الترا صوت- فريق التحرير
بثَّ التلفزيون العربي وثائقيًا بعنوان "مملكة الحجاز"، مساء أمس الإثنين، استعرض قصة وصول آل سعود إلى الحكم في الحجاز، بدعم بريطاني، بعد أن رفض الشريف حسين بن علي الهاشمي التنازل عن فلسطين وسوريا لبريطانيا وفرنسا، تنفيذًا لاتفاق سايكس بيكو.
يستعرض الوثائقي قصة وصول آل سعود إلى الحكم في الحجاز، بدعم بريطاني، بعد أن رفض الشريف حسين بن علي الهاشمي التنازل عن فلسطين وسوريا
ويستعرض الوثائقي تطوّر تطلّعات حركة "إخوان من أطاع الله" العقائدية التي تزعمها عبد العزيز بن سعود من الحكم المستقل في نجد، إلى السيطرة على الحكم في منطقة الحجاز بالكامل، وذلك بدعم بريطاني تزامن مع الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية.
ويكشف وثائقي "مملكة الحجاز" عن رسائل بين بريطانيا وابن سعود، تزامنت مع مراسلاتها السرية للشريف الذي كان يطمح لاعتراف بريطاني بدولة عربية في آسيا تحت سيادته، وهو ما لم تستجب له بريطانيا عندما عقدت اتفاقية سايكس بيكو التي تقاسمت بموجبها المنطقة العربية بالكامل.
الباحث المتخصص في الشرق الأوسط جيمس بار، أحد المتحدثين في الوثائقي، قال إن بريطانيا أرادت توقيع اتفاقية "انغلو-هاشمية" مع الشريف حسين، تضمنت بنودها تنازله عن سوريا وفلسطين، والقبول بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، لكن رفض الشريف لذلك دفع بريطانيا إلى تعزيز علاقتها مع ابن سعود ودعمه.
ويستعرض الفيلم الوثائقي "مملكة الحجاز"، تفاصيل الهجوم السعودي على مدينة الطائف، وارتكابهم مجزرة تحدثت صحفٌ بريطانيةٌ عنها بالقول إن جنود ابن سعود "اقتلعوا حناجر النساء والأطفال وقتلوا العشرات ممن احتموا بمسجد العباس في الطائف". يقول المؤرخ الحجازي سلطان العبدلي، إن هذه المجزرة ورد ذكرها بتفاصيل "مروّعة" في كتاب لمؤرخ حجازي معجب بابن عبد العزيز.
ويكشف فيلم "مملكة الحجاز" عن اقتراح تقدم به حزب الحجاز الوطني لتخفيف الهجوم السعودي، تضمن تنازل الشريف عن الحكم لابنه علي وخروجه من الحجاز، وقد وافق الشريف على ذلك وغادر إلى العقبة. لكن السعوديين هاجموا مكة، وأعلنوا ضمها، وحطموا أضرحة الصحابة وقبابًا وآثارًا إسلامية باعتبارها "شركًا أكبر".
ويواصل الوثائقي سرد التوسع السعودي موضحًا أن جيش ابن سعود وقف عند أعتاب الحجاز، ثم هاجم مكة بعد أن منعهم الشريف من دخولها للحج، خوفًا من استغلال ذلك عسكريًا، خاصة أنهم أصرّوا على دخولها مسلحين.
أعقب ذلك إرسال جيش بقيادة عبد العزيز الدويش إلى المدينة المنورة، حيث أحكم حصارها وتوعد أهلها بمصير كمصير الطائف، فوافقوا على التسليم.
ونشر وثائقي "مملكة الحجاز" رسائل أعلن فيها ابن سعود أنه لا ينوي السيطرة على الحكم، بل إجراء استفتاء لاختيار حاكم من الحجاز وتسليم الحكم له، قبل أن يُخالف تعهده ويستولي على الحكم في نهاية المطاف.
وبحسب المؤرخ العبدلي، فإن رسائل ابن سعود هذه تضمنت أول اقتراح لتدويل الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، لكن الأخير خالف تعهداته بهذا الخصوص أيضًا.
أما أبناء الشريف فقد غادروا الحجاز بعد أن أفرج عنهم ابن سعود، بناءً على طلب بريطاني، بينما دُفِن الشريف حسين في القدس تنفيذًا لوصيته.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف يسيء آل سعود لمكة المكرمة في دعايتهم السياسية؟
تدمير مكة.. هكذا حوّل آل سعود تراث الرسول إلى رحلة استهلاكية!