إبراهيم الأسطى عمر (1908 -1950) شاعر من ليبيا. ولد في درنة ونشأ يتيمًا فقيرًا. رحل إلى مصر وسوريا والعراق والأردن. وحين أنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشًا لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية تطوع جنديًّا معهم وقاتل الإيطاليين. إلا أنه ترك الجيش بعد ثلاث سنوات وعاد إلى ليبيا فعيّن قاضيًا. ثم شارك في انتخابات البرلمان البرقاوي التي جرت قبيل الاستقلال مباشرة، وفاز فيها، ولكن تشاء الأقدار أن يموت غرقًا في البحر.
رغم أن الشاعر ولد ليشهد مأساة احتلال بلاده، إلا أنه عاش حتى رأى ذلك الاحتلال يندحر عن أرضه قبل أن يغادر عالمنا.
قيل: "صمتًا"، فقلت لست بميت
إنما الصمت ميزة للجمادِ
إن معنى الحياة قول وفعل
وهي رمز مقدس للجهاد
لا أطيق السكوت ما دام قلبي
خافقا واللسان يروى مرادي
إنما البلبل المغرد يشدو
أينما كان في الربى في الوهاد
ذاك دأبي مدى الحياة وإني
لا أبالي بما تجيء العوادي
ما أظن الأقفاص مهما ادلهمت
تمنع الطير لذة الإنشادِ
إنما الرزق والمعيشة والمو
ت جميعا بأمر رب العبادِ