وضع مانشستر سيتي قدمًا له في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بفوزه الكبير على بايرن ميونيخ بثلاثة أهداف دون رد، ضمن ذهاب ربع نهائي التشامبيونزليغ.
مانشستر سيتي أذاق البايرن خسارة لم يألفها منذ سنوات، وهالاند تخلّص من عقدة النادي البافاري
رشّح الكثيرون في المقام الأوّل فريقي بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي للظفر بالبطولة الأوروبية الموسم الحالي، لما يمتلكه الطرفان من تشكيلة مدجّجة بالنجوم، لكنّ القرعة وضعت الفريقين وجهًا لوجه في ربع النهائي، فسلّم الجميع أن هذه المواجهة بمثابة نهائي مبكّر.
بايرن ميونيخ الذي لم يهزم في أي مباراة بهذه البطولة، بل لم يتعادل أيضًا، فلم يفرّط بأي نقطة من مرحلتي المجموعات وثمن النهائي، في ضيافة مانشستر سيتي الحالم بلقبه الأوّل بدوري الأبطال، والذي يطمح لو يواصل البايرن عثراته في حقبة مدرّبه الجديد توماس توخيل، والذي حقق فوزين بالدوري الألماني، تخللهما وداع مرير لكأس ألمانيا.
كل تلك المؤشرات أدركها المدرب الإسباني غوارديولا جيّدًا، فكان فريقه أفضل من منافسه في معظم مراحل المباراة، بل فشل بايرن ميونيخ في تسديد أي كرة على مرمى الحارس إيدرسون طيلة الشوط الأوّل، والذي أنهاه السيتيزينس لصالحهم بهدف من تسديدة رائعة خارج منطقة الجزاء، نفّذها رودريغو بالدقيقة 27.
في الشوط الثاني بدأ البايرن وابل هجماته، وكاد أن يسجّل التعادل في أكثر من مناسبة لولا تألّق الحارس البرازيلي إيدرسون، لكنّ النقطة الفاصلة كانت بالدقيقة 68، حينما قامر غوارديولا وأخرج دي بروين من أرضية الملعب، استبدله بالأرجنتيني ألفاريز، بعد ذلك بدقيقتين ضاعف مانشستر سيتي تقدّمهم بهدف ثان لبيرناردو سيلفا، والذي أكمل برأسه عرضيّة هالاند.
النجم النرويجي أكّد علوّ كعبه بإضافة الهدف الثاني في الدقيقة 76، بعدما أكمل تمريرة بالرأس عبر زميله دياز في شباك الحارس سومر، الأخير أنقذ مرماه من عديد الأهداف المحققة، وجنّب البايرن فضيحة كبرى، لكنّه لم يستطع أن ينتشل فريقه من الهزيمة بثلاثيّة.
هذه الخسارة هي الأقسى للبايرن في مشاركاته بدوري أبطال أوروبا، منذ هزيمته أمام ريال مدريد في نصف نهائي موسم 2013-2014، وقتها خسر النادي البافاري برباعيّة نظيفة، تبعها في الموسم الذي يليه بخسارة بثلاثيّة أمام برشلونة في نصف النهائي.
وعلى صعيد الأرقام القياسية، فإيرلينغ هالاند كان حاضرًا بقوّة كما عوّد عشّاق السيتيزينس، فبهدفه لم يعزّز صدارته لهدّافي دوري أبطال أوروبا بعشرة أهداف فحسب، بل أصبح أوّل لاعب في الدوريات الكبرى يساهم بتسجيل 50 هدفًا، إذ ساهم بـ51 في 39 مباراة خاضها بمختلف المسابقات.
كذلك أصبح هالاند أكثر لاعب تسجيلا للأهداف لفريق من الدوري الإنجليزي في موسم واحد بمختلف البطولات برصيد 45 هدفًا، ليتجاوز الثنائي رود فان نيستلروي (2002- 2003) ومحمد صلاح (2017- 2018) برصيد 44 هدفا لكل منهما، والأهم من كلّ ذلك أنّه تخلّص من عقدة بايرن ميونيخ، حيث فاز عليه لأوّل مرّة في اللقاء الثامن معه، حيث سبق ولعب ضدّه بصفوف دورتموند في سبع مباريات خسرها جميعًا.
بايرن ميونيخ أصبح قاب قوسين أو أدنى خارج دوري أبطال أوروبا، بانتظار معجزة قد تحدث في لقاء الإياب، بينما حلم مانشستر سيتي ما زال قائمًا، وكتيبة غوارديولا تواصل اكتساح منافسيها واحدًا تلو الآخر، بتسعة انتصارات متتالية في مختلف المسابقات.