ابتدعت شركة آبل الأمريكية سببًا جديدًا غير مألوف لإقناع المستخدمين باقتناء هواتفها الجديد، وهذا السبب هو: الخوف من النهاية.
فبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن النقاشات العديدة التي دارت أثناء فعالية آبل الأخيرة لإطلاق الموديل الجديد من هواتفها المحمولة، والجيل الثامن الأحدث من ساعاتها الذكية، بدت وكأنها تتمحور حول فكرة الموت والسيناريوهات الخطيرة العديدة التي يمكن أن تؤدي إلى هلاك الإنسان، أثناء ممارسته أنشطته اليومية وهواياته.
نجحت آبل في تفعيل حاسة الخوف والرغبة في مستوى أكبر من الأمان لدى المستخدمين لإقناعهم بجدوى تجديد هواتفهم
ويبدو أن شركة آبل قد نجحت في خلق هذا الجو من المفعم بالخوف من النهاية والموت والوقائع الطارئة الخارجة عن السيطرة، حتى بات المتابع للفعالية الأخيرة يشعر وكأن عنوانها الأنسب هو "آيفون 14 سبيلك إلى النجاة"، أو "اشتر آيفون اليوم كي لا تموت غدًا".
فقد استعرضت شركة آبل في عرضها الأخير لمنتجاتها تقنيات جديدة تساعد على الاتصال بالأقمار الصناعية في الحالات الطارئة من أجل إرسال رسائل "SOS" لطلب النجدة، إضافة إلى تقنيات الكشف عن حوادث الاصطدام أثناء قيادة السيارة، حيث يتم تفعيل هذه الخاصية بشكل تلقائي في حال استشعار وقوع حادث عنيف. وعلى حد تعبير كايان درانس، نائب الرئيس في شركة آبل، فإن هواتف آيفون "ستكون إلى جانبك في لحظة حاجتك". وهي عبارة كان صداها عاليًا، ورجع إلى المستخدمين وكأنها تقول: "لسلامتكم، اقتنوا هواتف آيفون 14".
بحسب جيوفري فاولر، المحرر التقني في صحيفة واشنطن بوست، والذي حظي بفرصة تجربة هاتف آيفون 14 واستكشافه، فإن الهاتف الجديد لا يشتمل على تحديثات تقنية تختلف بشكل كبير عن الموديل السابق، لكنه يشير إلى أن موضوع الأمن والسلامة قد يكون دافعه الأساسي للتحديث واقتناء آيفون 14، خوفًا من الشعور بالندم في حال تعرض يومًا لموقف طارئ، وكان هذا الهاتف حبل نجاته أو نجاة أحد يحبّه، كأن يتعرض لحادث سيارة في مكان ناء أو تاه في غابة أو منطقة جبلية لا تغطيها الشبكة.
هذه التحديثات التي تلعب على وتري الأمن والسلامة في هواتف آيفون الجديدة، تعني أن الهواتف الذكية قد بلغت من النضج والاكتمال مرحلة متقدمة جدًا، حتى لم يعد من المجدي في نظر الشركات المصنعة لها التنافس على مستوى التطوير التقني الشكلي وحسب، بل صار من اللازم نقل حلبة التنافس إلى مجالات أرحب، وربما أكثر أهمية، ولاسيما فيما يتعلق بالخصوصية والسلامة الشخصية، والتركيز على السبل التي يمكن لهذه الأجهزة من خلالها تحسين جودة حياة البشر.
فقد انقضت 15 عامًا على طرح أول هاتف آيفون، شهد العالم خلالها، عامًا وراء عام، رحلة حياة هذا الهاتف الأكثر مبيعًا، وصولًا إلى الموديل الأخير الذي يحمل رقم 14. ورغم تعدد الموديلات وسرعة طرحها، إلا أن الكثير من الناس، ولاسيما في الأعوام الأخيرة، باتوا ينتظرون أكثر وأكثر قبل اتخاذ قرار بتغيير هواتفهم وتجديدها، وذلك لأن معظم الأجهزة تنجح باقتدار على أداء معظم المهام التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية.
فهاتف آيفون 14 يكاد يكون مماثلًا في شكله ومعظم خصائصه لهاتف آيفون 13، بل وحتى آيفون 12 الذي طرحته الشركة قبل عامين، ومثّل نقلة معتبرة عن النسخة التي قبله، وهذا ربما ما أقنع شركة آبل بضرورة استغلال تلك الحاجة الفطرية لدينا للأمن والأمان، وهي حاجة تضخّم الشعور بها في الآونة الأخيرة، ولاسيما خلال الجائحة.
هل أشتري آيفون 14؟
ثمن هذا السؤال يتراوح بين 800 إلى 1100 دولار أمريكي أو أكثر، بالنسبة لهواتف آيفون على الأقل، وهو سؤال يتجدد كل عام، في كل مرة تطرح فيه الشركات الكبرى في هذا المجال أجهزتها الجديدة. والنصيحة الأساسية والعامة التي تتكرر كل عام أيضًا، هو ضرورة التأنّي قبل اتخاذ قرار الشراء، لكي تتجنب شراء جهاز قد لا تكون بحاجة حقيقية إليه.
فكّر بهذه الأسئلة
- كم عمر هاتفك الحالي؟
- ما هي حالة هاتفك الحالي؟
- ما أهمية جودة الكاميرا بالنسبة لك؟
- ما أهمية أن تحمل هاتفًا جديدًا أمام الآخرين؟
عبر الإجابة على هذه الأسئلة، ستكون أقدر على اتخاذ قرار بشأن شراء هاتف جديد، دون الوقوع ضحية لآلة الدعاية والإعلان الضخمة لدى الشركات الكبرى أثناء التسويق لأجهزتها الجديدة.