الترا صوت- فريق التحرير
من غير الواضح ما إذا كان الأشخاص الذين يتعافون من مرض كوفيد-19، الناجم عن الإصابة بعدوى فيروس كورونا الجديد، سيكونون محصنين ضد الإصابة مرة أخرى بالفيروس، وإذا كان الأمر كذلك، فليس واضحًا لدى العلماء إلى متى ستستمر هذه المناعة؟
يقول مات فريمان، باحث في الفيروسات التاجية (عائلة فيروس كورونا) في كلية الطب بجامعة ميريلاند في بالتيمور الأمريكية: "لا نعرف الكثير عن هذا الأمر بعد. أعتقد بوجود سيناريو محتمل للغاية، وهو أن الفيروس سيتفشى خلال هذا العام، ويحصل الجميع على مستويات مختلفة من المناعة ضده، ثم إذا عاد مرة أخرى، فسوف نكون محصنين من الإصابة بالمرض من جديد بشكل كامل، أو على الأقل ستكون الأعراض أقل حدّة في المرة التالية".
ويضيف: "هذا هو المأمول على الأقل.. ولكن لا توجد طريقة حتى الآن لمعرفة ذلك بشكل قطعي".
يدرك الباحثون أن تكرار الإصابة تعدّ مسألة معروفة في الفيروسات التاجية الموسمية الأربعة التي تسبب حوالي 10 إلى 30 بالمئة من نزلات البرد لدى البشر. يبدو أن هذه الفيروسات التاجية قادرة على إصابة الناس بالمرض بشكل متكرر، على الرغم من تعرضنا لها منذ الطفولة.
تقول آن فولسي من المركز الطبي بجامعة روتشستر الأمريكية: "لدى جميع البشر تقريبًا مستويات مختلفة من الأجسام المضادة للفيروسات التاجية الأربعة المعروفة". فبعد الإصابة بأحد هذه الفيروسات يتم إنتاج الأجسام المضادة في جسم الإنسان، ولكن بعد ذلك تنخفض أعداد هذه الأجسام المضادة تدريجيًا، ويصبح الناس عرضة مرة أخرى للإصابة بالمرض.
وتضيف فولسي إن معظم الفيروسات التي تؤثر على الجهاز التنفسي تمنح الجسم فترة وجيزة من الحماية، لعام أو عامين، ثم تعود وتلحق به المرض في ظروف معينة، وهذا ما يعرفه العلماء عن الفيروسات التاجية الموسمية وسلوكها مع البشر.
وحتى ظهور فيروس كورونا الجديد مؤخراً (SARS-Cov2)، وتفشي الوباء في دول مختلفة حول العالم، لم يكن هناك الكثير من الجهود البحثية لفهم كيف ولماذا يمكن أن تحدث العدوى بالفيروسات التاجية.
ويلاحظ الدكتور ستانلي بيرلمان من جامعة أيوا، أن أمر هذا الوباء الجديد خطير بالفعل، ولكنّه يراهن على أن الفيروس الذي يسبب كوفيد-19 لا يعود لإصابة الأشخاص بالمرض من جديد، إلا أنه لا يستطيع أن يجزم إلى متى يمكن أن يستمر ذلك.
كما يشير إلى أن بعض الأشخاص قد تكون لديهم قدرة أكبر من غيرهم على مقاومة الإصابة بالعدوى من جديد في حال تعرضهم للفيروس بعد التعافي من المرض.
كما يشير إلى أن فهم الاستجابة المناعية الطبيعية لهذا الفيروس مهم لتطوير اللقاح، ويقول: "إذا لم تنجح العدوى الطبيعية في منح جسمك المناعة، فماذا سيعني ذلك بالنسبة إلى اللقاح؟، وكيف سنتأكد من أن هذا اللقاح لا يؤدي إلى استجابة تعمل لبضعة أشهر، وإنما يحمي من المرض لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات؟".
المصدر: NPR
اقرأ/ي أيضًا:
فيروس كورونا قد "يعيش" لأيام على بعض الأسطح.. فهل ينتقل عبر الهواء؟
دراسة: الذين لا تظهر عليهم الأعراض هم وراء تفشّي عدوى كورونا
دراسة: مرضى كورونا أكثر قدرة على عدوى غيرهم في أول أسبوع من المرض
"دياموند برنسيس".. كيف ساعدت العلماء على تقدير النسبة الأدق لوفيات كورونا؟
عاصفة السيتوكين القاتلة.. هكذا يقضي فيروس كورونا على بعض المرضى