يدخل المنتخب الإنجليزي بطولة الأمم الأوروبية من بوابة المجموعة الرابعة، حيث يبدأ مشواره باحثًا عن لقبه الأول في تاريخ المسابقة، بل أنهم فشلوا في السابق في الوصول حتى إلى المباراة النهائية، وكانت أفضل نتائجهم الوصول إلى المربع الذهبي في نسختي 1968 في إيطاليا، وفي نسخة 1996 التي استضافوها وخسروا المباراة نصف النهائية فيها، أمام ألمانيا بطلة النسخة لاحقًا، بالركلات الترجيحية.
وسيواجه المنتخب الإنجليزي صراعًا كبيرًا على صدارة المجموعة مع منتخب كرواتيا وصيف كأس العالم الأخيرة في روسيا، بعدما أخرجوا إنجلترا بالذات في دور الأربعة، وأحد المنتخبات التي نجحت في ترك بصمة في معظم المسابقات القارية التي شاركت بها، بينما سيحاول المنتخب الأسكتلندي العائد إلى المنافسة القارية بعد غياب دام 21 عامًا، وتحديدًا منذ مونديال 1998 في فرنسا تحقيق المفاجأة، بعدما نجح رجال المدرب ستيف كلارك في حجز بطاقة التأهل إلى اليورو للمرة الثالثة في تاريخهم بعد نسختي 1992 و1996، إثر فوزهم المثير على صربيا في المباراة الحاسمة بالركلات الترجيحية.
وتُكمل جمهورية تشيكيا أضلاع مربع هذه المجموعة، البلد الذي نجح في التأهل إلى جميع نسخ اليورو منذ انفصاله عن سلوفاكيا في العام 1993، وحقق إنجازًا تاريخًا في مشاركته الأولى في يورو 1996، حيث بلغ المباراة النهائية وخسرها بصعوبة أمام ألمانيا في الوقت الإضافي، وستلعب مباريات المجموعة بين 13 و22 حزيران \ يونيو الحالي، وسيستضيف مبارياتها ملعبا ويمبلي في لندن، وملعب غلاسكو هامبدن بارك في العاصمة الأسكتلندية أدنبره.
إنجلترا: فرصة ذهبية لبلاد مهد كرة القدم
تتشكل قناعة كبيرة في الصحافة والإعلام الإنجليزيين، أن منتخب غاريث ساوثجايت يمتلك كل الأدوات اللازمة للتتويج باللقب، ولن تكون هناك أية أعذار مقبولة لتبرير ضياع اللقب هذه المرة، مع العلم أن المدرب الشاب قاد منتخب بلاده إلى نصف نهائي مونديال روسيا حيث احتلوا المركز الرابع.
وصول ثلاثة فرق إنجليزية إلى نهائي المسابقات الأوروبية في الموسم الحالي، يعكس حالة الانتعاش التي تعيشها إنجلترا مهد كرة القدم، خاصة في ظل تألّق عدد كبير من اللاعبين الإنجليز هذا العام، ما سيضع ساوثجايت أمام حيرة كبيرة لاختيار لاعبيه الأساسيين في المسابقة.
اقرأ/ي أيضًا: شراسة هجوميّة وصلابة دفاعيّة.. هل يرفع الإنجليز كأسهم الأولى في يورو 2020؟
يعتمد الإنجليز بشكل أساسي على كوكبة المواهب الشابة التي قدمّت مستويات استثنائية هذا الموسم، وفي مقدّمتها فيل فودين المتوج بجائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي، وماسون ماونت المتوّج مع تشيلسي بدوري الأبطال وصانع هدف الفوز في المباراة النهائية، وجادون سانشو جوهرة بروسيا دورتموند المطلوب في عديد الأندية الأوروبية.
سيقود هاري كين هداف الدوري الإنجليزي، وهداف كأس العالم الأخيرة في روسيا، خط هجوم كتيبة ساوثجايت، التي تضم مزيجًا من لاعبي الخبرة كهندرسون، والكر وجون ستونز، إضافة إلى المواهب الشابة التي تشارك في مسابقتها القارية الأولى كغريلتيش وجيسي لينغارد، كذلك فودين وماونت وسانشو المذكورين أعلاه.
كرواتيا: حصان البطولات القارية الحاضر دائمًا
لا يضع المنتخب الكرواتي أي سقف لطموحاته في البطولة، فالمنتخب الذي وصل إلى نهائي مونديال روسيا، قادر على التتويج ببطولة اليورو، مع امتلاك العناصر اللازمة لتحقيق ذلك، بتواجد نخبة من أفضل اللاعبين في الدوريات الأوروبية، وفي ظل أسلوب اللعب المتوازن والروح القتالية العالية التي يظهرها اللاعبون الكروات مع المنتخب.
يقود المنتخب الكرواتي نجم وسط ريال مدريد لوكا مودريتش، أفضل لاعب في العالم في العام 2018، وصاحب المستوى العالمي مع ناديه هذا الموسم، وسيلعب إلى جانبه نجما تشيلسي ماركو كوفازيتش، وإنتر ميلانو ماريو بروزوفيتش، فيما سيتواجد في خط المقدمة كلّ من إيفان بيرسيتيش، وأنتي ريبيتش، مع الاعتماد على لاعبي الخبرة، بينما سيفتقد المنتخب لماريو ماندزوكيتش وإيفان راكيتيش، أبرز نجوم المنتخب في المونديال الماضي، بعد قراريهما بإنهاء مسيرتهما مع المنتخب.
تشيكيا: بعد ملحمة 1996 هل لا تزال الأحلام ممكنة؟
لدى الحديث عن المنتخب التشيكي، يتبادر إلى الأذهان الإنجاز التاريخي الذي حققته مجموعة من اللاعبين الذين فاجأوا العالم وتأهلّوا إلى نهائي اليورو في عام 1996، وقد قدّم المنتخب في هذه البطولة نجومًا لمعوا لاحقًا في سماء اللعبة، ككاريل بوبوركسي، باتريك بيرغر، وفلاديمير سميتشر، واستمرت الدولة الشرق أوروبية في تقديم النجوم الكبار، كبافل نيدفيد المتوّج بالكرة الذهبية عام 2003، وتوماس روسيتسكي الملقب بموزارت الشرق، ميلان باروش، وبيتر تشيك الحارس التاريخي لنادي تشيلسي.
لا يضم منتخب تشيكيا أسماءً رنانة اليوم، وأبرز لاعبيه اليوم هو توماس سوسيك لاعب خط وسط وستهام الإنجليزي، لكنّ المنتخب سيسعى لتقديم عرض مشرّف بالبطولة، والمنافسة على الأقل على أفضل مركز ثالث، للتأهل إلى الأدوار الإقصائية ولما لا، البحث عن ملحمة جديدة.
اسكتلندا: محاربو التارتان في مهمة جديدة
انتظر منتخب اسكتلندا 24 سنة كاملة حتى ينجح في التأهّل إلى بطولة اليورو من جديد، وقد عانى المنتخب خلال هذه الفترة من غياب المواهب والخامات الجيدة، والتخبّط في الأداء والتذبذب في المستوى والنتائج، ما أبعد البلاد التي تشتهر بثنائية رينجرز – سيلتيك عن الواجهة لفترة طويلة.
تحسّن الوضع بشكل واضح مع المدرب ستيف كلارك الذي استلم الدفّة في العام 2019، وقد استفاد المدرب السابق لأستون فيلا من الطفرة في المواهب التي شهدها منتخب محاربي التارتان، والذين ينشط معظمهم في الدوري الإنجليزي وفي مقدمتهم أندي روبرتسون لاعب ليفربول، وأحد أفضل الاظهر في العالم، وسكوت مكتوميناي متوسط ميدان مانشستر يونايتد، وكيران تيري مدافع أرسنال، سيسعى المنتخب الأسكتلندي للفوز في مباراته الافتتاحية ضد تشيكيا، والقتال على المركز الثالث على الأقل، علّه يخطف بطاقة التأهل إلى دور الـ16 للمرة الأولى في تاريخه.
اقرأ/ي أيضًا:
حادثة إيريكسن تفزع أوروبا.. وبلجيكا تستعرض قوّتها أمام روسيا في يورو 2020
بلجيكا في يورو 2020.. تاريخ أسير وحاضر ينشد المجد