لا شكّ أن العام الماضي كان مرهقًا لنا جميعًا، كالذي سبقه، ولاسيما على مستوى سلوكنا الرقمي والإدمان المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع دخول تيك توك، والثورة الجديدة في إنتاج الريلز على إنستغرام، والتنافس المحتدم بين المنصّات من أجل السيطرة على نقراتنا وتثبيت أعيننا على الشاشة أكبر وقت ممكن.
العام الجديد، كالعادة، يحمل معه أملًا في التعلم من دروس الماضي وتحسين علاقاتنا مع ما حولنا من البشر والأشياء، وفي مقدمة ذلك كله، علاقتنا مع التكنولوجيا والأجهزة الذكية والهواتف
فأنت لا شك تقضي الكثير من الوقت وأنت على الهاتف، وهو ما تقر به الشركات المصنعة للهواتف، مثل آبل وسامسونج وجوجل، والتي تقدم وسائل تساعدك على الحدّ من "وقت الشاشة" (Screen Time) عبر ضبط بعض الإعدادات في الهاتف نفسه.
إلا أن العام الجديد، كالعادة، يحمل معه أملًا في التعلم من دروس الماضي وتحسين علاقاتنا مع ما حولنا من البشر والأشياء، وفي مقدمة ذلك كله، علاقتنا مع التكنولوجيا والأجهزة الذكية والهواتف.
نقدّم إليك هنا خمسة نصائح عليك أخذها بعين الاعتبار من أجل حياة تقنية صحية وأكثر فائدة على المستوى الصحي والنفسي في العام الجديد:
1. حاول فهم طريقة استخدامك للهاتف
تركّز الكثير من النصائح على محاولة تقليص "وقت الشاشة" من أجل التخلص التدريجي من حالة الإدمان على الهاتف والنظر في تنبيهات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك، وملاحقة ما عليها من أخبار وتحديثات. إلا أن دارسة حديثة من جامعة ملبورن الأسترالية ترى أنه من المهم أيضًا أن تفهم ما الذي تفعله على الهاتف أثناء استخدامك له، وأن تلك خطوة مهمّة قد تكون حاسمة في مساعدتك على تقليل الوقت الذي تقضيه على الهاتف. فلو كنت تقضي على الهاتف وقتًا يعود عليك بالفائدة، ففي هذه الحالة قد يكون عليك التخفف من الشعور بالذنب وتأنيب الضمير. أما لو اكتشفت أنك تقضي الكثير من الوقت على الهاتف في تعقب تحديثات إنستغرام أو فيسبوك، بلا أية جدوى وفائدة، فربما سيكون ذلك بمثابة جرس تنبيه لدفعك لإعادة التفكير بسلوكك الرقمي، وتقليص الوقت الذي تقضيه في هذه الممارسات على الهاتف. فالأمر قد لا يكون متعلقًا بعنصر الوقت وحسب، بل له علاقة وطيدة بالمحتوى الذي تقوم باستهلاكه أثناء استخدام الهاتف.
2. ابتعد عن الهاتف (بدنيًا) أو أبعده عنك
من المهم عند التفكير بالسلوك الرقمي على الهاتف أن تتذكر أن الهاتف قد تحول إلى "يد إضافية" تحملها معك في كل الأوقات والأماكن، على الكنبة والسرير في البيت، وحتى في الحمام، وفي السيارة والمتجر والمطعم، وحتى في مكان العبادة، من مسجد أو كنيسة. الحل البسيط الذي يقترحه كيفن روس، من صحيفة نيويورك تايمز، هو أن تبتعد عن الهاتف، أو تبعده عنك. ففي تجربته التي أجراها عام 2019 حين قرر هجر الهاتف المحمول قدر الإمكان خلال اليوم، لجأ الرجل إلى وسائل متطرفة لكي يحدّ من إدمانه على الالتصاق بالهاتف، حتى أنّه اشترى "خزنة" صغيرة ليضع فيها الهاتف أثناء العمل أو القراءة. كما أخذ على نفسه عهدًا بعدم إدخال الهاتف إلى غرفة النوم وعدم استخدامه مطلقًا وهو على السرير.
3. ضع جدولًا صارمًا لاستخدام الهاتف
استخدم المؤقّت (التايمر) لضبط طريقة استخدامك للهاتف أثناء أدائك للمهام اليومية في العمل أو الدراسة أو المطالعة. يمكن أن تبدأ بشكل تدريجي، بأن تضبط وتيرة استخدام للهاتف بكل 20 دقيقة، ثم زد المدة تصاعديًا، وصولًا إلى ساعة كاملة. بعد أسبوع من الالتزام بهذا التكتيك، ستجد أن استخدامك للهاتف لم يتراجع زمنيًا وحسب، بل وباتت طريقة استخدامك للهاتف أكثر فعالية وفائدة، وهو ما سينعكس إجمالًا على تقديرك واحترامك لذاتك. قد يكون من المهمّ عند البدء بهذه الإستراتيجية أن تبلغ أصدقائك وأفراد الأسرة أو الزملاء في العمل أنك لن تستجيب للرسائل النصية إلا كل ساعة، وأنه للحالات الطارئة سيكون عليهم الاتصال بك.
4. تخلص من التنبيهات الخاصة بالتطبيقات
التنبيهات الواردة من التطبيقات على الهاتف معظمها غير ذي أهمّية. يمكنك لو أردت السيطرة على سلوكك الرقمي أن تحذف ما أمكن من التطبيقات، وأن تتخلص ربما من فيسبوك وتويتر وإنستغرام، وتقتصر على مطالعتها عبر اللابتوب. أما لو كنت غير جاهز بعد لهذه الخطوة، فربما سيتعين عليك على الأقل أن تحدّ من التنبيهات الواردة من هذه التطبيقات، وخاصة تويتر وإنستغرام، وغيرها من التطبيقات التي ترهق تركيزك بكثرة التنبيهات الواردة منها. كما يمكنك أن تلجأ إلى إخفاء التطبيقات عن الشاشة الرئيسية للهاتف، بحيث لا يغريك النظر إلى الإشارات الحمراء أو الزرقاء التي تظهر على أيقوناتها والتي تدلّ على وجود نشاط قد يهمّك داخل التطبيق، من اللايكات أو التعليقات أو البوستات من الأصدقاء.
يمكنك لو أردت السيطرة على سلوكك الرقمي أن تحذف ما أمكن من التطبيقات، وأن تتخلص ربما من فيسبوك وتويتر وإنستغرام، وتقتصر على مطالعتها عبر اللابتوب
5. اشعر بقليل من المسؤولية
ربما يلزمك لو كنت جادًا في تقليل الوقت الذي تقضيه على الشاشة في متابعات غير ذات فائدة على تطبيقات التواصل الاجتماعي أن تستثمر في بعض التطبيقات التي تتابع وتقوّم سلوكك الرقمي على الهاتف، مثل تطبيق "QualityTime" أو تطبيق "Moment"، والتي تساعدك على وضع هدف محدد والالتزام به.
اقرأ/ي أيضًا:
مترجَم: خاصّية جديدة على آيفون تتيح لك "توريث" الهاتف بعد وفاتك
أداة للإباحية ومصدر للتضليل والاحتيال.. ماذا تعرف عن تقنية "التزييف العميق"؟