مع بدء ظهور الأخبار والتقارير حول فيروس كورونا في الصين، بدأت المعلومات والشائعات حول أصل الفيروس وكيفية انتشاره وأعراض المرض الذي يسببه تغزو صفحات ويكيبيديا في النسخ اللغوية جميعها، وكانت الأخبار تترجم وتنقل من وإلى الموسوعة أسرع من انتقال الفيروس نفسه في ذلك الوقت!
ظهرت أول مقالةٍ ذات صلة بالموضوع في ويكيبيديا العربية في يوم 22 كانون الثاني/يناير 2020
ابتداءً من كانون الثاني/يناير 2020، شهدت ويكيبيديا بلغاتها كافةً حركةَ إنشاءٍ لمجموعةٍ من المقالات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد. كانت الانطلاقة من ويكيبيديا الإنجليزية في 5 كانون/ يناير 2020، في حين ظهرت أول مقالةٍ ذات صلة بالموضوع في ويكيبيديا العربية في يوم 22 كانون الثاني/ يناير 2020، وكانت تحت عنوان "تفشي فيروس كورونا الجديد 2019-20". تزايدت الإنشاءات مع تقدم الأيام حتى تجاوز عدد المقالات الجديدة المرتبطة بالفيروس أكثر من 210 مقالة، زارها أكثر من 570 ألف شخص حتى لحظة إعداد هذه المقالة. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت زياراتُ مقالاتٍ مرتبطةٍ بشكل غير مباشرٍ بالانتشار الوبائي للفيروس، ومنها على سبيل المثال: الطاعون، وطاعون عمواس، وعلامات الساعة في الإسلام، والموت الأسود، والإنفلونزا الإسبانية، ومعقم اليدين، وحرارة الجسم البشري وغيرها.
اقرأ/ي أيضًا: كورونا في الأردن.. دعوات شعبيّة لمنع التجوّل وترقّب لفرض "قانون الدّفاع"
شكَّل ارتفاع زيارات المقالات تحديًا لمتطوعي الموسوعة، فبات من واجبهم التعامل مع عددٍ كبيرٍ من المقالات ومحاولة تحديثها وتطويرها باستمرار، لأنها أصبحت تشكل مرجعًا يَعتمد عليه الكثير من الناطقين بالعربية، خاصةً مع انتشار سيلٍ جارفٍ من الأخبار الخاطئة والشائعات والبيانات المزيفة، والتي يمكن أن تجد طريقها بسهولة إلى مقالات ويكيبيديا حيث يستطيع الجميع أن يُحرر. بالإضافة لكل ذلك، واجه المُحررون في ويكيبيديا العربية مُشكلاتٍ في تعريب المصطلحات العلميَّة، نظرًا لوجود نقصٍ في المحتوى العلمي العربي المتوافر بهذا الصدد. على أيَّ حال، فقد استطاع مجتمع الموسوعة التغلب على هذه الأزمة عبر نقاشاتٍ واسعةٍ وسريعةٍ جرت بين المتطوعين في صفحات ويكيبيديا، تخللها مشاركةٌ كثيفةٌ لبعض أعضاء مشروع ويكي طب، وهو مشروعٌ في ويكيبيديا يضمُ متطوعين مهتمين بالمحتوى الطِبّي والصحّي سواءً كانوا أطباء أو طلبة طب أو هواة.
منذ البدء في إنشاء هذه المقالات، شارك حوالي 100 مستخدم في تعديلها، وشملت تعديلاتهم إنشاءَ مقالاتٍ جديدةٍ أو تحديث المقالات الموجودة وتحسينها، أو مكافحة التخريب الحاصل على هذه المقالات. نعم للأسف، فعلى الرغم مما يشهده العالم من ظروف عصيبة حاليًا، وحاجة الكثيرين الماسة للوصول إلى معلومات صحيحة، إلا أنَّ تخريب وتشويه المعلومات ما زال جاريًا في ويكيبيديا! نتيجةً لذلك، فإن غالبية المقالات المرتبطة بالفيروس محميةٌ، بحيث لا يمكن إلا لفئاتٍ محددةٍ من المتطوعين تعديلها والإضافة عليها.
في آذار/مارس 2020، بدأ مشروع ويكي طب بإنشاء فريق عمل كوفيد-19 مستهدفًا إنشاء وإثراء وتحسين ومتابعة المقالات المُتعلقة بجائحة فيروس كورونا 2019، بدءًا من الفيروس والمرض (كوفيد-19) وصولًا إلى الوفيات والتبعات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة. لقد انضم إلى الفريق منذ تأسيسه أكثر من 22 متطوعًا، بعضهم مُتخصصٌ في الطب، وبعضهم متطوعٌ في الموسوعة لا أكثر، واستطاع الجميع إضافة أكثر من مليونين و222 ألف بايت من المعلومات في عموم المقالات المتعلقة بالفيروس. بالإضافة لذلك، عمل بعض المتطوعين على إنشاء وترجمةٍ صورٍ ورسومٍ بيانية متعلقةٍ بالفيروس وأعراضه وخرائط انتشاره وتأثيره وغير ذلك الكثير.
شكَّل ارتفاع زيارات المقالات تحديًا لمتطوعي الموسوعة، فبات من واجبهم التعامل مع عددٍ كبيرٍ من المقالات ومحاولة تحديثها وتطويرها باستمرار
بدأت ويكيبيديا الإنجليزية وبعض النسخ اللغوية الأخرى تشهدُ توجهًا من بعض الأطباء والأكاديميين والكليات الطبية الأجنبية نحو تحسين المحتوى الطبي على ويكيبيديا الخاصة بلغتهم، فهل سنرى قريبًا توجهًا من هذه الفئات في البلدان العربية لدعم المحتوى الطبي العربي على ويكيبيديا العربية؟ دون أن ننسى أن ويكيبيديا تأتي في المرتبة الخامسة من بين أكثر المواقع زيارةً على الشبكة العنكبوتية.
اقرأ/ي أيضًا:
غرائب كورونا.. "طوط طوط" وأحضان وأبواب توبة مغلقة
نظريات المؤامرة تغذي انتشار فيروس كورونا.. السلاح البيولوجي المطور أبرزها
كذب وتزوير مراسل العربية والحدث في اليمن يشعلان "السوشال ميديا"
بعد مسلسل التطبيع السياسي مع إسرائيل.. السينما تدخل على الخط