خشونة الركبة تحدث نتيجة احتكاك عظام مفصل الركبة بعضها ببعض مما يُسبب التورم، والألم و التصلّب في الركبة. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج لخشونة الركبة، لكن هنالك بعض الأغذية أو السلوكات التي من شأنها أن تخفف من الأعراض، وتُبطئ تفاقم الألم. وقد انتشرت العديد من الأحاديث حول ما إذا كانت الكوارع مفيدة لخشونة الركبة أم لا. والكوارع هي أرجل الأبقار والخرفان. يتناولها الناس كوجبة، أو يحضرون الحساء منها. ومن المثير للاهتمام أنّ الناس كانوا يُحضّرون مرق العظام بما فيها الكوارع منذ بداية البشرية، حيث يعتقد علماء الأنثروبولوجيا أن الناس شربوا السائل المملوء بالعظام وأجزاء الحيوانات الأخرى خلال عصور ما قبل التاريخ. وفي هذا المقال سنوضح ما إذا كان للكوارع فوائد خاصة بخشونة الركبة، وعدد المرات التي يُنصح بتناولها.
هل الكوارع مفيدة لخشونة الركبة؟
في الحقيقة لا توجد دراسات أو أدلة علمية تُثبت ما إذا كانت الكوارع بالتحديد مفيدةً لخشونة الركبة. ولكنّ مرق العظام والذي قد تُستخدم الكوارع في تحضيره له فوائد ترتبط بصحة المفاصل والعظام بشكل عام، ونوضح فوائدها فيما يأتي:
يمكن تناول الكوارع كوجبةٍ مرةً في الأسبوع، أو يمكن تناول حساء الكوارع بمقدار كوبٍ واحدٍ (237 مل) يوميًا
-
دعم صحة المفاصل
تحتوي العظام، والأوتار، والأربطة بما فيها الكوارع على الكولاجين، وهو البروتين الرئيسي الموجود فيها. وفي أثناء طهي مرق العظام، يتحلل هذا الكولاجين الموجود في العظام، والأنسجة الضامة ويتحول إلى بروتين آخر يسمى الجيلاتين. يحتوي الجيلاتين على أحماضٍ أمينيةٍ مهمّة تدعم صحة المفاصل، وتشمل هذه الأحماض؛ البرولين (Proline) والجلايسين (Glycine). حيث يستخدمها الجسم لبناء النسيج الضام؛ النسيج الضام هو المكون الرئيسي للأوتار، التي تربط العضلات بالعظام، والأربطة، التي تربط العظام بعضها ببعض.
-
تقليل الإصابة بالتهاب المفاصل
يمكن أن يساعد تناول مرق العظام بما فيها الكوارع، على تقليل احتمال التعرض لالتهاب المفاصل، بما في ذلك التهاب مفاصل الركبة؛ حيث تساهم الأحماض الأمينية الموجودة في مرق العظام على مقاومة المركبات المسببة للالتهاب في الجسم.
-
تقليل الضغط على الركبة من خلال المساعدة على خسارة الوزن
تؤدي السمنة إلى حدوث مجموعة من المشاكل الصحية منها التهاب المفاصل، الذي يؤدي إلى تآكلها مثل؛ الركبة. بالإضافة إلى ذلك فإن الوزن الزائد يزيد من الضغط على الركبة والمفاصل التي هي بالأصل تحمل وزن الجسم، حيث إنّ الجهد على كل ركبة يبلغ ضعفين إلى ثلاثة أضعاف وزن الجسم عند صعود ونزول الدرج، وأربعة إلى خمسة أضعاف وزن الجسم عندما جلوس القرفصاء لربط رباط الحذاء، أو رفع جسم عن الأرض.
ولأن مرق العظام والكوارع، هي مصدرٌ غنيٌ بالبروتين، بالتالي فإنها تعتبر من الأغذية التي تعزز الشبع، وتكبح الشهية والنهم في تناول الطعام. بالتالي تساهم في تقليل كمية الطعام المتناولة خلال اليوم، وتساعد على خسارة الوزن. وذلك بالتأكيد عند الالتزام بنظام غذائي متكامل بهدف إنقاص الوزن.
كم مرة ينصح بتناول الكوارع؟ وما فوائدها الأخرى؟
يمكن تناول الكوارع كوجبةٍ مرةً في الأسبوع، أو يمكن تناول حساء الكوارع بمقدار كوبٍ واحدٍ (237 مل) يوميًا. كما أن لمرق الكوارع العديد من الفوائد الأخرى للصحة بشكلٍ عام، نذكرها فيما يأتي:
- منح الجسم العديد من العناصر الغذائية: عظام الحيوانات ومنها الكوارع، هي مصدرٌ غنيٌ بالمعادن مثل: الكالسيوم، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والحديد، والزنك، والسيلينيوم، بالإضافة إلى بعض الفيتامينات مثل؛ فيتامين أ، وفيتامين ك. وتعرُّض العظام للغليان يساعد على تحلل العناصر المفيدة الموجودة فيها إلى الماء، مما يسهّل امتصاصها في الجسم.
- تعزيز صحة الجهاز الهضمي: يحتوي الجيلاتين الموجودة في الكوارع والعظام على حمض أميني يسمى حمض الجلوتاميك (Glutamic acid)، الذي يتحول إلى الجلوتامين (Glutamine) في الجسم، ويساهم في الحفاظ على صحة جدار الأمعاء، وتقليل خطر الإصابة بحالة تسرّب الأمعاء؛ التي يحدث فيها تسرُّب المواد من الأمعاء إلى مجرى الدم، وهي أحد أعراض للعديد من أمراض الجهاز الهضمي المزمنة.
كما أشارت دراسةٌ أجريت على الحيوانات إلى أنّ الأحماض الأمينية الموجودة في مرق العظام لها خصائص مضادة للالتهابات، مما قد يقلّل من تلف الأمعاء الناجم عن الإصابة بالتهاب القولون التقرحي. - تحسين القدرة على النوم: يمكن أن يساعد الحمض الأميني الجلايسين الموجود في مرق العظام على الاسترخاء، فقد تبين في إحدى الأبحاث فعالية الجلايسين في تحسين القدرة على النوم لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق. ولوحظ أن الجلايسين قد ساعد في الحصول على نومٍ أعمق، وقلّل من الشعور بالنعاس خلال النهار، كما حسّن من صحة الدماغ والذاكرة.
- تزويد الجسم بالسوائل: يشكل الماء 70% من وزن الجسم، ويؤثر على كل وظائف الجسم تقريبًا. ويعدّ حساء الكوارع من الأغذية المفيدة في تزويد الجسم بالسوائل.
كيفية تحضير حساء الكوارع
حساء الكوارع من الوجبات قليلة المكونات، سهلة التحضير وذلك كما يلي:
المكونات:
- كيلو أو اثنان من الكوارع.
- كوب من الجزر المقطع.
- ربع كوب من عصير الليمون.
- كوب من الطماطم المقطعة.
- 3 أوراق غار.
- كوب بصل مقطّع.
- 4 حبات من الهيل.
- ملعقة صغيرة من الفلفل الأسود.
- ملعقة كبيرة من الكزبرة.
طريقة التحضير:
- تُنظّف الكوارع جيدًا، ثم توضع في قدر من الماء المغلي على نارٍ متوسطة، ويُضاف إليها القليل من عصير الليمون، وتُترك حتى تغلي لمدة 5 دقائق.
- تُرفع الكوارع من الماء وتوضع جانبًا.
- في قدرٍ آخر يوضع الماء على نارٍ متوسطة ويُضاف إليه؛ ورق الغار، الهيل، الفلفل الأسود، البصل، الطماطم، الجزر والكزبرة.
- عند غليان المكونات، تُضاف إليها الكوارع، ثم يُغطّى القدر، ويُترك على نارٍ هادئة مدة 90 دقيقة حتى تنضج الكوارع. ثم تُقدم للأكل.
هل هناك أضرار لتناول الكوارع؟
بالرغم من وجود فوائد متعددة للكوارع ومرق العظام، إلاّ أن هنالك بعض الأضرار الجانبية المحتملة، والتي نذكرها فيما يأتي:
- احتمالية التلوث الجرثومي: يمكن أن يؤدي تحضير وتخزين مرق العظام بطرق غير مناسبة، وغير صحية إلى نمو البكتيريا، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الغذاء. حيث إنّ الطريقة الصحيحة لتخزين مرق العظام هي بوضعها في علبة محكمة الإغلاق في الثلاجة لمدة 3-4 أيام فقط. أو وضعها في عُلب صغيرة في الفريزر وتذويب الوجبة قبل تناولها حسب الحاجة.
- احتمالية التلوث بالرصاص: تناوُل مرق العظام بكمياتٍ كبيرة قد يُسبب ضررًا على الصحة، وذلك بسبب محتواها العالي من عنصر الرصاص.
- حدوث ردود فعلٍ تحسسية: قد تحتوي وجبات مرق العظام الجاهزة على بعض المكونات المُسببة للحساسية مثل؛ منتجات الألبان، أو المحار. لذلك يجب قراءة ملصق المكونات قبل تناولها.
- التداخل مع فعالية بعض الأدوية: نتيجة احتواء مرق العظام على الأحماض الأمينية والمعادن؛ فإنها قد تتداخل مع فعالية بعض الأدوية، مثل؛ مميعات الدم.
تُعتبر الكوارع من الأغذية التي يفضلّها العديد من الأشخاص، وكما لوحظ أنها مليئة بالعناصر الغذائية المفيدة، ولها فوائد كثيرة للمفاصل، وخشونة الركبة. إضافةً إلى فوائدها للصحة بشكلٍ عام. بالتالي تُعتبر من الأطباق التي من الجيد إضافتها إلى النظام الغذائي بتناولها مرةً في الأسبوع. مع الحرص على اتباع نصائح وإرشادات الطبيب فيما يخص خشونة الركبة.
