يعد مصنع الغزل والنسيج بالعاصمة صنعاء هو الأول في الجزيرة العربية، بني في ستينات القرن الماضي، وكان يوفر للأسواق اليمنية مختلف المنتجات القطنية من أقمشة وملابس نسائية ورجالية، ولم يكن يستطع أحد من التجار، أن يستورد ملابس قطنية إلا بعد موافقة المصنع.
أعاد وباء كورونا العالمي مصنغ الغزل والنسيج إلى الواجهة، فبسبب المخاوف من تفشي وباء كورونا وفي ظل انعدام الكمامات الطبية في الصيدليات، بدأ بصناعة كمامات محلية لتغطية احتياجات السوق
بعد أن أصبحت الميزانية التشغيلية للمصنع تفوق ما ينتج بسبب قدم المعدات فيه وتدهورها، قررت السلطات اليمنية إعادة تطويره وتغيير معداته، في العام 2005، وأعلنت إغلاقه وأعطت عماله إجازة لمدة ثلاثة أشهر حتى تتم أعمال الصيانة والتجديد.
اقرأ/ي أيضًا: اليمن وهواجس "كورونا".. خوف ضمن مخاوف
لكنها إجازة استمرت طويلًا، فخلال الخمسة عشر عامًا الماضية، بقي المصنع مغلقًا بسبب عدم تنفيذ مشروع التطوير ونهب وسرقة ميزانيته من قبل القائمين عليه، ما جعل معظم معداته تتعرض للتلف ناهيك عن دمار أجزاء واسعة من المصنع بسبب الأمطار والرياح، كما دمر التحالف السعودي الإماراتي في العام 2015 أحد أجزائه بغارتين جويتين أدتا إلى تدمير جناح واسع في قسم الغزل.
بدأت المراحل الإنتاجية للمصنع في العام 1967 بإنتاج الخيوط الملونة والأقمشة القطنية، وعقب ذلك خضع المصنع لعملية تطوير، لمضاعفة إنتاجه من الخيوط والأقمشة المختلفة. وينقسم المصنع إلى قسم الغزل المتخصص في إنتاج الغزول المختلفة، وقسم التحضير وتجهيز الغزول لإنتاج النسيج، بالإضافة إلى قسم إنتاج الأصناف المختلفة من الألبسة وقسم خاص لطباعة وصياغة الأقمشة المنتجة.
كان المصنع ينتج حوالي 35-40 ألف متر يوميًا من جميع الأقمشة القطنية والمخلوطة بالإضافة إلى جميع البدلات المدرسية والأزياء العمالية والعسكرية والطبية والعديد من منتجات الملابس الأخرى.
وفي العام 2018 أعادت حكومة الحوثيين تشغيل قسم الخياطة بالمصنع الذي يعد أكبر وأول مصنع للغزل في اليمن، لإنتاج الأزياء الطبية وأيضًا ملابس العاملين في المصانع، وما زالت الجهود مستمرة لافتتاح بقية أجزاء المصنع.
أعاد وباء كورونا العالمي المصنع إلى الواجهة، فبسبب المخاوف من تفشي وباء كورونا وفي ظل انعدام الكمامات الطبية في الصيدليات، بدأ مصنع الغزل والنسيج بصناعة كمامات محلية لتغطية احتياجات السوق. ويسعى المصنع إلى إنتاج نصف مليون كمامة طبية، حيث ينتج في اليوم 8000 كمامة، لكنه يعمل جاهدًا على مضاعفة الكمية خلال الأيام القادمة، بحسب عبده علي عاطف، مدير عام قطاع الملابس الجاهزة بمصنع الغزل والنسيج.
ويضيف عاطف في حديثه لـ"الترا صوت": "تعمل حاليًا في المصنع نحو أربعين امرأة، لكننا نسعى إلى رفع عدد الأيادي العاملة إلى الضعف، حتى يتمكن المصنع من تلبية احتياجات المستشفيات والمرافق الصحية والمصانع والشركات من الكمامات المصنوعة بمواصفات قياسية وبأسعار مناسبة"
ويعمل قسم الخياطة حاليًا على توليف الكمامات، حيث إن المواد الخام تستورد من الخارج، لكن المصنع يعمل حاليًا على تشغيل محلج القطن في محافظة الحديدة غربي اليمن، حسب حديث وزير الصناعة والتجارة في صنعاء، عبدالوهاب الدرة. وأكد الوزير في تصريح لـ"الترا صوت"، أن المزارعين بدأوا بتوريد القطن إلى محلج القطن في الحديدة، كم تعمل وزارة الزراعة على دعم المزارعين ببذور القطن.
يعمل قسم الخياطة حاليًا على توليف الكمامات، حيث إن المواد الخام تستورد من الخارج، لكن المصنع يعمل حاليًا على تشغيل محلج القطن في محافظة الحديدة غربي
وقال عبدالوهاب الدرة إن وزارته تمكنت من تأمين نصف طن من القطن لصالح مصنع الغزل والنسيج، الذي يجري ترميمه بدعم من شركة يمن موبايل للاتصالات، لافتًا إلى أن وزارته تعمل بشكل حثيث على إعادة تأهيل المصنع، وإعادة تشغيله بشكل كامل خلال الأشهر القادمة.
اقرأ/ي أيضًا:
ريهام المختاري.. مهندسة يمنية تخترع سترة لغسيل الكلى بأقل من ربع التكلفة