كشفت شركة "جوجل" خلال الأسبوع الحالي عن برنامج الذكاء الاصطناعي "جيميني" (Gemini)، الذي يبدو حقًا منافسًا لنموذج GPT-4، الذي طورته شركة "أوبن إي آي" (OpenAI).
وأعلنت "جوجل" أنّ جيميني يأتي بثلاثة أحجام مختلفة مخصصة لغايات متنوعة، وتقول الشركة إنّ نموذج "جيميني ألترا" – وهو أكثرها تطورًا – غير متاح للعامة حتى الآن، غير أنه مصمم تحديدًا لأداء "مهام شديدة التعقيد"، وهو إلى ذلك يتفوق على نموذج GPT-4 في نواحٍ عديدة، بدءًا من الإلمام بمواضيع التاريخ والقانون، وانتهاءً بإنشاء الأكواد البرمجية بلغة بايثون.
يُعرف نموذج "جيميني" بأنّه متعدد الوسائط، وهذه أبرز الخصائص التي تميّزه عن نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى
وتابعت الشركة الكلام عن نموذجها "جيميني" مشيرةً إلى تفوقه على منافسه في اختبار فهم اللغة الضخم المتعدد المهام، الذي يعرف اختصارًا بـ(MMLU). ويُشتهر هذا الاختبار بأنه من الوسائل الشائعة لتقييم المعرفة ومهارات معالجة المشكلات لدى نماذج الذكاء الاصطناعي، إذ يتسم بشموليته لأنه يغطي 57 موضوعًا مختلفًا منها الرياضيات، والفيزياء، والتاريخ، والقانون، والطب، وغيرها.
واستعرضت "جوجل" نتائج الاختبارات لنماذج الذكاء الاصطناعي، فبيَّنت أن "جيميني ألترا" حقق 90% في اختبار MMLU، في حين أحرز نموذج GPT-4 نسبة قدرها 86.4% بحسب كلامها. ومع ذلك، لا تُعدّ هذه النتائج النجاح الأبرز والأهم لـ"جميني"، فقد أصبح النموذج الأول الذي يتفوق على الخبراء البشريين في هذا الاختبار، الذين أحرزوا نسبة قدرها 89.9%.
وفي هذا السياق، يقول السيد كيفن روز، وهو محرر وكاتب في مجال التكنولوجيا: "لو رجعت بالزمن عامين، وأخبرت باحثي الذكاء الاصطناعي أنّ نموذج جوجل سيحقق نتيجة 90% في اختبار MMLU، ويبتزّ البشر فيه، إذًا لوصفوه بأنّه الذكاء العام الاصطناعي (AGI)". ويشير هذا المصطلح تحديدًا إلى نوع افتراضي من الذكاء الاصطناعي قادر على محاكاة القدرات البشرية المعقدة مثل المنطق السليم والوعي.
يُعرف نموذج "جيميني" بأنّه متعدد الوسائط، فهذه أبرز الخصائص التي تميّزه عن سائر نماذج الذكاء الاصطناعي؛ فـ"جيميني" مصمم أساسًا لمعالجة أنواع مختلفة من البيانات، سواء النصية منها أم الصوتية أم الصور، وبذلك يستطيع فهم المدخلات فهمًا أفضل من النماذج المتعددة الوسائط الحالية، التي تعتمد على الجمع بين نموذج نصي فقط، ونموذج صوتي فقط، ونموذج مرئي فقط، دون أن تقدم أداء يرقى للمستوى المثالي.
على كل حال، لا بد من الانتظار وتقييم أداء نماذج "جيميني" الأخرى مقارنة بنظيرها GPT-4؛ فنموذج "جيميني برو" المتاح ضمن برنامج المحادثة الآلي "بارد" (Bard)، حظي بتفاعل إيجابي أولي، لكنه واجه بعض المشكلات السلبية مثل دقة الإجابات والهلوسات؛ بل إنّه طلب من مستخدميه أحيانًا استخدام محرك البحث "جوجل" لمعرفة الإجابات عن أسئلة جدلية!
