ضمنت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف الفوز بإحدى ميداليات أولمبياد باريس 2024، بعدما تخطت منافستها المجرية أنا لوكا هاموري بالنقاط في ربع النهائي، لتبلغ الدور نصف النهائي من مسابقة الملاكمة للسيدات عن وزن 66 كيلو غرام.
بذلك أصبحت إيمان خليف أول جزائرية في تاريخ الألعاب الأولمبية، تظفر بإحدى الميداليات، وهي مرشحة قوية للوصول للمباراة النهائية، ومن ثم التتويج بالميدالية الذهبية.
تعرضت إيمان خليف لضغوطات هائلة، وواجهت أساليب جبانة من منافساتها، في ظروف كانت كفيلة بتحطيم معنويات أي رياضي مهما بلغت خبرته، لكن إيمان صمدت ببسالة أمام كل هذه الظروف، وأسكتت أفواه المنتقدين حينما تفوّقت في أرض الميدان.
الملاكمة الجزائرية تلقت اتهامات من المنافسين وبعض وسائل الإعلام تتعلق بماهيتها الجنسية، وعلى الرغم من تأكيد اللجنة الأولمبية أكثر من مرة أنها ولدت فتاة وتلعب كفتاة، وليست كما يدعيه البعض على أنها ذكر تحوّل إلى أنثى.
تصريح ايمان خليف مع قناة Bein Sports 🥊🇩🇿#Boxing#ImaneKhelif #IstandWithImaneKhelif #إيمان_خليف pic.twitter.com/H7nVWyIFKX
— محمد (@BenaliaMohamed) August 3, 2024
لكن الأمور تعقدت أكثر من أي وقت مضى، بعد انسحاب منافستها الإيطالية في دور الستة عشر، وقتها أرادت الإيطالية تبرير هزيمتها بأن من تواجهها ليست لاعبة ملاكمة، وشككت بأنوثة إيمان خليف، لتدخل رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إن "النزال لم يكن عادلا" ملمحة إلى أن الملاكمة الجزائرية لم تكن امرأة.
أصبح موضوع أنوثة الملاكمة الجزائرية من عدمه محط جدل عالمي عام، ووصل الأمر إلى تناول الموضوع من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك، كلّهم شككوا بأنوثة الملاكمة إيمان خليف، وتضامنوا مع الإيطالية.
أصبحت إيمان خليف أول جزائرية في تاريخ الألعاب الأولمبية تظفر بإحدى الميداليات في الملاكمة، وهي مرشحة قوية للتتويج بالميدالية الذهبية.
وزادت المنافسة المقبلة في دور الثمانية الأزمة، حينما نشرت الملاكمة المجرية آنا لوكا هاموري قبل مواجهتها لإيمان خليف بأيام، صورة مثيرة للجدل على صفحتها في أنستغرام، وتحوي تصميمًا فيه الملاكمة المجرية من جهة، ومن جهة أخرى وحش مفترس، بحالة شبيهة بشخصية الحسناء والوحش الكرتونية، في إشارة منها إلى أنها لن تنافس في الدور ربع النهائي خصمًا مكافئًا لها.
وزاد من وقع الضغوطات التي تتعرض لها خليف اتباع اتحاد الملاكمة إجراء غير مسبوق، تمثل بمنح الإيطالية التي انسحبت أمامها مكافأة مالية تعادل الفوز بميدالية ذهبية أولمبية.
كل ذلك التمييز والابتعاد عن الروح الرياضية أخرج اللجنة الأولمبية عن صمتها، فقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ في مؤتمر صحفي السبت متحدثًا عن أهلية الملاكمة الجزائرية: "سبق أن أجرينا الفحوصات المطلوبة لتأكيد هذا الأمر ولا داعي للتشكيك فيه، لن نكون طرفًا في أي صراع سياسي يصل إلى حرب ثقافية".
وزاد رئيس اللجنة الأولمبية: "لن نشارك في هذه الحرب السياسية والعرقية التي صنعتموها بهذه الإشاعات، اسمحوا لي أن أقول إن ما حدث خلال آخر 48 ساعة في مواقع التواصل الاجتماعي، والكراهية التي تلقتها الجزائرية غذّته هذه الأجندة غير مقبولة على الإطلاق".
مع كل هذه الضغوطات كان على إيمان خليف مواجهة منافستها المجرية في ربع نهائي الملاكمة لوزن 66 كيلو غرامًا، النجمة الجزائرية قدّمت أفضل ما عندها، واستحقت الفوز، لتهدي بلادها التواجد في نصف النهائي، وتضمن التتويج بميدالية أولمبية هي الأولى للجزائر عن طريق الملاكمة للسيدات في تاريخ الألعاب الأولمبية.
بعد فوز إيمان خليف المستحق على منافستها المجرية، بدا عليها التأثر الشديد، كونها حققت الانتصار بعد ضغوطات هائلة، وفي أول تصريح تلفزيوني لها عقب الفوز ظهرت عليها دموع الفرح، وقالت إن هذه الميدالية التي ضمنتها تعتبر قضية كرامة وشرف بالنسبة لها، ولكل نساء العالم.