لماذا يتوقع البشر المزيد من التكنولوجيا ووسائل الاتصال والإعلام، ويتوقعون أقل من بعضهم البعض. على ما يبدو الإنسان سيبقى دومًا في دوامة علاقة إشكالية مع التكنولوجيا وأشكال تطورها، إذ تتباين مستويات ونسب تقبل التغيرات التي تطرحها التكنولوجيا، وكيفية التعاطي مع التحولات التي تفرضها على أنماط معيشة البشر. ربما يكون طرح بعض الأسئلة، والاجتهاد في محاولة إيجاد إجابات لها إحدى طرق تخفيف التوتر الذي يعتري الإنسان نتيجة التطور المتسارع الهائل في قطاع التكنولوجيا، خاصة في الجانب الذي يرتبط بالعلاقات الاجتماعية مباشرة، مثل وسائل الاتصال والإعلام الاجتماعي.
1. لماذا يتعلق الإنسان بالأجهزة الرقمية عندما تتوفر لديه؟
سيبقى الإنسان دومًا في دوامة علاقة إشكالية مع التكنولوجيا وأشكال تطورها
لأنها تقدم شيئًا يحتاجه دماغه ويلبي بعض الحاجات الفطرية، وبالأخص سلوك السعي والبحث عن الأشياء والمعلومات. فمن أمهر من جوجل اليوم للإجابة على أسئلة الإنسان؟!
2. هل تسبب التكنولوجيا الإدمان على استخدامها؟
التكنولوجيا والتطوير المستمر لها تقدم مغريات غير هينة للإنسان، فدائما هناك ما هو جديد، ودائمًا هناك ما هو أسهل للوصول إلى بعض النتائج والخدمات التي تقدمها التكنولوجيا، لذلك، وبناء على غريزة حب المعرفة والاستكشاف، يسعى الإنسان دومًا لمتابعة الحاصل من تطور للتكنولوجيا التي يستخدمها، ومن هنا يمكن وصف التكنولوجيا بأنها تدفع إلى الإدمان عليها، نعم.
3. لماذا يفضل الإنسان وسائل الإعلام الاجتماعية على الوسائل الإعلامية التقليدية؟
السبب، وبكل بساطة، لأنها تحترم الإنسان وإردته ورأيه أكثر، فالجلوس أمام التلفاز لا يعطي أي صفة سلوكية للإنسان سوى أنه مراقب ومستمع، بينما استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديث ووسائل الإعلام الاجتماعي تعطيه الشعور بالمشاركة والانخراط في الأحداث من موقع صانعها لا متلقيها فقط.
4. لماذا يستنفر الإنسان ويقفز إلى هاتفه المحمول لرؤية كل تنبيه جديد يصله؟
لأن الإنسان يحب أن يعرف كل جديد، وبخاصة إذا كان متعلقًا به، فالتنبيه قد يكون لشيء ما نشره أحد الأصدقاء في فيسبوك، أو رسالة نصية وصلت إلى الشخص، بالتالي فأنه المهتم الرئيسي لمعرفة محتوى التنبيه، نظرًا لأن هذا التنبيه موجه له حصرًا وليس لغيره، كمثل الإعلانات أو الأحاديث المنقولة عبر وسائل الإعلام التقليدية.
5. ما هي تداعيات إدمان التواصل عبر التكنولوجيا والأجهزة الرقمية؟
بشكل أساسي تكون التداعيات نفسية، فربما يكون الإكثار من استخدام هذا النمط من التواصل هو للهروب من روتين الحياة اليومية ورتابة بعض الأوقات، لكن عدم الانتباه والحرص على التعاطي مع التكنولوجيا بتوازن قد يعيد إنتاج حالة الرتابة والروتين اللتين هرب منهما الشخص سابقًا، ليجد نفسه مجددًا أمام حالة ملل جديدة. كما أن أخطر التداعيات للتعلق بتكنولوجيا الاتصالات، هو ضعف التواصل المباشر مع الآخرين، فقد تهمل الأم طفلها، أو الزوج زوجته.
توفر الرسائل النصية خاصية تصبح العلاقات الاجتماعية معها أقل تطلبًا للجهد
6. لماذا أصبحت الرسائل النصية أكثر شيوعًا من الأحاديث العادية؟
توفر الرسائل النصية خاصية تصبح العلاقات الاجتماعية معها أقل تطلبًا للجهد، فهي تحرم الناس من إمكانية المواجهة المباشرة والاتصال الوجاهي بالآخرين. وهذا جانب خطير حقًا، إذ ربما يشهد العالم جيلًا كاملًا يعاني مشكلات في التواصل الاجتماعي المباشر، نظرًا لتفاقم الاعتماد على الرسائل النصية في التواصل.
7. هل تضر الهواتف الذكية بالعلاقات الإنسانية؟
نعم، ببساطة لأنها توفر كل إمكانيات الالتهاء عمن نكون برفقتهم، وكذلك تعزز من إمكانيات التواصل غير المباشر، وهي بذلك أداة تكنولوجية تسهل القيام بسلوك من شأن القيام به بشكل مبالغ فيه أو خاطئ أن يضر كثيرًا بنفسية الإنسان وعلاقاته بمن حوله، ومدى عمق هذه العلاقات أيضًا.
8. هل تجعلنا التكنولوجيا الرقمية أغبياء؟
يستطيع العالم الرقمي أن ينسينا ما نعرفه عن الحياة، نعم، وبكل سهولة، إذا ما انصب الاهتمام على ما في العالم الافتراضي، وتم إهمال ما في العالم الحقيقي، فالنتيجة بالضرورة ستكون ضعف المهارات المتعلقة بممارسة الحياة في العالم الحقيقي.