أعلن نادي باريس سان جيرمان تعيين المدرب ماوريسيو بوكيتينيو مدربًا لفريقه الأول، جاء ذلك بعد إقالة توماس توخيل من منصبه قبل نهاية العام، ويركز الباريسيون في سنواتهم الأخيرة على بطولة دوري أبطال أوروبا، بل أصبحت هذه البطولة هي المعيار الرئيسي في الحكم على جودة المدربين لديهم.
و على الرغم من عدم تحقيقه لأي لقب خلال مسيرته التدريبية، والتي بلغت أحد عشر عامًا، درب خلالها أندية إسبانيول وساوثهامبتون وتوتنهام ، إلا أن الأرجنتيني بوكيتينيو يعد من أفضل المدربين في العالم حاليًا، فهو يمتلك أسلوب لعب يدمج بين قوة الدفاع والهجوم، كما إنه يولي للعامل النفسي للاعبين اهتمامًا كبيرًا، ويعد المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا الأب الروحي لبوكيتينيو، فهو اكتشفه كلاعب ثم أعطاه التوجيهات المناسبة قبل توجهه الى عالم التدريب.
حصل الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينيو على رخصة التدريب في يناير 2009 ، وبدأ مهمة التدريب كمساعد لمدرب فريق إسبانيول النسوي، ثم وجد نفسه مدربًا لرجال إسبانيول بعد إقالة المدرب ماركيز، ولم تجد الادارة الا بوكيتينيو لاستلام هذه المهام، والفريق يقبع في المركز الأخير في ترتيب الليغا، فأنقذ الفريق من الهبوط، وحقق فوزًا تاريخيًا على برشلونة في الكامب نو ، لم يكن قد تحقق قبل 27 عامًا.
جددت إدارة إسبانيول عقد بوكيتينيو لثلاثة أعوام، وفي نوفمبر 2012 ، وبعد الخسارة من خيتافي تم فسخ عقد الأرجنتيني بالتراضي، والفريق في المركز الأخير، لينتقل بعدها بوكيتينيو الى إنجلترا ويتسلم زمام ساوثهامبتون في يناير 2013 .
فرض بوكيتينيو أسلوب لعبه مع ساوثهامبتون، وأصبح الفريق الصاعد حديثًا يلعب بقوة ضاربة تعتمد على السيطرة المستمرة والاستحواذ، ويلعب الفريق بالضغط العالي والاهتمام بالعامل البدني لجميع اللاعبين، فلعب بتكتيك 4231 والذي يتحول هجوميًا الى 424، فأصبح القديسون يملكون أعلى نسبة استحواذ في الدوري بسبب لعبهم بالضغط العالي على المنافس بنسبة 58%، وكان الفريق على مقربة من تأهل تاريخي للدوري الأوروبي، لكنه أنهى الموسم في المركز الثامن.
وفي مايو 2014 تم تعيين بوكيتينهو مدربا لتوتنهام هوتسبيرز بعقد مدته خمس سنوات، وحاول ماوريسيو اللعب بنفس أسلوبه لكنه أخذ بعين الاعتبار طبيعة اللعب الإنجليزي، لا يضغط كثيرًا كما فعل مع اسبانيول و ساوثهامبتون، بل يكون الضغط موجها لنقاط ضعف الخصم، ولعب توتنهام بأسلوب هجومي ويتم بناء اللعب من العمق بتمريرات قصيرة من قلبي الدفاع ولاعبي الارتكاز، أي أن بناء الهجمة من الخلف يعتمد على انطلاق قلبي الدفاع مع لاعبي الارتكاز، بدلًا من خط الوسط، مما يجبر الخصم على التراجع، فيجد المدافعون مساحات أكثر للتقدم وينخرط لاعبو خط الوسط مع الهجوم، لضرب دفاع الفريق الخصم، ففي موسمه الأول خسر نهائي كأس الرابطة أمام تشيلسي، واحتل المركز الخامس في الدوري.
بوكيتينيو خلال مسيرته التدريبية مع اسبانيول وساوثهامبتون عانى مع إدارة الفريقين، بسبب بيع نجوم الفريق، ومع توتنهام لم يكن لديه ميزانية عالية لتحقيق رغباته، لكنّه الآن في باريس والوضع مختلف، النجوم متواجدة والميزانية العالية متوفّرة، وتتقاطع مصالح الطرفين بهذا التعاقد، فالأرجنتيني يريد تحقيق لقبه الأول كمدرب، والفريق الباريسي يريد تحقيق حلم الفوز بدوري الأبطال، بوكيتينيو لديه وقت كاف قبل مواجهة برشلونة، والميركاتو الشتوي سيسمح له بالحصول على ما يريد والمنافسة في الدوري الفرنسي على أشدها، فباريس يحتل المركز الثالث بـ35 نقطة خلف ليون وليل وبفارق نقطة واحدة عنهما، يذكر أن مباراة باريس القادمة ستكون في السادس من الشهر الحالي ضد سانت اتيان.
اقرأ/ي أيضًا:
إدارة توتنهام تطيح بصانع أمجادها.. ومغامرة جديدة لـ "السبيشال ون"
إساءة عنصريّة من الحكم توقف مباراة باريس مع باشاك شيهير في دوري الأبطال