أكدت خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي أنّ شهر حزيران/ يونيو المنصرم كان الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق.
وجاء في النشرة الشهرية التي تصدرها الخدمة أن "كل شهر منذ تموز/يونيو 2023، أي 13 شهرًا على التوالي، يصنف على أنه الأكثر سخونة على الكوكب، منذ بدء التسجيل، مقارنة بالشهر المقابل في السنوات السابقة".
وأضافت النشرة: إن "متوسط درجة الحرارة العالمية خلال 12 عشر الماضية (تموز/يوليو 2023 - حزيران/يونيو 2024) هو الأعلى على الإطلاق، عند 0.76 درجة مئوية أعلى من متوسط 1991-2020 و1.64 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الصناعة 1850-1900".
وقال مدير خدمة "كوبرنيكوس" كارلو بونتيمبو: "هذا أكثر من مجرد غرابة إحصائية، ويسلط الضوء على تحول كبير ومستمر في مناخنا".
وأضاف بونتيمبو: "حتى لو انتهى هذا الخط المحدد من التطرف في مرحلة ما، فلا بد أن نرى أرقامًا قياسية جديدة يتم كسرها مع استمرار دفء المناخ ما لم نتوقف عن إضافة غازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي والمحيطات".
ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة يتوقع بعض العلماء أن يصبح العام 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق مقارنة بالسنوات السابقة. إذ قالت عالمة المناخ في معهد "غرانثام بجامعة إمبريال كوليدج" في لندن، فريدريك أوتو: إن "هناك فرصة كبيرة لأن يصبح عام 2024 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق".
وأضافت: "ظاهرة إل نينيو تحدث بشكل طبيعي وستأتي وتذهب دائمًا، لا يمكننا إيقاف ظاهرة "إل نينيو"، لكن يمكننا وقف حرق النفط والغاز والفحم".
وتميل ظاهرة "إل نينيو" الطبيعية التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في شرق المحيط الهادي، إلى رفع متوسط درجات الحرارة العالمية.
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة يتوقع بعض العلماء أن يصبح العام 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق مقارنة بالسنوات السابقة
وتشير أحدث البيانات إلى أن عام 2024 قد يتفوق على عام 2023 باعتباره العام الأكثر سخونة منذ بدء التسجيل، بعد أن أدى تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية وظاهرة "إل نينيو" المناخية، إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية هذا العام حتى الآن.
ويعد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، السبب الرئيسي لتغير المناخ الذي تسبب بالفعل في عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم عام 2024.
وقد لقي أكثر من ألف شخص حتفهم، الشهر الماضي، أثناء أداء فريضة الحج بسبب الحر الشديد، كما تم تسجيل وفيات ناجمة عن ارتفاع الحرارة في نيودلهي، التي عانت من موجة حر شديدة غير مسبوقة.
وعلى الرغم من الوعود بالحد من الاحتباس الحراري العالمي، فقد فشلت البلدان بشكل جماعي حتى الآن في الحد من هذه الانبعاثات، مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.
وحدد اتفاق باريس الصادر في عام 2015 أهدافًا لدرجة الحرارة تحد من الاحتباس العالمي الحراري إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستوى ما قبل الصناعة، مع بذل جهود للحد منه إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن.
وقالت النشرة إن الحدود المحددة في اتفاق باريس هي أهداف لمتوسط درجة حرارة الكوكب على مدى فترة 20 أو 30 عامًا.