ولد بول توماس أندرسون في عام 1970 في مدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية. بدأ أندرسون صناعة الأفلام في سن مبكرة. وكان أول أفلامه للهواة عام 1988 The Dirk Diggler Story وهو نوع من الأفلام الوثائقية. وثم صنع فيلمًا قصيرًا بعنوان "السجائر والقهوة" عام 1993. عمل أيضًا كمساعد إنتاج في العديد من الإعلانات التجارية ومقاطع الفيديو الموسيقية قبل أن تتاح له الفرصة لعمل أول فيلم طويل.
قال بن أفليك عن بول توماس أندرسون بأنه يشبه المخرج الأمريكي أورسون ويلز. ووصفه كوينتين تارانتينو بأنه "منافس ودود"
التقى أندرسون في البداية بثلاث ممثلين واستمر التعاون فيما بينهم في أفلامه اللاحقة وهم فيليب بيكر وجون سي رايلي وفيليب سيمور هوفمان الذي ظهر في 4 أربعة أعمال لأندرسون. كما عمل مع جوليان مور، لويس غوزمان، ويليام إتش مايسي، ميلورا والترز، بيرت رينولدز، مارك والبيرغ، جون بريون، ألفريد مولينا، ريكي جاي، مايكل بين، ماري لين راجسكوب، كيفين أوكونور الأول، ديفيد وارسوفسكي، بول تومبكينز، خواكين فينيكس، دانيال داي لويس، ليزلي مانفيل، مارتن شورت.
اقرأ/ي أيضًا: 4 من أجمل أفلام المخرج بول توماس أندرسون عليك مشاهدتها
ويشار إلى أن أندرسون صنع أفضل الأفلام في السنوات الـ25 الماضية. وأما فيلمه الأخير Licorice Pizza فهو الأول له بعد انقطاع أربع سنوات عن الإخراج. والفيلم من كتابته أيضًا ويحكي قصة حب رومانسية، واشترك في تمثيله كل من ألانا هايم وكوبر هوفمان وشون بين. "Phantom Thread" فصاحب أفلام: "The Master" و"Magnolia" و"Phantom Thread" و"There will be blood".. أظهر تحولًا من تصوير الشخصيات الأمريكية المشحونة بالغضب والقسوة كما في أفلامه المذكورة، إلى تصوير نوع من الدعابة والسخرية والكوميدا كما في فيلمه الأخير Licorice Pizza الصادر عام 2021.
وقد قيل عنه الكثير. سواء من قبل من تعاملوا معه ومن عرفوه إما من خلال أعماله أو من خلال العمل معه عن قرب. فقال عنه الممثل بن أفليك بأنه يشبه المخرج الأمريكي أورسون ويلز. ووصفه المخرج كوينتين تارانتينو بأنه "منافس ودود". وأما الكاتب والمخرج سام مينديز فيصفه بكونه "كاتي حقيقي". وغالبًا ما تتحول علاقات العمل مع بول توماس أندرسون إلى صداقات طويلة بحسب ما يشير سام مور في صحيفة الإندبندنت البريطانية.
جوليان مور
التقت بالمخرج بول توماس أندرسون في إحدى السهرات في لوس أنجلس، وكان يبلغ أندرسون حينها من العمر 25 عامًا. تقدم أندرسون من جوليان مور وقال لها بأنه كتب سيناريو ويرغب بأن تقرأه. وتتابع مور قولها واصفة أندرسون "لقد كان رائعًا ومليئًا بالحياة ولطيفًا"، وتضيف "قرأت النص ولم يكن عندي أي شك في أنني أريد المشاركة فيه. لقد كان سيناريو فيلم Boogie Nights.
وتشير مور بأن الممثلين وقعوا عقود المشاركة في فيلم Boogie Nights فقط بسبب السيناريو، الذي أكمله أندرسون في عام 1995. وتضيف مور "لقد كان دليلًا كافيًا على موهبة مؤلفه المذهلة". وتتابع بالقول "مع بول، لم أشعر أبدًا أنني في يد شخص أقل من خبير في الكتابة والإخراج. كان من الواضح جدًا أنه كان موهبة كبيرة، حتى لو أنه كان يبلغ 26 سنة". وترى بأنه "كان من الواضح جدًا على الورق مدى روعة فيلم Boogie Nights".
ليزلي مانفيل: "ما أحبه في طريقة عمل أندرسون هو أنه يسمح لك حقًا بإحضار الأشياء الخاصة بك إلى العمل الفني. وبمجرد أن يراك تفعل ذلك، ينفعل بحماس وهذا شيء رائع"
وتتذكر بأن أندرسون واجه صعوبات كبيرة في إنهاء الفيلم، ومنها فوضوية طاقم العمل، وصعوبة التواصل مع الممثل بيرت رينولدز كونه كان من أكبر النجوم السينمائيين في السبعينات. وعلى الرغم من السجال بين رينولدز وأندرسون أثناء التصوير، إلا أن جوليان مور أشادت بالطريقة التي تعامل بها المخرج مع النجم بيرت رينولدز: "كان بيرت نجمًا كبيرًا، وكان لديه الكثير من الأفكار حول الكيفية التي يريد بها القيام بالأشياء خلال التصوير، والشيء الرائع في بول هو أنه منح بيرت المساحة للقيام بما يحتاجه لأداء دوره". تتذكر مور أنه "ذات ليلة أصر بيرت رينولدز على إطلاق النار أثناء التمثيل بطريقة معينة، وقد استغرق الأمر الكثير من الوقت، ولم يكن هذا الأمر ينسجم مع الطريقة الخاصة التي يستخدمها بول، لكنه كان يعلم أنه من الأفضل السماح لبيرت رينولدز بالقيام بذلك".
اقرأ/ي أيضًا: أبرز 6 سمات فارقة في أفلام المخرج إم نايت شيامالان
ويشار إلى أن جوليان مور ترشحت لأول أوسكار في مسيرتها الفنية عن دورها في هذا الفيلم. وتذكر مور بأن بيرت رينولدز لم يكن لديه ميل لمشاهدة الفيلم بعد عرضه في الصالات، على الرغم من كونه أفضل أداء في حياته المهنية، فقد فاز بجائزة الغولدن غلوب، ونال نوعًا من الثناء لم يكن قد تلقاه منذ عقود.
وهذا ما دفعه للعمل مرتين مع كل من الممثل دانيال داي لويس وخواكين فينيكس، وكلاهما معروف بالانتقائية في اختيار مشاريعهما وأدوارهما. وقد تعاون أندرسون لمدة 20 عامًا مع الراحل الممثل فيليب سيمور هوفمان. وكذلك عمل مع توم كروز وأقنعه بقول كلمات نابية بهدف الحصول على أفضل أداء من كروز حين كان يؤدي دور فنان وسائق شاحنة بغيض مرتديًا صدرية جلدية في فيلم Magnolia الصادر عام 1999.
كيفين جي أوكونور، الذي كان له دور داعم في فيلم The Master، ودور رئيسي في فيلم There Will Be Blood، والذي عمل أيضًا مع مخرجين أمثال فرانسيس فورد كوبولا وروبرت ألتمان وستيف ماكوين، يصف بول توماس أندرسون بقوله "إن مخرج يحقق نجاحاته من خلال منح الممثلين مساحة للإبداع"، ويضيف بأن أنرسون لديه "عين استثنائية لرصد التفاصيل".
ويتذكر أوكونور مشهدًا أثناء تصوير فيلم There Will Be Blood، حيث كان الممثل دانيال داي لويس جالسًا على طاولة في الوقت الذي يقوم أندرسون بتصويره بعدة طرق مختلفة دون أن يجد شيئًا يحبه في اللقطة. ويتابع أوكونور حديثه "في النهاية ذهب أندرسون إلى الطاولة وقلب كوبًا من البيرة على جانبها حتى تساقطت الجعة منها وهذا ما جعله سعيدًا بتصوير اللقطة". وفي حديث بين أوكونور مع خواكين فينيكس أثناء تصوير فيلم The Master يتم تشبيه أندرسون بالرسام، ويعلق فينيكس على المسألة بالقول "هذه هي الطريقة التي من المفترض أن يتم العمل الفني بها".
وأما الممثلة ليزلي مانفيل، التي عملت مع أندرسون في فيلم Phantom Thread عبرت بالقول "ما أحبه في طريقة عمل أندرسون هو أنه يسمح لك حقًا بإحضار الأشياء الخاصة بك إلى العمل الفني. وبمجرد أن يراك تفعل ذلك، ينفعل بحماس وهذا شيء رائع". توضح ليزلي أن أندرسون أرسل إليها السيناريو بواسطة البريد العادي لأنه لا يثق بالبريد الإلكتروني. وذات يوم تلقت اتصالًا منه ومنحها الدور حتى دون أن يلتقيا. وتشير هذه النقطة إلى أن أندرسون لا يلتزم بالقواعد المعمول بها في هوليوود لناحية اختيار الممثلين والإتفاق معهم. وقد فعل الأمر نفسه أثناء إسناد دور "هنري" للممثل كيفين جي أوكونور في فيلم There Will Be Blood إلى جانب دانيال داي لويس. فأندرسون اصطحب أوكونور لتناول الغداء في إحدى مطاعم البرغر وتم الاتفاق بسرعة.
بول توماس أندرسون يعمل عن كثب مع الممثلين على أدائهم. إنه موجود دائمًا بشكل عاطفي مع ممثليه في كل خطوة
اقرأ/ي أيضًا: 5 علامات فارقة في أفلام المخرج دارين أرنوفسكي
بول توماس أندرسون يعمل عن كثب مع الممثلين على أدائهم. إنه موجود دائمًا بشكل عاطفي مع ممثليه في كل خطوة. داعم دائمًا. قليل الانتقاد. كاميرا أندرسون تلتقط كل ذرة من المشاعر، وكل ذعر وكل خراب وكل ألم وكل ما يعنيه أن تكون إنسانًا، لدرجة أن لقطة قريبة بسيطة يمكن أن تخبرنا بتاريخ كامل من الحب والخسارة والوحشية والبحث المستحيل عن السعادة.
اقرأ/ي أيضًا: