبابًا، في إطار انخراطها في الحملة، ولقيت ترحيبًا من طرف أصدقائها.
حول عدد "جنود السعادة" المغاربة، يؤكد حمزة ترباوي، أحد أعضاء الفريق، ضمن حديثه لـ"ألترا صوت"، أنه "لا يستطيع تقدير العدد بالضبط"، مشيرًا إلى "أنهم متواجدون في كل مكان، فأي شخص يساعد الآخر، ويؤمن بفكرة انتشار السعادة هو جند من جنود السعادة".
وانطلقت فكرة "جنود السعادة" في صيف 2015، لمحاربة فكرة اليأس التي تسيطر على الشباب، مع الكثير من المشاعر السلبية التي تغزو مواقع التواصل، من خلال الصور التي يعمد البعض إلى نشرها على الشبكات الاجتماعية، والتي تؤثر سلبًا على نفسية الإنسان.
ويعتقد "جنود السعادة" أنه يجب على العالم أن يتغير بالاهتمام بالآخرين ونشر التسامح والمحبة، والرسائل الإيجابية، وقد استطاع هؤلاء الشباب إقناع العديد من الأشخاص الذين كانوا في حالة اكتئاب لدرجة أنهم فكروا في الانتحار، يعلق حمزة لـ"ألترا صوت": "نحن نهاجم الشخص بكل قوة وعنف لكن برسائل إيجابية، سواء عبر الرسائل الخاصة التي نرسلها في حسابه الخاص، أو عبر الهاتف، نحن نهاجمه من كل المداخل لإدخال السعادة والأمل".
اقرأ/ي أيضًا: