باتت الأفلام العربية في الفترات الأخيرة تثير جدلًا عامًا، وهذا أمر جديد على مشهدنا الثقافي عمومًا، إذ طالما كانت الأعمال السينمائية تمر مرور الكرام، وإن حدث وأثارت أي نقاش فإن ذلك يجري على نطاق ضيق في دوائر المتخصصين، ولعل الأمر عائد إلى طبيعة عرض الأفلام الجماهيرية على المنصات الإلكترونية، وفي مقدمتها نتفليكس، حيث باتت قادرة على الوصول إلى أعداد هائلة من المشاهدين.
وعلى الرغم من `````````````````أهمية إثارة الجدل وفتح النقاش العام، إلا أن الذي يحدث أن بعضًا من هذا النقاش يخرج عن الإطار الحواري ويذهب باتجاه مطالبات بتدخل من السلطات، وثمة أعمال نالت ما هو أكثر من ذلك كالمطالبة بسحب جنسيات المشاركين فيها.
هنا دفعة من الأفلام التي أثارت الكثير من الجدل خلال فترة قصيرة، وبدا أن ما رافق كل عمل منها هو في المنحى العام استمرار للجدل الذي رافق الفيلم السابق، مع بعض الاختلافات التفصيلية، والاعتراضات عادة تخص كل ما يمس القيم الاجتماعية، ورفض تمثيل هذه الأفلام لحياتنا.
1- أصحاب ولا أعز
عرض فيلم "أصحاب ولا أعز" على منصة "نتفليكس"، وثارت الثائرة عليه بسبب مشهد للفنانة منى زكي تخلع فيه ملابسها الداخلية دون عري واضح, وظهور الممثل فؤاد يمين في شخصية مثليّ، بالإضافة إلى استخدام بعض الألفاظ التي اعتبرت خادشة في حوارات الفيلم.
الفيلم من إخراج وسام سميرة, وبطولة منى زكي وإياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي وجورج خباز وفؤاد يمين. وهو النسخة العربية من الفيلم الإيطالي "Perfetti sconosciuti".
2- صالون هدى
"صالون هدى" فيلم فلسطيني من تأليف وإخراج هاني أبو أسعد، وبطولة منال عوض وميساء عبد الهادي وعلي سليمان. فجّر هذا الفيلم المزاج العام، واشتعلت المنصات الاجتماعية في الحديث عنه، وقد تعددت المآخذ عليه من بعض فئات الجمهور، لكن أهمها كان في ظهور الفنانة ميساء عبد الهادي عارية، والمقولة الأساسية التي تعلن أن المتورطين في العمالة مع الاحتلال هم ضحايا للمجتمع.
ولم يقتصر الأمر على الجدل الشعبي، بل دخلت جهات رسمية على الخط مثل وزارة الثقافة الفلسطينية، التي قالت في بيان لها: "من المؤكد أن المشاهد التي احتواها الفيلم تمس صورة شعبنا، وتنافي قيمه وأخلاقه وتمس صورة السينما الفلسطينية". كما أشار البيان إلى أن لجنة شكلتها الوزارة سابقًا رفضت الفيلم، ولم تسمح له بأن يُمثل دولة فلسطين في مسابقة الأوسكار الدولية.
3- الحارة
تعرّض فيلم الحارة، الذي يُعرض على "نتفليكس" منذ بداية كانون الثاني/ يناير، لهجوم شديد من عدد كبير من المواطنين الأردنيين، ومن بعض النواب في البرلمان الأردني، بسبب ما وصفوه بأنه تصوير فاحش للمجتمع واستخدام بذيء للغة.
ووصلت الأمور إلى حد مطالبة أحد النواب الأردنيين بسحب الجنسية من الممثل منذر رياحنة، بسبب تبريره بأن الفيلم يمثّل واقع المجتمع الأردني.
الفيلم من كتابة وإخراج باسل غندور، وبطولة منذر رياحنة وميساء عبد الهادي ونادرة عمران وعماد عزمي وبركة رحماني.
4- أميرة
أميرة فيلم صدر سنة 2021 للمُخرج المصري محمد دياب، وبطولة تارا عبود وصبا مبارك وعلي سليمان.
يناقش الفيلم قضية أطفال النطف المهربة للأسرى الفلسطينيين. وخلال الأحداث تكتشف الشابة الفلسطينية أميرة، ابنة أحد الأسرى من نطفة مهربة، بأن والدها عقيم. فتبدأ رحلة البحث عن والدها الحقيقي، لتكتشف أن أحد الحراس الإسرائيليين قام بتبديل نطفة والدها، وأن أصولها إسرائيلية. وهنا كان الجدل حيث رأى فلسطينيون على نطاق واسع أن هذه القصة تشكك في الرواية الفلسطينية ككل.
تم إيقاف تداول الفيلم بعد الاعتراضات التي وجهت له.