تعتبر المشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم حلمًا لدى الجميع، وعلى الرغم من ذلك شهدت كأس العالم عبر تاريخها عزوف كثير من الفرق عن خوض النهائيات لأسباب مختلفة، نستعرض هنا أبرزها.
عاصفة بحرية تحرم مصر من كأس العالم
اعتذرت العديد من الدول الأوروبية عن حضور النسخة الأولى من نهائيات كأس العالم 1930، بسبب طول الرحلة إلى الأوروغواي، لكنّ بعض الفرق من القارّة العجوز جمعتهم سفينة كونتي فيردي وأبحرت بهم إلى الأوروغواي، وسبقتهم سفينة فلوريدا التي أقلّت الفريق اليوغوسلافي، وهنا سرت أقاويل عن تفريط مصر بفرصتها في المشاركة بالنسخة الأولى من كأس العالم.
حيث رست سفينة البريد فلوريدا في مارسيليا، كي تصحب معها الفريقين اليوغوسلافي والمصري، وصل الفريق الأوروبي في موعده، فيما تخلّفت مصر بسبب عاصفة بحريّة أخّرت وصولها للسفينة، لتضيع فرصة المشاركة بالمونديال الأول في التاريخ على الفراعنة، رغم تلقيهم دعوة رسمية بذلك، وموافقتهم على المشاركة
كرامة الأوروغواي
فازت الأوروغواي بلقب النسخة الأولى من كأس العالم 1930، ورغم ذلك رفضت الذهاب إلى إيطاليا للدفاع عن لقبها في 1934، ردّا على عدم مجيء أغلب دول أوروبا للبطولة الأولى التي أقيمت على أرضها، وفي النسخة التالية التي جرت عام 1938بفرنسا، وجدت الأوروغواي في إقامة كأس العالم على الأراضي الأوروبية للمرّة الثانية تواليًا إهانة لدول أمريكا اللاتينية، والتي لم يشارك منها سوى البرازيل، كذلك انسحبت دول أمريكا الشمالية للسبب نفسه، وهي أميركا والمكسيك وكوستاريكا والسلفادور وسورينام، فاستفادت كوبا من ذلك، وتأهلت إلى المونديال للمرة الأولى والأخيرة.
كبرياء الإنجليز
رفضت إنجلترا اللعب في كأس العالم بنسخته الأولى، لأنها ترى نفسها أكبر من أن تلعب بطولة كهذه، فهي مهد كرة القدم، وتعزّز ذلك بالنسخة الثانية 1934، عندما قررت اللعب أخيرًا، لكنّها شعرت بالإهانة عندما طلبت منها اللجنة المنظمة خوض التصفيات، استمرّ تعنّت الإنجليز وتكبّرهم، فعزفوا عن المشاركة للمرة الثالثة على التوالي بنسخة 1938، بسبب قوّة فريقهم الذي لا يكترث ببطولة اسمها كأس العالم، هذا التكبّر الإنكليزي الذي ما زالت مهد كرة القدم تندم عليه حتى الآن.
مظلوميّة الأرجنتين
بعدما فشلت الأرجنتين في إقناع المصوّتين باستضافتها للنسخة الأولى من كأس العالم، ظنّت أن تنظيم النسخة الثالثة من نصيبها، لكن فرنسا كسبت هذا الشرف على عكس العرف المعتمد عليه، فهي البطولة الثانية تواليًا التي تقام بأوروبا، وهنا انسحبت الأرجنتين من المشاركة في مونديال 1938، علماً أنها كانت بطلة أمريكا الجنوبية عام 1937.
بعد ذلك توقّفت البطولة بسبب اندلاع الحرب العالميّة الثانية، وانتظرت 12 عامًا كي يعود الصخب لملاعبها، الأكيد أن كأس العالم 1950 ستقام خارج القارّة العجوز، هنا نجحت البرازيل في إقناع الجميع بقدرتها على تنظيم الحدث، أدى ذلك لانسحاب الأرجنتين من البطولة بسبب خلافاتها مع البرازيل.
كلمة الشرف.. والثمن كأس العالم
استغل الفيفا بطولة الجزر البريطانية التي تُجرى سنويّاً بمشاركة ويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية إضافة إلى إنكلترا، فاعتبرها بمثابة مجموعة في التصفيات المؤهّلة لكأس العالم 1950، وأعلن أن صاحبي المركزين الأول والثاني في البطولة سيحجزان مكاناً لهما في نهائيات البرازيل 1950.
لكن الاتحاد الاسكتلندي زاد التحدّي وأعلن أن بلاده لن تشارك في كأس العالم إلا إن أحرزت البطولة، راغباً بذلك في تحفيز لاعبيه للظفر بالبطولة الأهم في بريطانيا، وبالفعل ظفرت إنكلترا بالبطولة وتأهلت لكأس العالم، وحازت اسكتلندا على المركز الثاني المؤهل للمونديال، لكنها اعتذرت عن المشاركة بسبب قرارها السابق، فالشرف يقتضي بها أن لا تتراجع عن كلمتها، وإن كان الثمن التواجد في كأس العالم.
أسباب سياسيّة
انسحبت إسبانيا من كأس العالم 1938، بسبب اندلاع الحرب الأهلية في بلادها، فيما انسحبت النمسا رغم تأهلها للنهائيات بسبب غزو ألمانيا النازية لأراضيها، حيث رفضت النمسا المتأهلة على حساب لاتفيا وليتوانيا خوض النهائيات احتجاجاً على الاجتياح الألماني سابق الذكر لأراضيها.
كذلك غاب الاتحاد السوفييتي عن المشاركة في كأس العالم 1974 لأسباب سياسية، فبعد تعادله مع تشيلي في موسكو رفضت القيادة السياسية إرسال فريقها إلى سانتياغو لخوض لقاء الإياب، فتأهل الفريق اللاتيني بشكل مباشر للنهائيات دون خوض مباراة الإياب.
في كأس العالم 1958، انسحبت تركيا ومصر وقبرص والسودان من التصفيات تجنّباً لملاقاة فريق الاحتلال الإسرائيلي، حدث ذلك أيضًا في تصفيات كأس العالم 1970، انسحبت عديد الفرق الآسيوية من خوض التصفيات، تجنّبًا لمواجهة فريق الاحتلال، أبرز هذه الفرق كان كوريا الشماليّة التي مثّلت مفاجأة المونديال السابق عام 1966.
الحرمان
تمّ حرمان المكسيك وتشيلي من المشاركة في البطولة عام 1990، وذلك بسبب غشّ الأولى عندما أشركت لاعباً كبيراً في العمر ضمن بطولة متخصصة بفئات الصغار، كما جنى حارس تشيلي على فريقه عندما ادّعى إصابته بالمفرقعات النارية، وذلك في مباراة البرازيل ضمن التصفيات، لكنّ ادعاؤه فُضح عندما شاهد الفيفا تسجيلًا أثبت كذبه، فقرر الأخير حرمان تشيلي من كأس العالم لمرّتين 1990 و1994.
أسباب متعدّدة
انسحبت تركيا من بطولة كأس العالم 1950 رغم تأهلها لأسباب ماليّة، فلم يتحمّل الاتحاد التركي تكلفة إرسال فريقه للبرازيل .
كذلك امتنعت فرنسا عن الذهاب لمونديال 1950 بسبب رفض اللجنة المنظمة تغيير الأماكن التي ستلعب بها، إذ يتوجّب على اللاعبين السفر 3500 كيلومتراً من مباراة لأخرى.
فيما اعتذرت الهند عن اللعب في بطولة كأس العالم 1950، بسبب رفض اللجنة المنظمة طلب الفريق الهندي باللعب حافياً خلال المباريات.