"أَنا على استعدادٍ للتخلّي عن لُعبةِ كُرة السلّة - قَلبي يَستطيع تقبُّلَ الانتقادات ونَفسي قادرةٌ على مُواصَلَةِ المُحاولات.. لكنَّ جَسدي يَعلم بأنّه حانَ الوقتُ لكي يقولَ وداعًا".. بهذه الكَلِمات أَعلَن نَجمُ كُرةِ السلّة الأمريكيّة كوبي براينت أنّه سَيَعتزلُ لعبَ كُرة السلَّة نِهايةَ المَوسمِ الحاليّ 2015 - 2016، ومَعَه إسدالُ السِتار على واحدةٍ مِن أَجملِ حِقبَاتِ كُرة السلّة الأمريكيّة.
قَرار اعتِزالِ كوبي براينت كانَ على عِلم مُسبق به "الأمريكيّ الطَّائِر-مايكل جوردان" الّذي لَطَالَما أَبدى إعجابَه بـ"براينت"، ولكِنَّه أَبقى أَحَدَ أسرَارِه مُخبّأ إلى حِينِ عَرِفَ بنيَّة كوبي براينت الاعتِزال نِهايَةَ المَوسِم، فَقَالَ أُسطورَة كُرة السلَّة أنَّ بإمكَانِهِ الفَوز على كلٍّ من "دواين وايد - كارميلو أنتوني - جوليوس إيرفينغ - إيلجين بايلو - جيري وست إضافةً إلى ليبرون جيمس" في حالِ مواجهتِهِم وجهًا لوجه، لكِنَّه اعتَرَفَ أنَّه كانَ سَيَخسَر أمامَ كوبي براينت - "قد أَخسَر أمَامَ كوبي براينت لأنَّه سَرَقَ كُلَّ حركاتي.
وعلى مَدى السّنوات الماضِيَة كَثُرَت المُقارَنَات بَينَ كوبي براينت ومايكل جوردان ولَكِن لَم يَحسِم الأمر سِوى المُدرّب الأُسطورة فيل جاكسون الّذي علّقَ في كِتابِه الصّادر قبلَ أشهُرٍ قَليلة تَحتَ عِنوان "روحيّة النجاح" على هذه الأُحجِية وقال "جوردان كان أفضل في قِيادة رِفاقِه إلى المَعركة.. وكوبي براينت رجل الفَوز مَهما كان الثَّمَن وسَيُسجِّل 81 نُقطة بمُفرَده إذا ما دَعت الحاجة". وعن هذه المُقارنة قال صاحِبُ الأحد عشر لقبًا في الـ NBA أنَّ "جوردان" كانَ يُمَثِّل القُوّة والصَلَابة فِيمَا يَتميّز كوبي براينت بالسَلاسَة والسُرعة، مُشِيرًا إلى أنَّ رَغبَةَ الّلاعبَين بإحرازِ الأَلقاب كانت على نَفسِ القَدَرِ مِنَ الحَمَاس والاندِفَاع وبأنَّ كوبي براينت مُستَعِدّ للتَضحِية بِقَدر "جوردان" من أجل تَحقيق هذه الغاية.
قال مايكل جوردان إنه لا يمكنه هزيمة براينت وجهًا لوجه
الواضِح أيضًا من خِلالِ متابعة اللّاعبَين، أنَّ أحَدَ أكبَر الفَوَارِق هو أنَّ "مايكل جوردان" كانَ أكثَر تَفوّقًا كَقائِد رَغَمَ أنّهُ كانَ في بعضِ الأحيان قاسيًا على زُملائه، "كان مايكل مُتَمَرِّسًا في السيّطَرَة على الجوِّ العاطفيّ للفَريق بِفَضلِ قوَّة حُضُورِه” هذا ما قالَه "جاكسون"، واصِفًا "جوردان" بأنَّه كانَ قائِدًا بالفِطرة، فيما كانَ كوبي براينت بِحاجة إلى تَعلُّم كيفيّة السَمَاح للآخَرين بالقِيام بعَمَلِهِم لِكي يَقتَرِب مِنهُم أكثَر عِوضًا عَن تَوجِيه الأوامِر.
وبِحسب "جاكسون" أيضًا فإنَّ كوبي براينت -الذي سَجَّلَ في إحدَى المَرّات 81 نُقطةً في سَلَّة تورونتو رابتورز- يتمتّع بذهنيّة الفَوزِ مَهمَا كانَ الثّمن ولا يَعرِف معنى لكَلِمَةِ الاستِسلَام وسيواصِل التَسدِيدَ على السلّة حتى لو لم يكن موفقًا حتى يَنجَح في التَسجيل.
سيتّجه براينت نحو إنتاج الأفلام الوثائقية بعد الاعتزال
أمّا جوردان فكَان أفضل في مُجاراة الوَضع القائِم وأفضل في التّأقلم والاستِماع إلى جَسَدِه -أي إذا كان يشعُر بالإرهاق أو الأوجاع- وإذا كانت تسديداتُه لا تَجِد طَرِيقَهَا إلى السلَّة يَنتَقِل للتركِيز على الناحِية الدِفاعيِّة أو تَمرِيرِ الكُرات الحاسِمَة لزُمَلائِه، وإذا شَعَرَ أنَّه موفق في التسديد مِن خارِجِ القَوس فَسَيَدك سلَّة الخَصم بالثُّلاثيِّات حتى الثانية الأخيرة. مُيُول "مايكل" كانت الاختِراق بين المُدافعين بقوّة وصَلَابة فيما يُحَاوِل كوبي براينت في أغلب الأحيان الاحتكام إلى السَلاسة من أجل التَّوغل بين تكتُّل لاعبي فَريقِ الخَصم.
تأثّر كوبي براينت بشخصيّة والدِه الّذي نَشَأَ إلى جانِبِه في إيطاليا حيثُ كانَ الأبُ لاعِبًا ومُدرِّبًا، فاكتَسَبَ كوبي براينت اللغتين الإيطاليّة والإسبانيّة إلى جانِب الإنجليزية، بينما نَشأ "جوردان" في الولايات المتحدة وهو الأمر الذي ساعدَه على الاندماج سريعًا مع اللاعبين.
وكما الحال في خلافة "براينت لجوردان"، فإنه مُنذ بِدء تراجع أداء كوبي براينت دَخَلَ بشكلٍ قويٍّ إلى الساحة "الملك- ليبرون جيمس" مُنذُ العام 2011 في حين أنَّ السّاحةَ اليَوم هي للَّاعبِ الصَغير السنّ ستيفن كوري نَجم فريق "جولدن ستيت" والّذي منَ المُتوقَّع أن يتربَّع لفترةٍ طويلة على عَرشِ أفضل الّلاعبين في دوري المُحتَرِفين بمُعدّل يَتَجاوز الـ30 نُقطةً في المُباراة الواحدة.
هديّة غريبة - وخيار مفاجئ
نَجمُ كُرةِ السلَّة تلقّى هديّة غريبة جدًّا تكريمًا لمَجهوداتِه في المَلاعب وبِمُناسَبَةِ قُرب وداعِه للُّعبة وعُشَّاقِها في حزيران/يونيو المُقبل. حَديقةُ أتالانتا للحيوانات تَبنّت فِكرة نادي "أتالانتا هوكس"، الذي اقترحَ أن يُطلَقَ اسم "براينت" على الأفعى الشهيرة بـ "مامبا السوداء" المُتواجدة بالحديقة، وهو ما لم يَحصُل مع غَيره من النجوم.
براينت وبَعدَ اعتزالِه للُّعبة نهايةَ الموسم الحاليّ أكّد أنّه سيَتّجه نحو صِناعة الأفلام القَصيرة والأفلام الوثائقية، على غِرار الفيلم الذي أصدَرَه مؤخرًا تَحت عُنوان "كوبي براينت ميوز" أي "كوبي براينت القدوة".
اقرأ/ي أيضًا:
نهاية أسطورة.. كوبي براينت يترجل
10 حقائق صادمة في NBA