ما هي فوائد بذور المشمش، وهل هي مثبتة وفعالة حقًا؟ تحتوي ثمرة المشمش في وسطها على بذرة صغيرة الحجم بنيّة اللون، مغلفة بقشرة قاسية، تتخذ شكل القلب، تُشبه اللوز إلى حد ما ولكن حجمها أصغر قليلًا. قد تُعرف باللوز الصيني. ويوجد أنواع مختلفة منها بمذاق مختلف. فمنها الحلو، والمر، والمتعادل. قد يستهلكها البعض كنوع من أنواع المكسرات وإن كان ذلك أمر غير شائع. بالإضافة إلى ذلك يُستخلص من هذه البذور زيت بذور المشمش الذي يُستخدم في تصنيع مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر. كما يُستخدم كبديل أرخص لزيت اللوز. ويُستخدم أيضًا مستخلص بذور المشمش في تصنيع بعض أنواع الأدوية لما تحتويه من أحماض تمتلك خصائص مضادة للأكسدة.
فوائد بذور المشمش المحتملة
قد توفر بذور المشمش عددًا من الفوائد الصحية، ولكن لا توجد أدلة كافية على فعاليتها، وما تزال بحاجة إلى إثبات لاعتبارها فوائد حقيقية وفعالة. ومن هذه الفوائد الآتي ذكره.
قد يكون لبذور المشمش فوائد محتملة في التحسين من بعض المشاكل الصحية، إلا أنها لم تُثبت علميًا بشكل كافٍ على البشر
-
الحفاظ على صحة البشرة
تحتوي بذور المشمش على فيتامين E وهو أحد مضادات الأكسدة المعروف بدوره في تحسين صحة الجلد. إذ يساعد على تقليل الإجهاد التأكسدي الذي تتعرض له البشرة والذي يؤدي إلى ظهور عدد من المشاكل مثل النمش، والتجاعيد والتصبغات. إضافة إلى ذلك يساعد فيتامين E الموجود في هذه البذور على ترطيب البشرة، وتحسين مرونتها، إلى جانب تحسين مظهرها ولونها. وانتشر في الآونة الأخيرة ادعاء بأن من فوائد بذور المشمش استخدامها كعلاج لحب الشباب. لكن وفقًا لأطباء الجلد فإنه ليس هناك تأثير مباشر، إنما محتوى هذه البذور من فيتامين E وبعض أنواع الأحماض الدهنية ومضادات الأكسدة التي تمتلك تأثيرًا مضادًا للالتهاب قد يُحسن من حالة حب الشباب لكن لا يعالجها بشكل كامل، إضافة إلى أنها لا تُعد كافية بحد ذاتها لحل هذه المشكلة.
-
الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب
تحتوي بذور المشمش على مركب يُعرف بحمض البانغاميك أو فيتامين ب15. وهو مركب يُعتقد أن له دورًا في الحفاظ على صحة القلب. وذلك من خلال خفضه لمستويات الكوليسترول في الدم، وخفض مستوى ضغط الدم. وكلاهما عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب بما فيها الجلطات، وتصلب الشرايين والنوبة القلبية. لكن تجدر الإشارة إلى أن الدراسات حول هذا المركب وتأثيره في أمراض القلب أجريت مخبريًا على الحيوانات وما تزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث حول هذا التأثير على البشر. كما يجدر التنويه إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام لتقليل فرص الإصابة بأمراض القلب.
-
تعزيز صحة المناعة
من فوائد بذور المشمش أيضًا أنها قد تمتلك بعض الخصائص التي تساعد على تعزيز صحة جهاز المناعة. وقد يعود ذلك لمحتواها من مضادات الأكسدة التي تحفز من إنتاج الخلايا الدفاعية في الجسم، وتقليل الضغط على جهاز المناعة. لكم من المهم التنويه إلى أن هذه الأبحاث أجريت على بذور المشمش وثمرة المشمش وتأثيرها في صحة الجهاز المناعي لدى الفئران.
-
تحسين صحة الجهاز التنفسي
من المعتقد أن بذور المشمش مفيد لتحسين صحة الجهاز التنفسي. إذ إنها قد تقلل من تجمع البلغم والمخاط في القناة التنفسية. وذلك لما قد تحتويه من عناصر فعالة تمتلك تأثيرًا طاردًا للبلغم. بالإضافة إلى ذلك فمن الممكن لها أن تقلل من استجابة الجسم لمسببات الحساسية وبالتالي التقليل من حدة التهاب الحلق ونوبات الأزمة التنفسية.
-
تحسين عمليات الهضم
تحتوي كلّ بذرة من بذور المشمش على ما نسبته 5% من الألياف الغذائية إلى جانب احتوائها على الدهون الصحية والبروتين. ومن المعروف أن الألياف الغذائية تساعد على تحسين عمليات الهضم من خلال تحسين حركة الأمعاء وتنظيمها، والتقليل من الإمساك، والألم بالإضافة إلى التقليل من الإسهال. كما للألياف الغذائية دور في المساعدة على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية في القناة الهضمية. ولكن من الأفضل الحصول عليها من ثمار الفواكه الكاملة تجنبًا للآثار الجانبية التي قد يسببها الإكثار من تناول هذه البذور.
-
خفض مستويات الكولسترول في الدم
دائمًا ما ترتبط التوصيات المتعلقة بخفض مستوى الكوليسترول في الدم بزيادة تناول الألياف الغذائية. فهي قادرة على الارتباط بالعصارة الصفراوية التي تحمل الكوليسترول وبالتالي تنقلها عبر الأمعاء ومن ثم إلى خارج الجسم. الأمر الذي يؤدي إلى خفض مستوى الكوليسترول في الدم. ونظرًا إلى أن بذور المشمش تحتوي على الألياف الغذائية فإنه من المعتقد أنها تمتلك هذا التأثير. وبالتالي المساعدة على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل تصلب الشرايين والنوبة القلبية إضافة إلى الجلطات.
-
التخفيف من الالتهاب
من فوائد بذور المشمش أنها قد تساعد على تقليل الالتهاب بفعل الألياف الغذائية الموجودة فيها، والتي قد تسحب الأحماض والسموم من الجسم ناقلة إياها إلى خارجه، الأمر الذي يقلل فرص الإصابة بالالتهاب. بالإضافة إلى ذلك فمن المعتقد أن هذه البذور قد تحسن من حالة الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل. ففي دراسة أُجريت على الفئران المصابة بالتهاب المفاصل تبين أن تناولها لبذور المشمش قلل من الألم المصاحب لهذا الالتهاب. لكن هذه الأبحاث لم تُثبت فعاليتها على البشر بعد.
لا يوجد أي دليل علمي يثبت أن لبذور المشمش دورًا في علاج السرطان أو الحد من انتشاره. بل إن ضررها أكثر من منافعها.
ما حقيقة فوائد بذور المشمش للسرطان؟
تشيع بعض الادعاءات بين الناس أن من فوائد بذور المشمش أنها قد تعالج مرض السرطان وتحد من انتشاره بسبب أحد المركبات الكيميائية الموجودة فيها، والذي يُعرف باسم أميغدالين (Amygdalin). فما حقيقة هذا الادعاء؟ بدايةً الأميغدالين هو أحد المركبات الموجودة في بذور المشمش وبذور بعض النباتات الأخرى مثل التفاح، والكرز، والعنب، والخوخ وغيرها. يتحول داخل الجسم إلى مركب السيانيد المعروف بسميّته، والذي يؤدي تناوله بكميات كبيرة إلى ظهور العديد من الأعراض بما فيها الصداع، والدوار، والارتباك، إضافة إلى آلام البطن والتقيؤ والغثيان، وغيرها. وقد يؤدي تناوله إلى الموت. ولكن ما علاقته بمرض السرطان؟
يوجد مشتق صناعي من مركب الأميغدالين يعرف باللييتريل (Laetrile) أو فيتامين ب17. والذي يعتقد أنه علاج بديل للسرطان. لذلك فقد يلجأ بعض الأشخاص لتناول بذور المشمش للحصول على هذا المركب ظنًا منهم أنه يساعد على إطالة عمرهم، وتنظيف الجسم من السموم، ومدّهم بالطاقة إضافة إلى تحسين صحتهم بشكل عام. كما أن هناك اعتقادًا بأن هذا المركب عند تحوله للسيانيد فإنه يقتل الخلايا السرطانية دون التأثير في الخلايا السليمة. لكن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا. إذ إن السيانيد يؤثر في الخلايا السليمة مانعًا وصول الأكسجين إليها، وبالتالي يتسبب بالتسمم والعديد من المشاكل الصحية الشائكة. لذا فإنه لا يوجد أي دليل علمي يثبت أن لبذور المشمش دورًا في علاج السرطان أو الحد من انتشاره. بل إن ضررها أكثر من منافعها.
قد يكون لبذور المشمش فوائد محتملة في التحسين من بعض المشاكل الصحية، إلا أنها لم تُثبت علميًا بشكل كافٍ على البشر ولا يمكننا اعتبارها فوائد حقيقة وفعالة، بل ما زالت بحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث لإثباتها. بالإضافة إلى أن احتوائها على مركب الأميغدالين يؤثر سلبًا في صحة الجسم بنسبة تفوق فائدتها. ولذلك من الملاحظ أن هذه البذور غير متاحة للبيع في الأسواق كغيرها من البذور والمكسرات. إذ إن بيعها قد مُنع في العديد من الدول. ويجب التأكيد على ضرورة تجنب تناول هذه البذور خاصة من قِبَل الأطفال أو الحوامل والمرضعات. وممن يعانون من المشاكل الصحية المختلفة.