هناك أفلام سينمائية حفرت مكانة لها في التاريخ وفي وعي الجمهور العالمي، وصارت كالأيقونات. مثل فيلم تيتانيك وقصة الحب الشهيرة التراجيدية التي تدور على السفينة الغارقة، إذ باتت تمامًا كما القصص الغرامية في المسرحيات الشهيرة كروميو وجولييت وتريستان وإيزولده وغيرها من قصص الحب. أبطال هذه الأفلام نالوا شهرة واسعة، وارتبطت صورتهم بمخيلة المشاهد ارتباطًا صار من الصعب التغاضي عنه حين ترد أسمائهم.
مبجرد ذكر تيتانيك تتم الإشارة إلى الممثل الأشقر الجميل ليوناردو دي كابريو. لكن ما يغيب عن ذهن المشاهد أن العديد من سيناريوهات الأفلام الشهيرة قد عرضت على ممثلن آخرين ورفضوها لأسباب مختلفة. هل يمكن مثلًا تصور أن فيلم مثل تيتانيك يؤدي فيه دينزل واشنطن دور البطل! أو أن فيلم مثل "تاكسي درايفر" يؤدي فيه مورغان فريمان دور البطل!
الكثير من الممثلين رفضوا سيناريوهات أصبحت فيما بعد أفلامًا تاريخية وتحفًا فنية خالدة. كانت كلمة "نعم" بدلًا من كلمة "لا" كفيلة بتغيير مجرى الأحداث في أفلام السينما التي شاهدناها، وعشنا معها أبرز لحظات الحب والخوف والحزن.
في هذا المقال سنرصد بعض تلك الأدوار البطولية التي رفضت من قبل ممثلين ثم ندموا عليها لاحقًا.
دينزل واشنطن
الدور الأول الذي رفضه واشنطن من أحد أفلام المخرج ديفيد فينشر، والفيلم هو Se7en الصادر عام 1995 والذي أدى فيه أدوار البطولة مورغان فريمان وبراد بيت. وبينما لم يقدم واشنطن أي سبب لرفضه الدور في الفيلم، فإن بعض النقاد يعزون السبب إلى أن مخرج الفيلم ديفيد فينشر لم تكن له أعمال ناجحة في حينها.
وعندما سئل الممثل دينزل واشنطن عن الأفلام التي رفضها وكان يجب عليه الموافقة على أداء أدوارها، أجاب واشنطن عن دور البطولة في فيلم "مايكل كليتون" الصادر عام 2007 ومن كتابة وإخراج الأمريكي طوني غيلروي. وأضاف واشنطن بالقول "سيناريو الفيلم كان أفضل مادة قرأتها منذ فترة طويلة. كنت متوتر بشأن العمل مع مخرج لأول مرة، وكنت مخطئًا". وانتهى الأمر بالممثل جورج كلوني بأداء الدور بدلًا من دينزل واشنطن.
ليوناردو دي كابريو
رفض الممثل ليوناردو دي كابريو أداء دور النجم في صناعة أفلام البورنو الإباحية "ديرك ديغلر" في فيلم Boogie Nights للمخرج بول توماس أندرسون في عام 1997. لاقى الفيلم استحسانًا كبيرًا وترشح لعدة جوائز أوسكار، وجعل من الممثل مارك والبيرغ نجمًا سينمائيًا مشهورًا. وجاء رفض دي كابريو للدور من أجل القيام بدور Titanic بدلًا من ذلك. تردد دي كابريو بعد لقاءه بالمخرج من قلة الخبرة التي كانت لدى بول توماس أندرسون في ذلك الوقت، حيث كان يشرع في إخراج فيلمه الثاني فقط بعد فيلمه الأول Hard Eight.
وعن الفيلم قال دي كابريو: "هو فيلم أحببته وأتمنى لو كنت مثلت فيه". وعند سؤاله عما إذا كان سيرفض دوره في بطولة فيلم تيتانيك إذا كان بإمكانه العودة في الزمن إلى الوراء، أجاب: "أنا لا أقول إنني كنت سأفعل ذلك. لكن كان من الممكن أن يشكل اختياري للدور اتجاهًا مختلفًا في التمثيل، من الناحية المهنية أقصد"، وأضاف: "أعتقد أن الدورين رائعين وكنت أتمنى أن أشارك في بطولتهما معًا"، وتابع: "في الحقيقة لو لم أؤدِ دوري في فيلم تيتانيك، فلن أكون قادرًا على القيام بأنواع الأفلام أو الحصول على المهنة التي وصلت إليها الأن بالتأكيد. وكان من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كنت قد ذهبت في اتجاه آخر مهنيًا".
Madonna
رفضت المغنية والممثلة الامريكية المولودة عام 1958 دورًا في فيلم The Matrix. ليست مادونا من الفناني الذين يندمون على قرارات فنية، لاسيما أن سجلها حافل بالنجاحات. لكنها في معرض حديثها عن القرارات الفنية، أشارت إلى تسرعها في رفض دورها في الفيلم الصادر عام 1999 ومن كتابة وإخراج ليلي ولانا واشوسكي. وقالت: "لقد رفضت الفيلم وهذا أمر لا يصدق! أريد أن أقتل نفسي. إنه واحد من أحد أفضل الأفلام التي تم إنتاجها على الإطلاق"، وأضافت: "هناك جزء صغير جدًا مني يندم على تلك اللحظة في حياتي".
وأشارت إلى رفضها أدوار أخرى ومنها دور Catwoman في فيلم "عودة باتمان" الصادر عام 1992 ومن إخراج ييم بورتن، مشيرة بالقول "يؤسفني أنني رفضت هذا الدور. لقد كان دورًا عنيفًا للغاية". وقد أدت الدور بدلًا منها الممثلة ميشيل فايفر. لكنها لم تأسف لرفضها دور "نعومي مالون" في فيلم Showgirls للمخرج بول فيرهوفين الصادر عام 1995 وقد أسند الدور إلى إليزابيث بيركلي.
براد بيت
الممثل الأمريكي براد بيت المولود عام 1963، أعرب عن أسفه بشأن رفض دور "نيو" في فيلم The Matrix، وأسند الدور فيما بعد إلى الممثل كيانو ريفز. وقال: "لقد أتيت من مكان، ربما كانت تربيتي، حيث إذا لم أفهم الشيء، فهو ليس لي. وأعتقد حقًا أن الدور لم يكن لي أبدًا. لقد كان يحتاج إلى شخص أخر غيري"، وأضاف بيت ممازحًا "لقد تناولت الحبة الحمراء" في إشارة إلى كونه شخص واقعي، واعتبر أن "الدور الذي رفضته مجرد واحد من العديد من الأفلام الضخمة والرائعة التي رفضتها والتي تحتاج إلى ليلتين للمرور بها".
ويل سميث
مما يبدو أن العديد من الممثلين لم يؤمنوا بفيلم The matrix ورفضوا أداء دور البطولة (شخصية نيو أو شخصية مورفيوس)، ومن هؤلاء الممثل الأمريكي ويل سميث المولود في العام 1968. وأشار الممثل إلى صعوبة في فهم أفكار الفيلم إبان النقاش مع لانا وليلي واشوسكي كاتبتي ومخرجتي العمل، وتحديدًا الأفكار المتعلقة بسرعة الرصاص والحركة البطيئة في الفيلم. وبدلًا من ذلك توجه سميث لتأدية دور في فيلم Wild Wild West والذي ترك نوعًا من الندم لتأديته قائلًا: "أنا لست فخورًا بهذا الفيلم". وأضاف سميث بالقول: "ربما ما كنت لأكون ناجحًا في الفيلم. كيانو ريفز كان مثاليًا، وكذلك دور لورانس فيشبورن. ربما كنت سأفضل في هذا الدور وسأفسد الفيلم برمته. لقد قدمت معروفًا للمشاهدين".
مات دايمون
خسر الممثل الأمريكي المولود عام 1970، مات دايمون، حوالي 200 مليون دولار لعدم تأديته دورًا في فيلم Avatar من كتابة وإخراج جيمس كاميرون، والصادر عام 2009. قام بتأدية الدور سام ورثنغتون وحقق أعلى إيرادات في التاريخ في شباك التذاكر. وأشار دايمون "صحيح أنني أضعت الكثير من المال، لكن الندم الأكبر يتمثل في أنها كانت الفرصة الأخيرة ربما للعمل مع المخرج جيمس كاميرون، خصوصًا أن كاميرون لا يعمل بشكل مستمر في السينما"، وأضاف: "أعتبر أن قولي كلمة لا بمثابة أمر مقرف وقاسي. لكنني بخير بالرغم من ذلك".
جوش هارتنيت
اعتبر الممثل الأمريكي جوش هارتنيت أنه لو وافق على تأدية دور باتمان في أولى سلسلة أفلام المخرج كريستوفر نولان، قرارًا كان سيغير مسار حياته المهنية بكاملها. يشير هارتنيت بالقول "لقد فكر نولان بي لتأدية الدور، لكن الخوف تملكني"، وأضاف "كممثل كنت أخشى أن تلصق بي شخصية وحيدة في ذهن الجمهور". وأشار هارتنيت إلى أنه أدرك خطأه حين اختار نولان الممثل كريستيان بايل لتأدية هذا الدور، ومن ثم أسند دور البطولة أيضًا لكريستيان بايل في فيلم The Prestige لنولان أيضًا والصادر في العام 2006. ويعلق هارتنيت بالقول: "لم يشركني نولان في فيلمه التالي The Prestige، وعندها أدركت أن العلاقات قد تشكلت بين المخرج والممثلين في فيلم باتمان الأول Batman Begins الصادر عام 2005، وكان يجب أن أكون جزءًا من العلاقة مع هذا الرجل، كريستوفر نولان، والذي شعرت بأنه رائع وموهوب للغاية".
ميشيل فايفر
اعترفت الممثلة ميشيل فايفر بأنها نادمة على رفض عرض التمثيل إلى جانب الممثل أنتوني هوبكينز في فيلم Silence of the Lambs الصادر عام 1991. وعن رفضها للدور في فيلم المخرج الراحل جوناثان ديمي قالت فايفر: "كنت خائفة"، وأضافت: "كان هناك شر كثير في هذا الفيلم، شر من النوع الذي سينتصر في النهاية، وسوف يسيطر ويحكم"، وتابعت بالقول: "كنت غير مرتاحة لهذه النهاية، ولم أكن أريد أن أظهر هذه النهاية إلى العالم". انتهى الأمر أخيرًا إلى إسناد الدور للممثلة جودي فوستر التي فازت بجائزة أوسكار عن دورها هذا.
مايكل كيتون
لم يكن الممثل بيل موراي الخيار الأول لمنتجي فيلم Groundhog Day وتم التواصل مع الممثل الأمريكي مايكل كيتون لأداء الدور. لكن كيتون أشار إلى أنه قرأ النص لكنه "لم يفهمه"، وأضاف معلقًا على الشخصية المطلوب منه تأديتها: "الدور المطلوب يبدو وكأنه من النوع الساخر والمحبب ومشابه لشخصية أديتها سابقًا"، وتابع بالقول: "لا يمكن أن أؤدي الدور أفضل مما فعله بيل موراي".
كريستينا أبلغايت
من الصعب تخيل فيلم Legally Blonde الصادر عام 2001 من دون الممثلة ريز ويزيرثبون. الفيلم المقتبس عن كتابة أماندا براون وإخراج روبرت ليكيتيك. في حينها تم التواصل مع الممثلة الأمريكية كريستينا أبلغايت من أجل إسناد الدور لها لكنها رفضت لأنها شعرت أن الشخصية المطلوبة مشابهة لإحدى الادوار المسرحية التي أدتها سابقًا. وعلقت أبلغايت بالقول "لقد خفت أن أكرر نفسي. يا لها من خطوة غبية، أليس كذلك؟ لكن ريت تستحق ذلك. لقد قامت بعمل أفضل بكثير مما كنت أستطيع أن أفعل".
بروس ويليس
رفض الممثل بروس ويليس دور في الفيلم الرومانسي Ghost إلى جانب الممثلة ديمي مور. الفيلم الصادر عام 1989 وجده ويليس "مربكًا"، وعلق على المسألة بالقول: "رجل ميت يحاول مساعدة صديقته الحزينة على المضي قدمًا في حياتها بعد موته، بينما يحاول الكشف عن جريمة القتل في نفس الوقت؟"، وأضاف: "لم أفهم الأمر! الرجل مات. كيف سنحصل على قصة حب؟". وقد عبر ويليس عن ندمه لرفض الدور واصفًا ذلك بالقرار الغبي.
هالي بيري
يجب على الممثلة ساندرا بوليك التقدم بالشكر للممثلة هالي بيري لرفضها دور في فيلم Speed الصادر عام 1994. عرض السيناريو على هالي بيري لتمثيل دور البطولة إلى جانب الممثل كيانو ريفز. والفيلم من إخراج جان دي بونت ومن كتابة غرهام يوست. تقول بيري عن الأمر: "أشاهد الفيلم الأن وأنا مندهشة ومستاءة"، وأضافت "قلت لا بغباء".
