في أواخر عام 2022، وتحديدًا في كأس العالم التي أقيمت بقطر، واجه المنتخب المغربي نظيره البلجيكي، في لقاء أراد به أسود الأطلس تحقيق نتيجة إيجابيّة تقرّبهم من حلم تخطّي دور المجموعات.
أحد نجوم هذه المباراة هو رومان سايس لاعب المنتخب المغربي وقلب دفاعه، حيث نفّذ زميله عبد الحميد صابيري ركلة ثابتة، وساهم سايس في إكمالها تجاه شباك الحارس البلجيكي كورتوا، ليسجّل الهدف الأوّل في المباراة التي انتهت بفوز أسود الأطلس 2-0.
احتفل الجميع بالهدف الذي اعتُقد أنّه من تسجيل عبد الحميد صابيري، ولم يخبرهم رومان سايس لاعب المنتخب المغربي أنه كان آخر من لمس الكرة، لكن بعد ذلك قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم احتساب هدف المغرب مسجلًا بواسطة رومان سايس.
كانت هذه المباراة بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، واليوم التالي كان يصادف عيد ميلاد عبد الحميد صابيري، لينشر رومان سايس على صفحته في أنستغرام تهنئته لزميله في المنتخب المغربي بمناسبة عيد ميلاده، فأهداف الهدف الذي سجّله في شباك بلجيكا، مطالبًا الفيفا باحتساب زميله صابيري كمسجّل للهدف.
من أجل ذلك استحق رومان ساسي لاعب المنتخب المغربي بجدارة أن يحمل شارة القيادة، فتصوّروا أن قلب دفاع المنتخب المغربي، سجّل هدفه الوحيد في كأس العالم، وبشباك حارس من أفضل حرّاس المرمى في العالم وهو تيبو كورتوا، ومع ذلك أثبت أن هذه الأمجاد الفردية لا تعنيه شيئًا، وأن روح الجماعة هي من بإمكانها تحقيق الفارق في بطولة كبرى ككأس العالم.
في بطولة كأس العالم نفسها، وباليوم ذاته الذي كان فيه عيد ميلاد عبد الحميد صابيري، لعبت البرتغال أمام الأوروغواي في مرحلة المجموعات، وحصلت حالة جدلية تكلمت عنها وسائل الإعلام كثيرًا، برونو فيرنانديز يرسل كرة مرفوعة يكملها كريستيانو رونالدو برأسه نحو الشباك، هدفٌ للبرتغال ولا شيء للأوروغواي.
المشكلة ظهرت حينما بيّنت الإعادة التلفزيونية أن كريستيانو رونالدو لم يلمس الكرة برأسه، فاحتُسب الهدف لصالح برونو فيرنانديز، فكانت ردّة الفعل غير متوقعة من أنصار اللاعب رونالدو، مدّعين أن الكرة لامست شعر رأسه، وأنه الأحق بتسجيل الهدف باسمه.
كريستيانو رونالدو سجّل في مسيرته مئات الأهداف، وسجّل بالبطولات الكبرى مثل اليورو وكأس العالم ودوري الأبطال العشرات، لكنّ رومان سايس يمثّل هدفه في بلجيكا الهدف الوحيد في مسيرته الكروية بكأس العالم، ومع ذلك، تخلّى عن هذا المجد من أجل زميله في الفريق، وهذا يختصر عقلية رومان سايس لاعب المنتخب المغربي، وشخصيته القيادية.
الحياة الشخصية لرومان سايس لاعب المنتخب المغربي
في 6 آذار/مارس عام 1990، وتحديدًا بمنطقة أوفيرن القريبة من ليون بفرنسا، رُزق المغربي القادم من ورزازات رضوان سايس بولد من زوجته الفرنسية، وأصبح اسم الطفل رومان سايس.
رضوان سايس وعائلته كانوا شغوفين بكرة القدم، حيث لعب رضوان كرة القدم ولكن في درجات متدنية من الدوري الفرنسي، وكحال العديد من المغاربة في فرنسا، كانوا من عشّاق نادي مارسيليا، ولمحت العائلة موهبة ابنها رومان، فالتحق منذ صغره بالمدارس الكروية المتواجدة في بلدته.
مسيرة رومان سايس لاعب المنتخب المغربي مع الأندية
ظهرت موهبة رومان سايس في مركز قلب الدفاع، وأوّل عقد احترافي له كان في نادي كليرمون فوت الفرنسي في عام 2011، وقتها كان النادي ينشط في الدرجة الثانية، وبعد موسمين مع كليرمون فوت، انتقل إلى لوهافر في عام 2013، أيضًا كان لوهافر يلعب بدوري الدرجة الثانية الفرنسية.
بعد ذلك بموسمين، وتحديدًا في موسم 2015-2016، خطف أنجيه الفرنسي النشط في الدرجة الأولى رومان سايس من لوهافر، فلعب موسمًا واحدًا خاض فيه 41 مباراة بمختلف المسابقات، كما سجّل هدفين، ليتم اختياره أفضل لاعب في الفريق.
تألّق رومان سايس في الدوري الفرنسي جذب أنظار العديد من الأندية في العالم، فنجح وولفرهامبتون في الظفر بتوقيعه صيف عام 2016، وقتها كان النادي الإنجليزي يلعب في الدرجة الأولى، وهو المستوى الثاني بعد الدوري الممتاز.
رومان سايس قدّم مستويات رائعة مع الوولفز لموسمين متتاليتين، وفي الموسم الثالث صعد وولفرهامبتون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، ليفرض النجم المغربي نفسه كأحد أبرز المدافعين في البريميرليغ، ويسطع نجمه أكثر فأكثر.
قضى رومان سايس ستّ مواسم مع وولفرهامبتون، وأصبح خلالها قائدًا للفريق الذي تألّق بالدوري الإنجليزي الممتاز، وفي عام 2022 وضع حدًّا لمسيرته مع الوولفز، وأراد خوض تجربة جديدة في الدوري التركي، ومع أحد عمالقة إسطنبول الثلاثة، وتحديدًا نادي بيشيكتاش.
هناك عانى قليلًا رومان من الإصابة، وفقد مركزه كأساسي في أكثر مباريات الفريق، لكنّه أثبت حضوره وجدارته بقوّة حينما كان يلعب أساسيًا، خصوصًا أنه سجّل هدف الانتصار في لقاءات حاسمة للفريق التركي.
في عام 2023 أراد رومان سايس خوض تجربة مختلفة، والاتجاه إلى الملاعب العربية لأول مرة في مسيرته على صعيد الأندية، فرحل إلى السدّ القطري، ليطلبه نادي الشباب السعودي بعد أسابيع، وذلك على سبيل الإعارة، حيث يخوض سايس لاعب المنتخب المغربي تجربة احترافية مميزة، في مسابقة أصبحت تعجّ بالنجوم.
الأندية التي لعب معها رومان سايس
- كليرمون فوت، الدرجة الثانية الفرنسية
- لوهافر، الدرجة الثانية الفرنسية
- آنجيه، الدرجة الأولى الفرنسية
- وولفرهامبتون، الدرجة الأولى والدوري الممتاز في إنجلترا
- بيشيكتاش، الدوري التركي
- السد القطري
- الشباب السعودي
رومان سايس مع المنتخب المغربي
شارك رومان سايس مع المنتخب المغربي لأول مرة عام 2012، رويدًا رويدًا أصبح أساسيًا مع أسود الأطلس، إلى أن تسلّم شارة القيادة عام 2019، ويعتبر من ركائز المنتخب المغربي، والذي قاده لتحقيق أفضل إنجاز في تاريخه وتاريخ الكرة العربية والأفريقية في كأس العالم، حينما وصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، وهو أوّل منتخب عربي وأفريقي يفعل ذلك.
رومان سايس لعب مع المنتخب المغربي 82 مباراة، سجّل خلالها ثلاثة أهداف، وصنع هدفًا واحدًا، وتوزّعت المباريات التي لعبها منذ ما يقارب 12 عامًا على 27 لقاء ودي، و17 في تصفيات كأس أمم أفريقيا، و14 في تصفيات كأس العالم، و16 في نهائيات كأس أمم أفريقيا، و8 في نهائيات كأس العالم.
جدول يلخص مشاركات رومان سايس مع المنتخب المغربي
البطولة |
عدد المباريات |
عدد دقائق اللعب |
كأس العالم |
8 |
648 |
تصفيات كأس العالم |
14 |
1260 |
كأس أمم أفريقيا |
16 |
1391 |
تصفيات كأس أمم أفريقيا |
17 |
1432 |
مباريات ودية |
27 |
2066 |
المجموع |
82 |
6797 |
من خلال قراءتنا للسيرة الذاتية لرومان سايس، يتبيّن لنا أنه استحقّ لقب القائد للمنتخب المغربي، وهو خير ناقل لتعليمات المدرّب وليد الركراكي، لما يملكه من خبرة كبيرة في أعتى الدوريات الكبرى، ناهيك عن مستواه الثابت، كقلب دفاع المنتخب المغربي، والروح العالية التي يتميّز بها، ويبثّها في زملاءه.
رومان سايس له شخصيتين مختلفتين، واحدة في أرض الملعب، تراه مدافعًا شرسًا يقاتل حتى الدقائق الأخيرة، وأخرى خارج الملعب، فهو الإنسان المتواضع الذي لا يأبه كثيرًا بصيحات الموضة أو التصريحات النارية، لذلك يعتبر قدوة للكثير من اللاعبين، وبمثابة مدرسة يتعلّم منها الأطفال كيف يصبحون قادة في المستقبل.