يخلط كثيرون بين مخترع الإنترنت وشبكة الويب العالمية، في حين أن هناك فرقًا بين المصطلحين، بالرغم من شيوع المصطلح الأول في الاستخدام عالميًا. ويوصف الإنترنت، بأنه طريقة تواصل الحواسب الآلية مع بعضها، بهدف مشاركة المعلومات، فيما يعتبر الأول من يناير عام 1983، بمثابة الميلاد الرسمي للإنترنت.
أما بالنسبة إلى تعريف شبكة الويب، أو كما تعرف بـ "الشبكة العنكبوتية العالمية"، فهي جميع المواقع والصفحات العامة "www أو w3" التي يمكن الوصول إليها باستخدام أجهزة الحواسيب والأجهزة الأخرى. وتوجد العديد من الأبحاث التكنولوجية التي بدأت فعلًا بالظهور في أواخر ستينيات القرن الماضي، وتضمنت نماذج أولية لشكل الإنترنت.
الحديث عن مخترع الإنترنت، يلزم منا ذكر العديد من الأسماء التي ساهمت بشكل ما في اختراع الإنترنت
من هو مخترع الإنترنت بالتحديد؟
يعود ظهور الإنترنت إلى 1 يناير/كانون الثاني عام 1983، حيث توصل باحثون إلى القدرة على تجميع "شبكة الشبكات" التي تحولت إلى ما يعرف اليوم بالإنترنت، بينما لا يمكن تحديد مخترع الإنترنت ونسب ذلك لشخص واحد، فقد كان نتاج مجهودات وأبحاث العديد من المبرمجين والعلماء والمهندسين عبر العقود الماضية، ليصل إلى الشكل الذي نستخدمه اليوم. ومع بروز اختراع شبكة الإنترنت (الويب) العالمية، من قبل مهندس وعالم الحاسوب، تيم بيرنرز لي، اتخذ الإنترنت شكلًا أكثر وضوحًا من قبل.
وقد يبدو أن الإنترنت وليد تاريخ حديث، لكن سبق تاريخ 1983 العديد من التجارب والتوقعات، لإنشاء نظام لاسلكي عالمي الذي صممه نيكولا تسلا، أو أنظمة تخزين ميكانيكية التي عمل عليها مخترعون مثل فانيفار بوش، وهو مخترع كمبيوتر "المحلل التفاضلي".
في المقابل، تنبأ البعض باختراع الإنترنت في ثلاثينيات القرن الماضي، ولعل أبرز الشخصيات المثيرة للاهتمام، بول أوتليه، وهو مؤلف ورجل أعمال بلجيكي، حيث تنبأ باختراع الإنترنت، كما كان لديه عدة اقتراحات، منها الجمع بين الاتصال الهاتفي وشاشة التلفاز. وعلى مر السنوات الماضية، ازداد الاهتمام بالإنترنت إلى درجة باتت فيها مختلف المعارف، يتم مشاركتها على مواقع الويب التي يتم الوصول إليها عبر الإنترنت.
إن الحديث عن مخترع الإنترنت، يلزم منا ذكر العديد من الأسماء التي ساهمت بشكل ما في اختراع الإنترنت، وذلك عبر أبحاث وتقنيات، استخدمها العديد من العلماء والمهندسين وغيرهم. لكن أبرز الأسماء التي لها دور في اختراع الإنترنت، يمكن ذكرها وفق ما يلي:
-
المخترع ومهندس الشبكات بول باران
يعد بول باران وهو مهندس شبكات أمريكي ومخترع من أصول بولندية، بين المخترعين الأساسيين ممن ساهموا في اختراع الإنترنت، ومن اقتراحاته في ستينيات القرن الماضي، إنشاء شبكة اتصالات بدون الاعتماد على نقطة مركزية، بحيث إذا تعطلت إحدى النقاط تبقى البقية تعمل، وعمل في وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية "داربا".
-
عالم الحاسوب والمهندس لورانس روبرتس
يأتي بعد ذلك اسم لورانس روبرتس عند التساؤل حول هوية مخترع الإنترنت، وهو عالم ومهندس حاسوب كما يعتبر رائد أعمال، حيث له دور أساسي في تطور الشبكات الحاسوبية. وعمل بالتعاون مع بول باران على إنشاء شبكة "أربا نت" وهي اختصار لـ شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة، وتمثّل بداية ظهور شبكة الإنترنت التي نعرفها اليوم.
-
المهندس وعالم الحاسوب ليونارد كلينروك
وينضم إلى الشخصيتين السابقتين أيضًا، أستاذ علم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا والمهندس، ليونارد كلينروك، حيث له دور في إنشاء شبكة موزعة بالتعاون مع لورانس روبرتس. وعرف عن ليونارد، دوره الكبير في تطوير شبكة "أربا نت" خصوصًا في الجانب النظري.
-
المهندسان فينت سيرف وبوب خان
ويعتبر كل من المهندس ورائد الأعمال، فينت سيرف، وعالم الحاسوب، بوب خان، ممن ساهموا بدور رئيسي في اختراع الإنترنت. من خلال تطوير بروتوكولات شبكة "أربا نت" حيث عرف عنهما اختراع بروتوكولات التحكم في الإرسال والإنترنت، المعروف اختصارًا بـ "TCP/IP".
-
عالما الحواسيب بول موكابتريس وجون بوستل
أيضًا من بين الأسماء التي يجب ذكرها عند الحديث عن مخترع الإنترنت، كل من جون بوستل، وهو عالم حواسيب، وبول موكابتريس وهو أيضًا عالم حواسيب ومخترع. ويعود للاثنين الفضل في اختراع الـ "DNS" حيث ساهما في إدخال نظام أسماء النطاقات، خاصًة مع انتشار استخدام أجهزة الحواسيب على الشبكة وصعوبة تتبع جميع العناوين.
-
المهندس وعالم الحاسوب تيم بيرنرز لي
يعتبر عالم الحواسيب والمهندس، تيم بيرنرز لي، أحد أهم الشخصيات عند الحديث عن مخترع الإنترنت، حيث اخترع الويب أو ما يعرف بـ "الشبكة العنكبوتية العالمية" وبالإنجليزية: "World Wide Web" وذلك في عام 1989.
ويمكن ملاحظة أن الأحرف الأولى من أي موقع يبدأ بـ "www" وهي اختصار الويب. وجاء بفكرة اختراع نظام الويب، بهدف إيجاد حلول ناجعة لضخامة الشبكة، وبالتالي يجب أن يوجد نظام يستخدم البحث لإيجاد المعلومات المطلوبة.
أين تم اختراع الإنترنت؟
لم يكن الوصول إلى اختراع الإنترنت الذي نعرفه اليوم سهلًا للغاية، بل سبقه سنوات من الأبحاث والمشاريع، قادها نخبة من علماء الحاسوب والمهندسين، وذلك ضمن مشاريع تكنولوجية متقدمة في الولايات المتحدة الأمريكية. وتعتبر الولايات المتحدة، أول بلد ينتشر فيها استخدام الإنترنت، مع التطوير الذي لحق بمشاريع الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. وقد ساهم تطوير شبكات اتصال بين عدة حواسيب، من ثم تحديد أسماء النطاقات، وبعدها تسهيل عمليات البحث عبر شبكة الويب، إلى بروز الإنترنت بشكله الحالي.
لا يقتصر البحث عن من هو مخترع الإنترنت على المذكور أسماؤهم، فهناك العديد من المبرمجين ممن ساهموا بشكل رئيسي في تطوير الإنترنت ولم يُذكروا، وبالتالي فإن مصطلح "مخترع الإنترنت" يشملهم جميعًا. ولمن يتساءل، من أين نحصل على الإنترنت؟ فالإجابة: إن الإنترنت شبكة غير مركزية، يصل إليها المستخدمون عبر متصفحات الويب، بينما يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت، حاجز الـ 2 مليار شخص في العالم.
فوائد اختراع الإنترنت على البشرية
يمكن تخيّل المشكلات الناجمة إن اختفى الإنترنت من حياتنا اليوم، لذلك لا يمكن حصر فوائد اختراع الإنترنت، لكن من أبرزها:
- يساهم الإنترنت في توفير وصول أفضل للمعلومات والرعاية الصحية، خاصة أنه جعل العالم عبارة عن "قرية صغيرة" فعلًا.
- يسهّل إمكانية تواصل الأصدقاء وأفراد العائلة بعضهم مع بعض، كما يساعد في التعرف على أشخاص والتواصل مع شركات ومنظمات في الطرف الثاني من الكرة الأرضية وخلال ثوانٍ.
- يحسّن الإنترنت من فرص التعلم والتعليم بالنسبة للمدارس والأكاديميات والجامعات ومعاهد الأبحاث وغيرها.
- يسهّل الوصول إلى الخدمات الحكومية إضافة للقيام بالواجبات المدنية المنوطة بمواطني كل دولة، دون الاضطرار للحضور الفعلي.
- يسحّن استخدام الإنترنت من أوضاع الأفراد الاقتصادية، بل بات هناك ملايين الأشخاص يعملون من المنزل بالاعتماد على الإنترنت.
- يسهم الإنترنت في خلق عالم أفضل من حيث إطلاق حملات التضامن وتسليط الضوء على الحروب والكوارث وغيرها بهدف مد يد العون للشعوب الأخرى.
كما بات للإنترنت العديد من الفوائد الأخرى، والتي تدخل في ميادين مثل الصحة والتعليم والثقافة والترفيه والعسكرة وغيرها الكثير.
ومن الجدير بالذكر أن مسألة البحث عن مخترع الإنترنت، تستدعي إلى حد كبير ملاحقة التطورات التي لحقت بمجالات عديدة، مثل تطور اختراع الحواسيب أو الهواتف أو الكهرباء من قبل، والتي مرت عبر السنوات بعدة تطويرات، ساهم فيها علماء كثر خلّدت أعمالهم إلى يومنا هذا.