اختلطت الأوراق في إيطاليا مرة أخرى، بعد قرار المحكمة الرياضية بإعادة النقاط الـ15 المحسومة من رصيد يوفنتوس له بشكل مؤقّت، ليصعد الفريق إلى المركز الثالث خلف لاتسيو ونابولي المتصدّر، ومتقدّمًا على روما الرابع، فيما وجد قطبا مدينة ميلانو إنتر ميلانو وإي سي ميلان أنفسهما خارج التوب 4، قبل ثمانية جولات من النهاية، ما يهدد مشاركتهما بدوري أبطال أوروبا في الموسم القادم.
اختارت أندية كالميلان والإنتر اللعب في الدوري الإيطالي بالبدلاء وكرّست جهودها في دوري الأبطال، فعل تندم على ذلك؟
حسم نابولي أمر المنافسة على لقب الدوري بشكل مبكر، بعكس الموسم الماضي الذي بقي فيه الصراع حتى الجولة الأخيرة، وانحصر التنافس بين خمسة فرق بشكل رئيسي، هي ميلان حامل اللقب، لاتسيو، إنتر ميلانو، يوفنتوس، روما على ثلاثة مقاعد متبقية مؤهلة إلى البطولة الأقوى على صعيد الأندية، أي دوري أبطال أوروبا.
عام الكرة الإيطالية أوروبيًا
ما هو جديد هذا الموسم، كان التألّق اللافت للفرق الإيطالية في المسابقات الأوروبية، ومن بينها دوري أبطال أوروبا مع وصول ثلاثة فرق من الكالشيو إلى ربع نهائي المسابقة، هي نابولي، ميلان وإنتر ميلانو، وقد تأهل الأخيران إلى المربع الذهبي، في وقت وصل روما ويوفنتوس إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، وفيورنتينا إلى نصف نهائي كأس المؤتمرات، بالنتيجة، وأكثر من أي دوري آخر، يتواجد خمسة أندية إيطالية في نصف نهائي البطولات الأوروبية.
التركيز على المشاركة الأوروبية أثّر على أداء الفرق في الدوري الإيطالي، حيث قرّرت فرق ميلان وإنتر ميلانو ونابولي تركيز جهودها على دوري الأبطال، بالنسبة لنابولي كان الخيار مفهومًا، فالفريق حسم بطولة الدوري، وهو لم يفز بالأبطال من قبل قط، في المقابل تأثّر ميلان وإنتر بشكل واضح محليًا، وحققا نتائج سلبية متتالية، وتراجعا في جدول الترتيب.
على سبيل المثال، خاض ميلان مباراته الأخيرة بالدوري ضد بولونيا بتشكيلة جلّها من الاحتياط، وانقاد إلى تعادل إيجابي فيها، وكان كل تركيز الفريق منصبًا على مباراة نابولي في الأبطال، كسب بيولي الرهان مرحليًا وبلغ المربع الذهبي، إلا أن الحكم على قرار التراخي المحلي، شأنه شأن سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلانو، سيكون مع نهاية الموسم.
بعد العودة من كأس العالم، تراجعَ مستوى ميلان المحلي بشكل واضح، فخسر الديربي أمام إنتر في الدوري وفي نهائي السوبر، وحقق سلسلة نتائج سلبية ليتراجع إلى المركز الخامس، بعدما كان ثانيًا في مرحلة الذهاب خلف نابولي، وتلقت شباكه سيلًا كبيرًا من الأهداف، على عكس دوري الأبطال، الذي أبدى فيه ميلان صلابة دفاعية، حيث تلقى الفريق هدفًا واحدًا فقط في أربع مباريات ضد نابولي وإنتر، ليستحق الفريق الوصول إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ عام 2007
الأمور لا تختلف كثيرًا مع إنتر ميلانو، فمن يتابع أداءه في مسابقتي الدوري ودوري الأبطال، سيظنّ أنه يشاهد فريقين مختلفين، ففي الأبطال تأهل الفريق من مجموعة صعبة على حساب برشلونة، ثم أقصى قطبي الكرة البرتغالية بورتو وبنفيكا ليصل للمربع الذهبي، أما في الدوري فقد تلقّى الفريق الخسارة أربع مرات في خمس مباريات، ولم يحقق أي فوز محلي منذ الانتصار على ليتشي مطلع الشهر الفائت، وقد كانت تخرج خلال هذه الفترة أصوات تطالب بإقالة المدرب إنزاجي، إلا أن الفوز في مباريات الأبطال كان يعود ويخفف من الضغوطات عليه.
سيتقابل ميلان وإنتر ميلانو في نصف نهائي الأبطال، واحد منهما على الأقل لن يتوّج بالبطولة، وبحال بقي ترتيب الدوري الإيطالي الحالي هو نفسه حتى نهاية الموسم، فقد نرى الفريقين خارج منافسات الأبطال في الموسم المقبل، ما سيشكل صدمة معنوية كبيرة لجماهيرهما، ناهيك عن الخسائر المالية المباشرة وغير المباشرة، فهل تسرّع بيولي وإنزاجي عندما رميا المنديل المحلي مبكرًا للتركيز على الأبطال؟ الإجابة سنعرفها بعد أسابيع.