قدمت مجموعة من الأطفال القادمين من شمال قطاع غزة شهادات مؤلمة ومروعة حول التعذيب الذي تعرضوا له مع عائلاتهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي سرد مؤثر، تحدث أحد الأطفال النازحين عن الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها سكان شمال القطاع، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر والتوغل البري، اللذين أديا إلى نقص حاد في المواد الغذائية بل وفي أبسط مقومات الحياة أيضًا.
في التفاصيل، روى الطفل سعد خالد شحادي لـ"التلفزيون العربي" تفاصيل رحلة خروجه ومجموعة من الأطفال والنساء من مدينة غزة، اليوم الأحد، وما عاشوه من مصاعب.
وقال وبجانبه طفلان آخران فرا معه بمفردهم: "خرجنا اليوم مع مجموعة من الناس ولم أكن أعلم أين والدي، أمي استشهدت وشقيقي استشهد، أتينا مع الناس وعانينا الكثير".
وأكد الطفل الفلسطيني أن موكب المدنيين الذي كان يسعى للخروج من شمال القطاع تعرّض لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى احتجازه لساعات على الرصيف دون السماح له بالتقدم.
وشرح سعد: "أجبرونا على الجلوس على الرصيف لمدة ساعتين وحصل إطلاق نار، وأتت الدبابات ووجهت مدافعها نحونا".
وتابع أن الاحتلال أمر لاحقًا النساء والأطفال بالذهاب إلى إحدى الشقق، قبل أن يسمح لهم بالرحيل بينما أبقى على الرجال محتجزين.
وبعد رحلة مضنية لساعات وقع فيها عدد من الإصابات، تمكن الأطفال أخيرًا من ملاقاة قريبٍ لهم في الطريق، ساعدهم على الوصول إلى المخيم.
أما عن الوضع في مدينة غزة والشمال، فلفت الطفل سعد إلى أن فقدان الطحين والمواد الغذائية الأساسية أجبر الناس على طحن أعلاف الحيوانات من شعير وذرة لخبزها وتناولها طعامًا.
ووصف الوضع حاليًا في مدينة غزة بالقول: "والله غزة مهمومة على الآخر.. دمار وقصف.. والمباني كلها مائلة على بعضها"، في إشارة إلى حجم الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي.
وفي السياق نفسه، شارك مئات الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال، في تظاهرة نظمت يوم السبت في شمال قطاع غزة، حيث انتهت بوقفة احتجاجية تعبّر عن استياءهم من استمرار الحرب الإسرائيلية ومنع المساعدات.
ورفع المشاركون لافتات تحمل عبارات مثل "جرحانا ومرضانا ينتظرون العلاج"، و"الجوع يهدد أطفال غزة"، و"شمال غزة بلا طعام وماء"، خلال جولة التظاهرة في شوارع بلدة بيت لاهيا.
وردد المشاركون هتافات تندد بالحرب الإسرائيلية وبسياسة التجويع التي تطبقها إسرائيل في شمال القطاع.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إلى عدم التخلي عن أطفال غزة، حيث أشارت إلى تفاقم وضعهم يومًا بعد يوم.
ويعيش أطفال غزة أوضاعًا مأساوية للغاية، وسط تهالك البنى التحتية وانتشار الأوبئة والأمراض، ونزوح مئات الآلاف إلى الجنوب، حيث يعيشون في مراكز إيواء وخيام معدومة المقومات الحياتية اليومية.
وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، قد أشار في تصريحات سابقة، إلى أن معظم سكان غزة، بما في ذلك الأطفال، سيحملون الجروح الجسدية والنفسية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي مدى الحياة.
ولفتت اليونيسف، في تقرير سابق، إلى أن نحو 20 ألف طفل فلسطيني ولدوا في غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة، تيس إنغرام، إن: "طفلًا يولد كل عشر دقائق وسط هذه الحرب المروّعة".
وذكرت منظمة "أنقذوا الأطفال" الإنسانية أن: "الأطفال الذين نجوا من العنف في غزة يعانون أهوالًا لا توصف، بما في ذلك الإصابات التي تغيّر حياتهم، إضافة للحروق، والأمراض، وعدم كفاية الرعاية الطبية، وفقدان والديهم وأحبائهم الآخرين".