بعد حملة واسعة لحقوقيين ونشطاء وطلاب، أعلنت جامعة هارفارد الأمريكية تراجعها عن قرار سابق يقضي بحرمان الرئيس السابق لمنظمة هيومان رايتس ووتش، كينيث روث، من الزمالة بسبب انتقاداته العديدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وممارستها ضد الشعب الفلسطيني.
كان دوغلاس إلمندروف، عميد كلية كينيدي قد أخبر أساتذة في الكلية أنه رفض منح الزمالة لروث بسبب ما وصفه بـ "تحيز هيومان رايتس ووتش ضد إسرائيل"، وذلك بعد أن كان روث قد اتفق مع مركز كار لسياسات حقوق الإنسان في الكلية على شروط الزمالة.
قال روث إن قرار منع الزمالة كان مدفوعًا بالخوف من أصحاب رؤوس الأموال المتبرعين للكلية والمؤيدين لدولة الاحتلال.
القرار وقتها لقي ترحيبًا وتحريضًا كبيرين من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اتهمت روث بمعاداة السامية والترويج لخطاب كراهية لليهود.
في حين أنه أثار بالمقابل انتقادات واسعة من طلاب ونشطاء وحقوقيين، إذ وقع أكثر من 1000 طالب من طلاب الجامعة وأساتذتها عريضة ضد القرار، كما انتقده اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، فيما قال روث إن القرار اتخذ لتجنب إغضاب المتبرعين الأثرياء للكلية والذين يدعمون دولة الاحتلال الإسرائيلي.
موجة الانتقادات دفعت إلمندروف للتراجع عن قراره، إذ وصفه في رسالة أرسلها إلى الموظفين بأنه "خطأ"، وأكد في الرسالة أن الكلية ستعيد عرض الزمالة على روث وأن المشاورات التي عقدها مع أعضاء هيئة التدريس في الكلية بينت أن "قراري لم يكن الأفضل".
روث أبدى قلقه من تراجع الحريات الأكاديمية وانتقد معاقبة الكثيرين في الجامعات الغربية بسبب انتقاد ممارسات الاحتلال.
إلمندروف شدد أيضًا على أن قراره السابق لم يكن متأثرًا بمانحي التبرعات و"لم يُتخذ للحد من النقاش في الكلية حول أوضاع حقوق الإنسان في أي بلد"، وأضاف أن دافعه كان "تقييمه لما يمكن أن يضيفه روث إلى الكلية".
من ناحيته، علق روث على تراجع إلمندروف عن القرار بإبداء قلقه على الحريات الأكاديمية، وأضاف أن "مشكلة معاقبة أشخاص بسبب انتقادهم لإسرائيل ليس محصورًا عليّ، كما أن معظم الأساتذة والطلاب ليست لديهم الإمكانيات اللازمة لحشد اهتمام الرأي العام" في مثل هذه الحالات.