تُوفي هيو هيفنر مؤسس مجلة "بلاي بوي" عن عمر يناهز واحدًا وتسعين عامًا. وبغض النظر عن مشاعرك الشخصية تجاه الرجل أو تجاه عمله، فقد طبع هيو هيفنر "أكثر الوسائل الصحفية جدية وخيالية من أي ناشر مجلات آخر" حسب ما أشار بيت فيرنون في مجلة كولومبيا جورنال ريفيو. فقد ابتكرت المجلة فكرة الصفحة المطوية وسط أعداد المجلة، لكنها اكتسبت أيضًا إرثًا أدبيًا على مدار عمرها الذي تخطى الستين عامًا.
نشرت مجلة "بلاي بوي" مقابلات كثيرة، وملفات شائكة، وتحقيقات عميقة، وقصصًا قصيرة، ومقالات، جنبًا إلى جنب مع المحتوى الإباحي الذي تقدمه. ويحتوي أرشيف "بلاي بوي" على مخزون هائل من الخبرة الصحفية، ومواد صحفية رائعة لأي شخص مهتم بالكتابة، أو الثقافة، أو السياسة، أو بمزيج من كل ما سبق. فقد جمعنا بعض الأمثلة البسيطة لهذه المواد الصحفية التي تُظهر قيمة مجلة بلاي بوي الحقيقية.
1. مارتن لوثر كينج الابن
مقابلة صحفية لمجلة بلاي بوي، أجراها أليكس هالي مع مارتن لوثر كينج الابن، في كانون الثاني/ يناير من عام 1965، مقسمة على جزئين.
خلال فترة عمله في مجلة بلاي بوي، وضع الصحفي الأسود أليكس هالي بصمته من خلال إجراء مقابلات صحفية حصرية مع قمم الثقافة والسياسة في هذه الفترة. وكانت مقابلته مع رائد الحقوق المدنية هي أطول مقابلة نشرها على الإطلاق. وسوف ترى اسم أليكس هالي عدة مرات في هذه القائمة – فقد استمر في كتابة الكتاب وبرامج التلفزيونية.
مالكوم إكس: لم يكن في عالم البيض سوى العبودية والمعاناة والموت والاستعمار. أما في عالم السود المستقبلي، سوف تسود الحرية الحقيقية
كينج: عندما أقول إن الرجل القوي يجب أن يكون مسلحًا، فيجب أن يكون معتدلًا أيضًا. ويجب أن يكون واقعيًا، كما يجب أن يكون مثاليًا أيضًا. فإذا كنت جديرًا بالثقة التي وضعها بي بعض بني عرقي، فيجب أن أشكّل مزيجًا من هذين الشيئين. وهذا هو السبب في قوة السلمية وأيضًا قوة أي سلاح عادل. فإذا كنت بصدد مواجهة الرجل الذي طالما أساء لك بشدة، وقال لك "اثأر مني، فإذا ثأرت، فاعلم أنني لا أستحق ذلك، ولكنني سأقبل به من أجل أن يعرف العالم أنني على حق، وأنك مخطئ"، أنت حينها أصبحت مستخدمًا للقوة والسلاح العادل. وهذا الرجل الذي اضطهدك، هُزم أخلاقيًا بصورة تلقائية، وسوف يشعر بالعار إذا كان لديه ضمير حي. أينما استُخدم هذا السلاح لأغراض إيقاظ الضمير المنتكس للمجتمع أو الأمة، يُصبح ضغط الرأي العام حليفًا لكم في قضيتكم العادلة.
2. مالكوم إكس
مقابلة صحفية لمجلة بلاي بوي مع مالكوم إكس، أجراها معه أليكس هالي في أيار/مايو من عام 1963.
التقى هالي مع القائد الثوري الآخر في حركة الحقوق المدنية، مالكوم إكس، في أحد مطاعم حي هارلم بنيويورك. أشار هالي في مقدمته عن اللقاء إلى أن هذه المقابلة تتضمن "بيانًا بليغًا"، وإدانة ذاتية لأحد الأوجه البغيضة للعنصرية المتفشية"، لذا، تستحق القراءة.
اقرأ/ي أيضًا: هوية أفريقيا.. من المسرح المفتوح إلى وهم الاستقلال
بلاي بوي: من وجهة نظرك، هل هناك أي شيء يمكن فعله من كلا الطرفين الأبيض والأسود، لتسريع التقدم الاجتماعي والاقتصادي للزنوج في أميركا؟
مالكوم إكس: أولًا وقبل كل شيء، يجب على الرجل الأبيض أن يدرك في نهاية المطاف أنه الذي ارتكب الجرائم التي أنتجت هذا الوضع المزري الذي يحياه الناس. لا يمكنه أن يُخفي هذا الجرم من خلال التعدي علينا لفظيًا اليوم، فقد رددنا على تصرفاته الإجرامية – في الماضي وفي الحاضر – باستياء شديد لا هوادة فيه. لا يمكنه أن يُخفي ذنبه عبر اتهامنا - نحن ضحاياه – بالعنصرية والتطرف وتمييز العرق الأسود. يجب أن يدرك الرجل الأبيض أن خطايا الآباء على وشك أن تصيب رؤوس الأبناء الذين لم يكفوا عن اقتراف هذه الخطايا عبر طرق أكثر تطورًا.
يحذر إلايجا محمد هذا الجيل من المواطنين البيض، أنهم أيضًا سوف يجدون أنفسهم أمام ساعة الحصاد، والتي سوف يدفعون فيها أثمان الجرائم التي اُرتكبت في حقنا على أيدي أجدادهم. إلا أن هناك شيئًا إذا فعله الرجل الأبيض، قد يتلافى هذا المصير الحتمي، ألا وهو التكفير عن خطاياه – ويحدث ذلك فقط من خلال السماح للرجال السود الذين اختاروا مغادرة أراضي العبودية إلى أراضينا الخاصة. وإذا أراد إبعاد هذه الحركة الجماهيرية لشعبنا من أرض العبودية، عليه أن يُقسم بلاده. عليه أن يمنحنا عدة ولايات هنا على الأرض الأميركية، يذهب إليها أشخاص منا، أولئك الذين يأملون في تأسيس حكومتنا واقتصادنا ونظامنا وحضارتنا الخاصة. وبما أننا منحنا أميركا الرجل الأبيض أكثر من 300 سنة من العبودية بُنيت خلالها البلاد، فمن المنصف أن تمنحنا أمريكا البيضاء كل ما نحتاجه من تمويل ومواد للسنوات الخمس وعشرين القادمة، حتى تتمكن أمتنا من الوقوف على أقدامها.
ستيف جوبزلـ "بلاي بوي" عام 1985: إن هذه الأجهزة تزيد من جودة الحياة
وإن كان نصف العالم الغربي يتعرض لهجمات أعداء خارجيين، يجب أن نمتلك القدرة والحافز للإسهام في الدفاع عن نصف العالم، أي يجب أن نمتلك حينها سيادة قوية. يقول الشريف إلايجا محمد، لقد عمل الرجل الأسود تحت سلطة جميع الأعراق على وجه الأرض، لعدة مرات أو مرة واحدة على الأقل في الماضي. ويعلم الرجل الأسود يقينًا الآن، أن الله سوف يضعه مجددًا على رأس الحضارة، كما كان منذ البداية – قبل آدم، وقبل خلق الرجل الأبيض. فقد أصبح العالم منذ آدم ملكًا للرجل الأبيض – الفاسد. لكن العالم سوف يغدو في المستقبل للرجل الأسود – الصالح. فلم يكن في عالم البيض سوى العبودية والمعاناة والموت والاستعمار. أما في عالم السود المستقبلي، سوف تسود الحرية الحقيقية، والعدالة والمساواة بين الجميع. وهذا اليوم آت – أسرع مما تتصورون.
اقرأ/ي أيضًا: فرانز فانون .. وجه للمستعمَرين
3. ستيف جوبز
مقابلة صحفية لمجلة بلاي بوي مع ستيف جوبز، أجراها ديفيد شيف في شباط/ فبراير 1985.
قبل أن يُصبح اسم شركة أبل مألوفًا بين الناس، اقتنصت مجلة بلاي بوي مقابلة صحفية مع المبتكر ورجل الأعمال ستيف جوبز. كانت مليئة بالقصص الرائعة عن حياته والسنوات الأولى من عمر أبل.
جوبز: يُعد الحاسب الآلي أكثر أداة رائعة من أي أداة مرت علينا من قبل. إذ يمكن أن يكون أداة كتابة، ومركز اتصالات، وحاسبة آلية خارقة، ومخطط أعمال، وأرشيف، وأداة فنية شاملة، من خلال إعطائه أوامر أو برامج يعمل من خلالها فحسب. فلا توجد أي أداة تمتلك قدرة وبراعة الحاسب الآلي. ولا يمكننا التنبؤ إلى أي مدى قد يتطور الأمر. ففي الوقت الراهن، تجعل أجهزة الحاسب الآلي حياتنا أكثر سهولة. فهي تُنجز لنا أعمالًا في أجزاء من الثانية، من شأنها أن تستغرق منا ساعات طوال. إن هذه الأجهزة تزيد من جودة الحياة، فبعض هذه الأجهزة تعمل ببساطة على أتمتة الأعمال الشاقة، وبعضها الآخر يسهم في توسيع نطاق إمكانياتنا. ومع تقدم هذه الأجهزة، سوف تستطيع تحقيق المزيد والمزيد لنا في المستقبل.
اقرأ/ي أيضًا: