أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" استخدام "إسرائيل" لقنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليًا في حربها على الفلسطينيين في غزّة. وقالت المنظمة في بيان "إن استخدام الفسفور الأبيض من قبل إسرائيل في العمليات التي تشنّها في غزة ولبنان "يعرض المدنيين لخطر الإصابات الخطيرة والطويلة الأمد".
وقد تحققت هيومن رايتس ووتش ووسائل إعلامية عالمية، من بينها واشنطن بوست، من فيديوهات التقطت في لبنان وغزة خلال الأيام الماضية، تظهر فيها انفجارات جوية متعددة للفوسفور الأبيض المدفعي فوق ميناء مدينة غزة وموقعين ريفيين على طول الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، كما أجرت المنظمة مقابلات مع بضعة أشخاص وصفوا الهجوم الواقع على غزة بتلك الأسلحة الحارقة المحرمة دوليًا.
ما هو الفسفور الأبيض؟
بحسب هيومان رايتس ووتش، فإن الفسفور الأبيض يستخدم أصلًا "لوضع العلامات، وإرسال الإشارات، وحجب الرؤية، أو كسلاح لإشعال النيران التي تحرق الأشخاص والأشياء". وأضافت: "إن استخدام الفسفور الأبيض في غزة، وهي إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، يفاقم المخاطر التي يتعرض لها المدنيون وينتهك الحظر الذي يفرضه القانون الإنساني الدولي على تعريض المدنيين لخطر غير ضروري".
وقد راجعت هيومن رايتس ووتش عددًا من مقاطع الفيدو وتحققت من أنها صُوِّرت في ميناء مدينة غزة وحددت الذخائر المستخدمة في الغارة على أنها قذائف فسفور أبيض مدفعية من عيار 155 ملم وتنفجر جوا. كما تُظهر فيديوهات أخرى منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت منها هيومن رايتس ووتش الموقع نفسه. الدخان الأبيض الكثيف ورائحة الثوم من خصائص الفسفور الأبيض.
خطر قنابل الفوسفور الأبيض
تصف هيومان رايتس ووتش هذه الأسلحة على النحو الآتي:
"يشتعل الفوسفور الأبيض عند تعرضه لأكسجين الغلاف الجوي ويستمر في الاحتراق حتى يُحرم من الأكسجين أو يُستنفد. يمكن أن يؤدي تفاعله الكيميائي إلى توليد حرارة شديدة (حوالي 815 درجة مئوية) وضوء ودخان.
أما عند ملامسته، فيمكن للفسفور الأبيض أن يحرق الناس، حراريا وكيميائيا، وصولا إلى العظم لأنه قابل للذوبان بدرجة عالية في الدهون، وبالتالي في اللحم البشري. كما يمكن لشظايا الفسفور الأبيض أن تفاقم الجروح حتى بعد العلاج ويمكن أن تدخل مجرى الدم وتتسبب في فشل العديد من الأعضاء. يمكن أن تشتعل الجروح التي سبق تضميدها عند إزالة الضمادات وإعادة تعريض الجروح للأكسجين. حتى الحروق الطفيفة نسبيا غالبا ما تكون قاتلة. بالنسبة للناجين، تؤدي الندبات الواسعة إلى شد الأنسجة العضلية وتسبب إعاقات جسدية".
يذكر أن إسرائيل قد استخدمت الفسفور الأبيض بشكل متكرر خلال حربها التي استمرت 22 يومًا في غزة (2008-2009)، وألقتها فوق المناطق المأهولة بالسكان، مما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين، وشكل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، حسبما جاء في تقرير صدر عام 2009 عن هيومن رايتس ووتش.
سياق:
يتواصل لليوم السابع على التوالي قصف الاحتلال الإسرائيلي المكثّف على قطاع غزة، ليصل عدد الشهداء جراء ذلك إلى أكثر من 1400 شهيد، من بينهم عائلات عديدة بجميع أفرادها.
وقد أعلن الاحتلال رسميًا إسقاط 6000 قنبلة على القطاع منذ بدء عمليّته المسمّاة "السيوف الحديدية"،والتي يشنّها بما يصفه مراقبون بأنه تفويض كامل من الدول الغربيّة التي أعلنت مساندتها المطلقة لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين، الأمر الذي تمثل بزيارة وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن إليها، إضافة إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى إسرائيل، المقرّرة اليوم الجمعة.
للتحديثات الحيّة، يمكن متابعة قناة "الترافلسطين" على تليغرام الآن.